Culture Magazine Thursday  10/05/2012 G Issue 373
حوار
الخميس 19 ,جمادى الآخر 1433   العدد  373
 
في حوار حول المقدس وتفسير جدلية الإلحاد والعلم:
الأحمري:بعد صدور كتاب (التصميم العظيم) ل»ستيفن هوكينغ» بدأت مرحلة الشك في نفسي

 

الجزيرة - حوار: سعيد الدحية الزهراني

يواجه الفيزيائي السعودي الدكتور محمد بن عبدالعزيز الأحمري عبر حديثه ل «الجزيرة» جملة من الأخطاء السائدة في الثقافة الاجتماعية حول الحقيقة العلمية المستندة إلى القانون والمعادلة الرياضية، مثلما يفتح في ذات الثقافة ولها أفقاً جديداً ومختلفاً للتأمل والتدبر والمعرفة.. وذلك عبر نظرية الأوتار التي تكشف عن أبعاد إضافية يقع في نطاقها ما لا نراه أو نلمسه مما هو ثابت لدينا وفق مصادر التشريع..

وينتقد الدكتور الأحمري الحاصل على الدكتوراه في الفيزياء النظرية - تخصص نظرية الأوتار، (أي علم نشأة الكون من العدم) من جامعة كوين بكندا سنة 2005م، ما أسماه ب»الجهل المقدس» الذي زرع الشك في نفوس.. معرجاً بسوط النقد أيضاً على «خيبة العرب والمسلمين» الذين يتباهون بأمجاد وهمية على حد تعبيره.. مطالباً بأن نعترف بتخلفنا ونصحح أخطاءنا ونلحق بركب العلم والحضارة بدلاً من أن نردد المقولة «المقيتة» بأن الغربيين مسخرين لنا، وفق وصف الفيزيائي الأحمري.

«الجزيرة» شرفت باستضافة ابن «الماوين» مسقط رأس الدكتور محمد الأحمري، وهي قرية تقع شمال مدينة أبها.. وجرى هذا الحوار بعد لقاء مدير التحرير للشؤون الثقافية الدكتور إبراهيم التركي.. وقد انضم الدكتور الأحمري مؤخراً إلى الكتابة الأسبوعية في الجزيرة عبر ملحق «المجلة الثقافية» التي تصدر يوم الخميس من كل أسبوع.. فإلى اللقاء:

في لمحة سريعة من هو الدكتور الأحمري؟ وما هو التخصص الفيزيائي الدقيق؟

- محمد بن عوضة بن عبدالعزيز الأحمري. وُلدت بقرية الماوين شمال أبها. بعد التخرج من الثانوي التحقت بجامعة الملك سعود قسم الفيزياء 1986، لمدة عامين، بعدها تركت الجامعة لظروف شخصية، واشتغلت ببعض الشركات والبنوك ثلاث سنوات، وأخيراً عملت بفندق الإنتركونتننتال، وكان القدر والتقيت أستاذي في الجامعة الفيزيائي النظري المعروف عالمياً محجوب عبيد خلال مؤتمر علمي بقاعة المؤتمرات بالفندق، الذي كان له الفضل بدعمي على مواصلة تعليمي الجامعي لمدة 14 عاماً، حتى حصلت على الدكتوراه في الفيزياء النظرية - تخصص نظرية الأوتار (أي علم نشأة الكون من العدم)، من جامعة كوين بكندا سنة 2005.

ما نظرية الأبعاد الأخرى (11 بعداً) التي هي مجال البحث الدقيق للدكتور الاحمري..؟

- لدينا الأبعاد المألوفة (طول وعرض وارتفاع، أضافت النسبية البعد الرابع الزمن)، وطورت نظرية الأوتار سبعة أبعاد أخرى. مثلاً الجن تقع في البعد الخامس، الملائكة يقعون في البعدين السادس والسابع، رقيب وعتيد على الكتفين، لا نستطيع رؤيتهما.. مهما يكن لن يستطيع أي مخلوق في الكون أن يرى الله عياناً، كذلك يتساءل الكثيرون أين تقع الجنة والنار.. أقول في البُعدين الثامن والتاسع فهل من شك.. الفيزياء تثبت ذلك رياضياً.

بعد صدور كتاب (التصميم العظيم) لأشهر علماء الكون «ستيفن هوكينغ»، كون بدون خالق كانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير لجميع علماء الفيزياء، خاصة الذين يعرفون طبيعة الانفجار العظيم، ولا يصدقون بنظرية الأوتار والأبعاد، فقد ولد الكون من فقاعه لم يكن يحيط بها فراغ ثلاثي أو رباعي حسب فيزياء اينشتاين، ولكن مع «الفقاعة» التي هي أصغر من الذرة ببلايين المرات، نشأ الزمان والمكان.. وجميع القوانين الفيزيائية تبدأ بلحظه الانفجار العظيم، وقبلها لا زمان ولا مكان، عدم محض وظلام دامس، أين الله جل جلاله بمنطق علمي، فالقوانين سليمة بكل تأكيد، ولا يوجد خلف العدم أي شيء، أعدت قراءة الكتاب مرات ومرات.. وإحقاقاً للحق.. كلام «هوكينغ» سليم بمنطق علمي، فلا يوجد لدي شك في صحة كلامه، وكان الكثير من الزملاء لا يصدقون بالأبعاد الأخرى التي هي أكثر من أربعة حسب نظرية النسبية (الطول- العرض الارتفاع- الزمن)، أين البعدان الخامس والسادس.. إلى البعد الحادي عشر؟ هل من دليل تجريبي؟ احترت في الأمر، وبدأت مرحلة الشك في نفسي، ولا يعلم أحد، هل الكون بدون (خالق).

في عام 2006 سبق أن رفعت بحثاً لتصحيح نظرية الانفجار العظيم لمركز «برنستون للدراسات المتقدمة»، وجاءني بعض الردود التي لا تشجع على مواصلة البحث، ولكن فرجت بكتاب «هوكينغ» فقد أصبح لدي قناعة مطلقة بأن بداية تشكل الزمان والمكان بواسطة «فقاعة»، وهي بداية النشأة الأولى رباعية البعد، كانت العملية برمتها ضمن أبعاد إلهية أخرى (11 بعداً)، وهو دليل واقعي على وجود خالق خارج الفقاعة أوجد الكون من العدم، وهو ما توصلت إليه وزادني يقيناً وإيماناً بخالق الكون وعظمته في الخلق بأصعب القوانين الرياضية ضمن خطة معينة قبل إيجاد الكون من العدم، وهذا ما تشير إليه الآية {سنريهم آياتنا في الآفاق}، أي سنريهم من خلال البحث العلمي صعوبة الخلق وآلية عمله {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}..

ماذا عن الإلحاد الذي قاد الكثير من علماء الفيزياء إلى عدم الإيمان بخالق..؟

- الجهل المقدَّس في تفسير الدين زرع الشك في نفوس الناس، وعدم فهم العلم وفلسفته العميقة قاد الكثير للإلحاد، خاصة بعد أن فهم علماء الفيزياء حقيقة الانفجار العظيم، بأنه حدث في نقطة أصغر من الذرة، وهذا مقال في مجلة العلوم الأمريكية سنة 2005. (ولكن يجب ألا نذهب بعيداً جداً في هذا التشبيه؛ فقد كان التعبير «خارج البالون» و»توسع السطح» المطاطي المنحني الثنائي البعدين ممكناً من وجهة نظرنا لأنهما كانا متضمنين في فضاء ثلاثي الأبعاد. ثم إن للبالون مركزاً في البعد الثالث، وسطحه يتمدد في الهواء المحيط به عندما يتضخم؛ لذلك يمكن للمرء أن يستنتج أن توسع فضائنا الثلاثي الأبعاد يتطلب وجود بُعْد رابع. ولكن الفضاء ديناميكي وفق نظرية آينشتاين في النسبية العامة، التي هي النظرية الأساس في الكوسمولوجيا الحديثة، بمعنى أنه يمكن أن يتوسع وينكمش من دون أن يكون متضمناً في فضاء عدد أبعاده أكبر.

إن الكون بهذا المعنى قائم بذاته؛ فهو لا يحتاج لا إلى مركز ليبتعد عنه ولا إلى فضاء خال خارجه (أياً كان ذلك) ليتمدد فيه، ولا يتطلب عند توسعه وجوداً مسبقاً لفضاء خال يحيط به. وتفترض بعض النظريات الأحدث مثل نظرية الأوتار وجود مزيد من الأبعاد، لكن كوننا الثلاثي الأبعاد لا يحتاج حين يتوسع إلى هذه الأبعاد الإضافية لكي ينتشر فيها).

كذلك صدر كتاب ألفه أعظم علماء الكون ستيفن هوكينغ عام 2010 تحت اسم «التصميم الكبير»، الذي نفى بموجبه وجود خالق وراء الكون نتيجة للانفجار العظيم الذي يعتمد على أربعة أبعاد.. ولا يفسر ولادة الكون في أبعاد أخرى، حسب نظرية الأوتار الفائقة، الذي كتبت حوله بحث لتصحيح نظرية الانفجار العظيم، وسبحان القائل {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين} يوسف 103.

لم تتطرق في حديثك إلى أي إشارة للعرب والمسلمين. السؤال: ما إسهام العرب والمسلمين في العلم الفيزيائي؟

- بدون مجاملة، وبعيداً عن ثناء بعض الغربيين جبراً لخواطر المسلمين، لم يكن لدينا بصراحة علماء ونهج علمي.. نحن نتفاخر بأمجاد وهمية، فقد اتهم الفيلسوف الطبيب ابن سينا بالزندقة وابن حيان بالشعوذة، بل كان من يقرأ كتاباً في المنطق والفلك وسفر التكوين والتوراة والإنجيل يُتهم بأنه مهرطق ومنحرف عقائدياً.. لماذا أُحرقت كتب فيلسوف وقاضي قرطبة ابن رشد..؟

يا أخي ديننا يدعو للعلم، ولكن فكر الوصاية على تفسير القرآن الكريم هو الذي عطَّل التدبر والبحث العلمي. يا أخي هل عقمت الأمة من أهل العقول والفكر؟ يقيناً لا، ولكن حيل بيننا وبين كتاب الله بالأيديولوجيا التي تحرم العلم وإعمال العقل في ملكوت الله بالرياضيات والفيزياء.. أين نحن منذ 1000 سنة.. حفظ وترديد فقط.. ألا ليت شعري.. بصريح العبارة لم نقدم شيئاً للبشرية سوى معلقات الشعر والتفاخر بالقبيلة والعرق والطائفية.. يا أخي أين نحن من مشاريع علم الفلك، نحن نعتمد في رؤية الهلال على عين شخص تائه في الصحراء.. ونكذب صعود القمر، في حين علماء الغرب يخبرونا قبل أشهر عن موعد الكسوف والخسوف باليوم والساعة والدقيقة.. فهل عقولنا في سبات، ولكن هناك من يتخذ الدين وسيلة ومتاجرة من أجل السمعة {يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً}.. وبأنه وحده من يستطيع معرفة منازل القمر والأهلة.. عجباً.. لماذا لا نعترف بتخلفنا، ونصحح الخطأ ونلحق بالركب.. بدلاً من أن نردد المقولة المقيتة بأن الغربيين مسخرون لنا.

كيف امتزجت الفيزياء بالفلسفة..؟

- من الأخطاء الاعتقاد بأن الفيزياء مجموعة من القوانين الرياضية المعقدة، التي تصف حركة الأجسام فقط؛ لأن السبب هو طريقة تلقين الطلاب من الثانوي إلى التخرج من الجامعة على هذا النحو، فالفيزياء عبارة عن تعريفات وحفظ قوانين، صخر جامد، بدون هدف أو مضمون فكري وفلسفي.. مع الأسف، لا يعلم الناس أن تفاحة نيوتن التي سقطت على رأسه بالبستان لها قانون يربط السماء بالأرض، اكتشفه نيوتن..

الفلسفة باختصار هي التأمل والتفكر وطرح الأسئلة والتعجب من ظواهر الطبيعة التي تحيط بالإنسان، من ضمن الأسئلة من أين أتى الكون..؟ وكيف تطور..؟ وما هو مصيره..؟.. وكيف بدأ الخلق وكيف تطور..؟

كل تلك الأسئلة فلسفية تطرح على علماء الدين والفيزياء.. كانت بعض إجابات الدين الكنسي تقول إن الأرض مركز الكون إلى أن أثبت الفيزيائي كوبرينكوس بطلان هذا علمياً، وأن الأرض ليست سوى ذرة في كون فسيح، وبهذا انهارت عقيدة دينية مقدسة سادت قروناً عدة، وهذا بسبب أن الكون وأسراره من اختصاص علماء الفيزياء والفلك، وهم من يستطيع تقديم الإجابة الصحيحة؛ فقد أحرقت الكنيسة غاليلو سنة 1640 لقوله بدوران الأرض الذي كان عقيدة مقدسة عند رجال الدين.. وأصبح دوران الأرض ثابتاً علمياً. لقد أصبح العلم الطبيعي قادراً على الإجابة عن الكثير من الأسئلة الفلسفية وسحب البساط من تحت الكنيسة ورجالها التي كانت تقول إن ذلك يقع ضمن نطاق علم الغيب ومن اختصاص رجال الدين.. أين آيات التدبر والتفكر بالقرآن؟.. لا أعلم.. أين السير بالأرض ومعرفة المنهج العلمي؟.. كله معطل.. وبهذا امتزجت الفيزياء بالفلسفة من خلال السؤال والجواب..

ما موقف الدكتور الأحمري من نظرية داروين في «النشوء والارتقاء» التي تتعارض مع الدين..؟

- لم يعد هناك إنسان مثقف يشك في صحة ما يسمى نظرية التطور التي نعتبرها اليوم حقيقة محضة. وكذلك، فقد تأكدت معظم أطروحات داروين الخاصة، كتلك التي تتعلق بالتحدّر المشترك وَتَدرُّج التطور، وبنظريته التوضيحية للانتقاء الطبيعي. أعظم إسهامات داروين إيجاده مجموعة من المبادئ الجديدة التي تؤثر في تفكير كل شخص، وتتمثل في أن العالم الحي يمكن شرحه من خلال التطور من دون اللجوء إلى التفسيرات الدينية.

إن إنسان القرن الحادي والعشرين ينظر إلى العالَم نظرة تختلف تماماً عن نظرة إنسان العهد الكتوري. ويرتكز هذا التحول على أسباب متعددة، وبخاصة الاكتشافات المذهلة في التقانة. ولكن الأمر الذي لم يحظ بالتقدير الكامل هو مدى أهمية آراء داروين في إحداث هذا التحول في التفكير. لقد حاول داروين من خلال هذه النظرية الإجابة عن بعض التساؤلات التي تدور في أذهان كثير من البشر حول الطريقة التي نشأت بها الحياة على الأرض والكيفية التي ظهر بها هذا الكم الهائل من أنواع الكائنات الحية. وبتعطيل البشر لعقولهم ومنعها من التفكير في عجائب هذا الكون ينطبق عليهم قول الله: {وكأيّن من آية في السماوات والأرض يمرّون عليها وهم عنها معرضون} يوسف 105.

لقد اعتقد البشر بالخلق المباشر للكائنات الحية، الذي فهم عن طريق التأويلات الخاطئة للكتب المقدسة، وكان الرأي السائد في العصور القديمة أن الكائنات الحية موجودة على الأرض منذ الأزل، وبالأنواع والأشكال التي هي عليها الآن. وبهذا انقسم البشر إزاء نشأة الحياة إلى فريقين:

- تطوريون: يؤمنون بتطور الكون والكائنات الحية خلال 14 مليار سنة.

- خلقيون: يؤمنون بالخلق المباشر للكون والكائنات الحية في فترة زمنية محددة دفعة واحدة.

لقد سبق القرآن الكريم داروين في طرحه لفكرة السير في الأرض كوسيلة لمعرفة الكيفية التي نشأت بها الحياة على الأرض، وذلك في قوله تعالى {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق} العنكبوت 20. مع الأسف لم يمتثل المسلمون الأمر الرباني فيسيروا في الأرض لمعرفة كيف بدأت عملية خلق الحياة من تراب هذه الأرض.

كان هناك تنديدٌ من قِبل الأوساط الدينية التي اعتبرت النتائج التي توصل إليها داروين ضرباً من الكفر؛ لأنها تتعارض مع الصورة المرسومة في أذهانهم عن الطريقة التي خلق الله بها الخلق.

كثيراً من أنصار الخلق المباشر لا يرفضون النظريات التي وضعها علماء الفيزياء لتطور الكون وعلماء الجيولوجيا لتطور الأرض، ولكنهم في المقابل لا يقبلون النظريات التي وضعها علماء الأحياء لتطور الحياة على الرغم من أن خلق السماوات والأرض أعقد من خلق الكائنات الحية مصداقاً لقوله تعالى {لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون} غافر 57.

الأدلة التي اعتمد عليها علماء التطور تستند إلى أسس علمية تجريبية، فيها من الحجج ما يكفي لإقناع من عنده أدنى خلفية بالعلوم الحديثة. ومع اكتشاف التعقيد البالغ لتركيب الخلايا الحية والعمليات الحيوية التي تجري فيها وكذلك الطريقة الرقمية التي كتبت بها المعلومات الوراثية بدأ كثير من علماء التطور بالاعتراف باستحالة حدوث هذا العدد الكبير من المصادفات لكي تظهر الحياة على الأرض.. لقد أدى إصرار الخلقيين على رأيهم هذا رغم الأدلة العلمية الدامغة التي تدعم نظرية التطور إلى زرع الشك في قلوب بعض أتباع الأديان، وجعلت كثيراً منهم أقرب للكفر منهم للإيمان بسبب هذا التناقض بين الحقائق العلمية التي يدرسونها في مدارسهم وجامعاتهم وتفسيرات علماء الدين للكيفية التي نشأت بها الحياة على الأرض.

ماذا عن مشوارك العلمي من ناحية فلسفيه وفكرية..؟

- نظرية الأوتار مجال، وهي مجال تخصصي يبحث عن البنية الأساسية التي تشكل نشأة الكون من فقاعة زمانية - مكانية، وتبحث أيضاً عن الأبعاد الأخرى التي لا نراها في كوننا الرباعي الأبعاد، وهي نظرية صعبة جداً من ناحية الخلفية الرياضية التي تعتمد على نوع من الرياضيات التي طورها الفيزيائيون الوتريون كأن نستخدم فضاءات كلابي ورياضيات الهمولوجي والهموتوبي والكهمولوجي، أي لكي تفهم مضمون النظرية عليك ممارسة جميع فروع الرياضيات. وبتعريف آخر أن نظرية الأوتار هي كنظرية حقل كمومي تعتمد على الأوتار بدلاً من الجسيمات النقطية بالمعنى التقني. ومن خلال التعمق في المضمون الفلسفي للفيزياء الوترية اتضحت عملية تطور الكون بشكل علمي دقيق..

بماذا يحلم الدكتور محمد الأحمري بالنسبة لمستقبل الأجيال القادمة على الصعيد العلمي..؟

- لا ينقص شبابنا عقول وتطلع نحو المستقبل، ولكن نحن أمه لديها فقر علمي وثقافي، من هنا أوصي الشباب أولاً بقراءة كتب فلسفة العلم وكتب المنطق والفلسفة بوجه عام، فنحن في حاجة ماسة إلى وعي علمي تنويري (علم الوعي الذي نفتقده)، تفاعل ديني مع العلم وأهميته. أنا متفائل خيراً بمستقبل الشباب علمياً..

كيف تفاعل جمهور معرض الكتاب 2012 مع محاضراتك عن الثقافة الثالثة..؟

- كان فرصة عظيمة لي لكي التقي خلال عشرة أيام بالمعرض جميع أكاديميي ومثقفي وطلاب جامعات الرياض النساء والرجال.. وجميع الصحفيين.. ومن خلال المداخلات بعد المحاضرات أو فيما بعد من خلال تجولي بصالات دور النشر والاحتكاك بالناس من جميع الأطياف طلية أيام المعرض، كان هناك من أثنى على المحاضرات وامتدحها، وأنه لأول مرة يعرف حقيقة تطور الكون من العدم، ومعرفة لحظة انطلاقه وحقيقة تطور الكائنات الحية (نظرية داروين) بشكل علمي دقيق، وهناك من اتهمني بالإلحاد والكفر والزندقة.. وهذا دليل على عدم البحث عن الحقيقة لدى بعض الناس.. والحقيقة ضالة المؤمن.. هذا من باب الموضوعية وتبيان آراء الناس.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة