Culture Magazine Thursday  12/01/2012 G Issue 360
قراءات
الخميس 18 ,صفر 1433   العدد  360
 
ملتقى المثقفين .. خرافة ثقافية - قراءة واقعية
د. زهير محمد جميل كتبي

 

إن الشعوب الفرحة والمسرورة عادة ما تتمرد على الواقع وبكل مكوناته، وتتجه نحو الإبداع والابتكار، لأنها تقتل الخوف في داخلها. بل إنها تقلق من كل شيء، وهذا ما يفعله مثقفون الأمة. حين يعبرون عنها، وينتجون الإبداعات المختلفة.



وعادة الفوضويين من القائمين على تنظيم الملتقى الثاني المثقفين السعوديين رموا المثقفين بالباطل فصار المثقف البرئ متهماً وجب عليه إثبات براءته ونقاوته. والمثقفون القريبون من الوزارة يتحدثون عن نجاح الملتقى وهم أكثر من ولغ في نعيم الدولة حتى انتفخت عقولهم بقناعات تقليدية. فمثلاً ماذا أضاف لنا الملتقى الأول للمثقفين ؟.



نريد أن تسير قافلننا الثقافية بما تحمل من موضوعية ومصداقية ومهنية رفيعة القيمة والمستوى. وعلينا أن نلغي من عقولنا.. ((فوبيا النجاح)).. الذي يسبق الفعل. وهذه عادة من عادات مسؤولينا.



إن من حق كل مواطن أن يتساءل عن الثمن الثقافي الذي يؤيد ويرقى بفكره وثقافته. فالوضع لا يحتمل التشكيك في قدرة المثقفين بإقصاء وإبعاد كثيرهم. لأن ذلك سوف يفتح باب نار جهنم. ولأن الوزن الثقافي لابد أن يكون في مواجهة التحديات والرهانات. وهذا المقال محاولة للرصد عبر هذه القراءة الواقعية.



حضرت ملتقى المثقفين السعوديين الثاني في الفترة من 1-4-2-1433هـ والذي عقد بمدينة الرياض بمركز الملك فهد الثقافي والحقيقة التي صدمت من الملتقى وفعالياته وسوء تنظيمه، فخرجت بكثير من الملاحظات المهمة التي لا تقلل من قيمة الجهود التي بذلت لإخراجه. وفهم واستيعاب هذا النقد سوف يعمل على رقي وارتقاء أعمال الملتقيات القادمة ومنها.



1-: تم تأجيل انعقاد الملتقى بسبب وفاة سمو الأمير - سلطان بن عبد العزيز -غفر الله له- وكنت أتمنى من وكالة الوزارة للشئون الثقافية الاستفادة من عملية التأجيل ببذل مزيد من التنظيم والإخراج والترتيب. فلا بد أن أصارح القائمين على هذا الملتقى أن من أسوء الملاحظات هي.. [عدم تنظيم الملتقى وإخراجه بصورة حضارية].. لأسباب عدة من بينها.



1-أ المكاتبات والاتصالات بين المثقفين والوزارة لم تكن على مستوى المسئولية والحدث. فقط أرسلوا خطاب الدعوة ووضعوا أرقام هواتف جوالات لا ترد ولا تنطق وبعض من أصحاب تلك الجوالات فيه غلظة وجفاء. فلم نستطيع فهم مزيد من المعلومات عن الملتقى.



1-: ب: لم نجد أي شخص يستقبلنا في المطار، ولم نجد أية لوحة تشير لموقع السكن. فركبنا تاكسي لندن على حسابنا الخاص. وعند الوصول لفندق لم نجد البطاقات الخاصة بنا ولم نجد جدول الأعمال ولم نجد..، ولم نجد..، كل ما سمعناه من أشياء كثيرة هي التعليمات العسكرية التي تلقيناها من موظفي استقبال الوزارة بفندق الماريوت. منها أن تكون الساعة التاسعة صباحاً في بهو الفندق لننطلق إلى مركز الملك فهد الثقافي. عشنا معهم وكأننا في ثكنة عسكرية. وزادت الشدة من إدارة الفندق التي أصرت على أن تكون المحاسبة فورية لأي طلب من طلباتنا. وأقفلت الثلاجات بغرفنا، ولم يوافقوا على وضع ماء بارد لنا. ورفضوا أن نحاسب بالبطاقات.



1-ج: لم نجد أمامنا جدول أعمال المؤتمر وفعالياته وبداية الجلسات وأخبرنا من موظف الوزارة أنه نشر بالصحف. يا سلام على هذا التنظيم، وهذا الاختصار، وهذه الصفاقة.



1-د: الباصات التي نقلتنا من الفندق للمركز والعكس، لم يكن عليها أية لوحة تشير إلى أنها تابعة للوزارة والملتقى.



1- هـ: لم يرافقنا أي مرافق من طرف الوزارة في الباص أو غيره.



1- د: لم يكن هناك كبير أو مسئول يساعدنا للرجوع إليه في الاستقبال الخاص بالوزارة. فلم نجد من نستطيع الاستفسار منه، للرد على تساؤلاتنا.



1- هـ: عند وصولنا للمركز لم نجد أي شخص أو مسئول يستقبلنا. أو وجود لوحات تشير إلى أي فعالية.



1-و: البطاقات الشخصية جمعت مع بعضها البعض بحبالها ووضعت في أكياس ووضعت فوق طاولة بالمركز الثقافي فتعثرت وتعقدت مع بعضها البعض. فالمفروض أن يكون هناك موظف يسلمها لنا. وأنا شخصيا لم أجد بطاقة لي ثم عملت لي في اليوم التالي بعد إلحاح شديد مني للحصول عليها. وقال لي أحدهم: أنت معروف يا دكتور بدون بطاقة.



2-: أستغرب كغيري إقصاء وإبعاد الكثير من المثقفين والذين لم توجه لهم دعوات لحضور هذا الملتقى ومنهم:



2-1: الأديب والشاعر الدكتور عبدالله با شراحيل.



2-2: المثقف الأستاذ محمد سعيد طيب.



2-3: المثقف الأستاذ علي الدميني.



-4: المثقف الدكتور عبدالله مناع.



2-5: المثقفة الأستاذة فوزية العيوني.



2-6: الدكتورة سعادة جابر.



2-7: الدكتور فايز صالح جمال.



2-8: الأستاذ محمد أحمد الحساني.



2-9: الأستاذ خالد محمد الحسنيي.



2-10: الدكتو ر خالد الدخيل.



2-11: الدكتور عبدالله الغذامي.



-12: الأستاذ تركي الدخيل.



2-13: الدكتور سليمان الهتلان.



2-14: الأستاذ محمد الساعد.



2-15: الأستاذ أحمد العرفج.



2-16: الشيخ سلمان العودة.



2-17: الشيخ عوض القرني.



2-18: الشيخ عائض القرني.



2-19: الشيخ سعد الشتري.



2-20: الدكتور سعيد السريحي.



2-21: الأستاذ هاشم الجحدلي.



3-: لا أعرف ما هو السبب الحقيقي، إنه في كل مؤتمراتنا في بلادنا يترأس إدارة الجلسات بعض الوزراء الحاليين أو المعفيين من مناصبهم، أي لا يترأس الجلسة إلا من يحمل لقب.. [معالي]..، أو من الطبقة المخملية. في هذا الملتقى كنت أتمنى أن تكون إدارة الجلسات كلها من قبل المثقفين أنفسهم فجحا أولى بلحم ثوره.



4-: الأمر اللافت للنظر أن معظم مؤتمرات وملتقيات أهل الثقافة والأدب في بلادنا، يتولى القيام بإدارتها أخي الأستاذ- المثقف محمد رضا نصر الله وكأن حكر عليه وأصبح.. [ماركة مسجلة].. باسمه، وهذا أمر مثير للأسئلة وذاخر بالأوجاع. ففي هذا الملتقى هو المسئول، وهو من يختار وهو من يحدد محاور الملتقى مع غيره وهو من يقدم جلسات الملتقى وهو من يقدم حفل الافتتاح الرسمي. وكأن القنوات الفضائية السعودية قد خلت من الكفاءات الإعلامية وليس بها مقدمو برامج متخصصون فالتقديم لا يفترض أن يقدمه محمد نصر الله، كنت أتمنى أن يقدم الحفل والمناسبة من المذيعين الشباب مثل الأستاذ ياسر بدر كريم أو غيره من الكفاءات المهنية وصاحبة الأصوات الجميلة.



وحتى دعوات ضيوف الملتقى والدليل تكرار بعض أسماء أصحاب الأوراق مثل: الدكتور أبو بكر باقادر وأخي الناقد الكبير السيد حسين بافقيه وهو المشارك الوحيد من مكة المكرمة وغيرهما. ثم يأتي استغراب شديد عندي أنه يكلف بالحضور الأستاذ زياد عبدالله الدريس مندوب بلادنا في منظمة اليونسكو، ويأتي من فرنسا ليرأس جلسة وكأن بلادنا قد خلت من الكفاءات والقدرات. لا نريد قرارات تحكمها الشللية والمصالح المشتركة.



ينبغي أن تقوم الوزارة بإسناد لجنة خاصة بإدارة شئون الملتقى وتحديد أسماء أصحاب أوراق العمل بالتساوي بين مختلف مناطق بلادنا، واختيار رؤساء الجلسات من المثقفين وليس من المسئولين أو من الطبقة المخملية التي لا ترتبط بالثقافة. وبعيداً عن المحسوبيات والمجاملات والمناطقية.



4-: بظني أن أهم الملاحظات المهمة على هذا الملتقى هي المحاور أو الموضوعات أو القضايا، التي تم اختيارها لمناقشتها في الملتقى فهي في ظني أنها لا تتصل، ولا تتقرب من قضايا وموضوعات المرحلة العربية والدولية. لأن مثل هذه الملتقيات يفترض أن تتناول ما يبرز من قضايا على ساحة الوطن والمجتمع. كنت أتمنى، وأتمنى أن تطرح قضايا مهمة وحيوية وحساسة من بينها:.



5- أ: قضية هزيمة المثقف السعودي أمام المتغيرات الإقليمية والعربية والدولية وبخاصة بعد انفجارات الثورات العربية. وظهور الكثير من الاحتمالات فلم أستطع فهم لماذا لم يعبر المثقف السعودي عن رأيه بصراحة نحو هذه الثورات. فمعظم المثقفين من الكتاب والإعلاميين كانوا كأنهم الصوت الرسمي. لأن المثقف السعودي لم يتناول في أطروحاته الهواجس الكثيرة التي لدى المواطن وهذا الابتعاد المقصود يؤثر في مشروع المثقف الإبداعي، بل ربما يعطله كلياً وهذا الابتعاد يعكس قدراً كبيراً من الخبث.



5-ب: كنت أتمنى أن يتناول الملتقى قضية الصراع والتحدي المعلن والمكشوف والمحقون والمحموم والصريح والمتخضم بين بعض عناصر المؤسسة الدينية وبين المثقف السعودي وبكل أطيافه. ولدي مخاوفي وقلقي الكبير من هذا الأمر المزعج.



5-ج: كنت أتمنى أن يتناول الملتقى..[العلاقة السلبية].. بين السلطة والمثقف في بلادنا، ومناقشة هذه القضية الحساسة والمهمة، والتي في اعتقادي أنها العمود الفقري في تشكيل شكل ونوع... [الفعل والعمل الثقافي]... وعلاقته بالفكر السياسي السعودي اليوم وضرورة، أن يعطى المثقف السعودي حقه من التقدير والتعبير عن رأيه بكل حرية وشفافية ووطنية بعيداً عن المخاوف والقلق من عقوبات السلطة وقراراتها المختلفة فلابد من معالجة الممارسات السلبية الثقافية. لقد ظلت المؤسسة الثقافية الرسمية ومنذ زمن طويل تمارس الكثير من الممارسات السلبية ضد المثقف. فحان الوقت لمعالجتها وتصفيتها.



5- د: مناقشة قضية.. [خطف الأندية الثقافية].. من قبل التيار الإسلامي وإقصاء باقي أطياف المثقفين، فكان لابد من مناقشة هذه القضية بعمق فاليوم التيار الديني خطف دولاً. فما بالكم أنه خطط ويخطط لخطف الأندية الثقافية. فهذا يعني تغير في الهوية والعمل والهدف، وهذا ما لانرضاه. وهذا الخطف مؤشر على مستقبل الثقافة والإبداع.



5-هـ مناقشة ظاهرة أننا مجتمع ثقافي شديد..[الخصوصية والتركيب].. كان لابد من طرح هذه القضية الثقافية الكبرى على طاولة النقاش بين المثقفين وكيفية معالجته وما يرافقها من عملية.. [الإستكبار].. الثقافي..، و.. [التعالي].. على غيرنا بسبب تقمصنا لشخصية أن لنا خصوصية.



5-و: كنت أتمنى مناقشة قضية.. [أوضاع المثقف].. المختلفة، وحمايته من مفاجآت الدنيا ومرضه وعلاجه. حتى لا يتسول لطلب العلاج بحيث نوضع آليات وقواعد تحفظ كرامته وآدميته. كان لابد من مناقشة.. [قوت المثقف]..، وكيف يعيش حياة كريمة وضرورة وضع شروط وقواعد.. [صندوق إعانة المثقف]..،. فكل يوم تحمل لنا الصحافة أخبار مثقفين فقراء لايستطيعون علاج أمراضهم أو شراء سيارة أو دفع قيمة إيجار الشقة. التي يسكنها فبعضهم قد لا يملك قوت يومه ولا يستطيع شراء أقل مستلزمات وطلبات الحياة الأسرية. والبعض ما زال يبحث لشراء سرير لمرضه فلم يجده.



5- ز: كنت أتمنى مناقشة قضية إنشاء [نقابة أو اتحاد الكتاب أو المثقفين].. لتحديد الأهداف والمسئوليات والمهام ويعرف المثقف حقوقه ويفهم واجباته وغيرها. وحتى يتمكن رصد عذاباتهم وهمومهم.



5-ح: كنت أتمنى مناقشة قضية..[عزلة المثقف].. وأسبابها وعلاجها، فلقد انعزل الكثير من المثقفين عن الساحة الثقافية الوطنية وفضلوا الابتعاد والانسحاب الكلي عن المجتمع وهمومه وأوجاعه. وفضلوا العزلة على كل شيء. فالمثقف لا يعزل إلا بإرادته أو بقوة السلطة. رغم أنني أعتقد جازماً أن..((العزلة)).. هي جزء مهماً من الإصلاح. فيفترض أن تنهض الوزارة لمساعدة المثقف لإخراجه من عزلته الطوعية والسلطوية. وتوفير كافة المناخات الملائمة التي تمكنه من الخروج من العزلة والتواصل مع المجتمع. وعادة لا يعتزل المثقف إلا محافظة على قيمه وأخلاقه ومثله ومبادئه فهو بذلك يحترم نفسه ومكانته وقيمته.



5-ط: كنت أتمنى مناقشة..[المضمون الثقافي].. للفكر الشبابي. ومعرفة الاختلالات في الكثير من الجوانب المرتبطة بهم. فندرس الشباب كمؤشرات ودلالات. وكذلك دراسة اغتراب الشباب في وطنهم.



6-: هذا كله وغيره يدعوني للمطالبة بإسناد موضوع اختيار.. [المحاور].. وقضايا الملتقى].. عبر عمل.. [استفتاء عام]... على مستوى المملكة تعده الوزارة وتنشره على موقعها الإلكتروني والصحافة المحلية والسلطوية لمعرفة..[المزاج الثقافي العام]..، بعدها تستطيع أن تعرف الوزارة ماذا يريد المثقف السعودي منها؟. فتوضع محاور وقضايا أي ملتقى قادم للعناية بالقضايا والهموم الحقيقية للمثقفين والوطن. وحتى لا تخضع الأفكار لمعيار واحد ومزاج واحد، ومصالح خاصة. وأيضا تكوين وتأسيس أمانة عامة قوية في الوزارة بالرياض، ويكون للأمانة العامة فروع في الأندية الأدبية والثقافية. بحيث تشكل لجنة مكونة من خمسة أعضاء، ثلاثة رجال وسيدتان. يعاد تشكليهم سنوياً بتغيرهم وهكذا.



7-: لسوء تنظيم الملتقى، ووقوع بعض الارتباك والإرباك أرى أن تسند وزارة الثقافة والإعلام عملية إقامة أي مؤتمر أو ملتقى قادم لإحدى الشركات أو المؤسسات المتخصصة في هذا المجال، للارتقاء بخدمات الوزارة كما أرى ضرورة الاستفادة من تجارب رئاسة الحرس الوطني في إقامة المؤتمرات، فلديهم خبرة عالية وراقية ومهمة. وكذلك الاستفادة من تجاريب بعض الجامعات السعودية والتي تميزت بعقد المؤتمرات والندوات مثل الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. إن عقد المؤتمرات والملتقيات ينبغي أن لا تكون محكومة بالشليلة وتبادل المصالح.



8-: المؤسف أن بلادنا لاتكرم ولا تقدر إلا أصحاب..[القدم].،. [والحنجرة].. فلاعب كرة القدم والفنان المطرب هو صاحب الحظ والحظوة والمكانة وقيل في الماضي مثل شهير.. (ياوتر... ياكفر) والمقصود بالوتر هو [العود] والمقصود بـ [الكفر] هو كرة القدم. أتمنى أن يتساوى المثقف مع لاعب كرة القدم والفنان.



9 - في مثل هذه المتلقيات يزداد ظهور [أهل الضوء] الذين تحرقهم أشعة الضوء، وأما [أهل الظل] فإنهم باقون كذلك، وقد تجمدت الأرض من تحتهم. ويغفلون أن..[للظل].. عنفاً، و..(عنفه)..، أخطر بكثير من عنف الضوء.



فأما أهل الضوء فهم كثر ولله الحمد في هذا الملتقى. لأن.. [عراب الملتقى].. الأستاذ محمد رضا نصر الله قدم أصحابه وأصدقاءه على غيرهم. وأزعم أن هذه الخطوة كانت مقصودة لتلميع بعض الأسماء التي غابت عن الساحة، وأيضا تهميش الكثير من المثقفين في الساحة والقادرين على استيعاب متغيرات وإفرازات اللحظات الساخنة في الوطن وما يحيط به، فإن لم نفعل ونحترم المرحلة سوف تصبح أيضاً المرحلة وهمومها وتحدياتها ورهانائها عبئاً على الوطن، بل ستكون أيضا عبئاً على المستويين النفسي والاجتماعي.



10-: لاحظت كغيري أن معظم مناسباتنا الثقافية والأدبية تصر الوزارة أو.. [عراب المناسبة].. على تقديم كبار السن لإلقاء كلمة المثقفين من الشباب ؛ ومتى يأتي دورهم في المشاركة الوطنية ؟.. في حين قامت الأستاذة منى عابد خزندار وألقت كلمتها الرائعة والمختصرة. ونالت إعجاب الحفل والحاضرين.



11-: أين دور الشباب في فعاليات الملتقى ؟ أليس من الأولى في مثل هذه الملتقيات أن نقدم جيل الشباب لنسمع ما لديهم ويسمعون ما لدينا تجاه هذه المتغيرات والاحتمالات، التي في المنطقة. يجب، ويجب، ويجب علينا في كل المؤتمرات واللقاءات والملتقيات. أن ندعو عناصر من الشباب إليها، وستكون الفائدة أفضل وأكبر مما نتوقع ويتوقعون. لقد حان الوقت لإعطاء آذاننا لتسمع إلى ألسنة الشباب. إن المرحلة لا تستطيع تغيب الشباب عن.. [العمل الثقافي]..،. ولم يعد التغيب مفيد للوطن. لأن الشباب هو القادر على تغيير ملامح الواقع والمستقبل. وهذا بالضرورة يؤدي إلى مشاركته في كل جوانب..[العمل التنموي].. في الوطن إن الشباب في هذه المرحلة قال كلمته لأنه رغب في تأسيس عصر جديد يتلاءم مع طموحاته وآماله، و يا معين!.



12-: كما أن هناك ملاحظة مهمة في الملتقى وهي أثناء عرض الفيلم القصير عن المكرمين من المثقفين المتوفين اسقطت، أو سقطت، بقصد أو بغير قصد ـ لا أعلم ـ أسماء بعض المثقفين والكتاب الذين توفوا مثل: معالي الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام الأسبق، وأعرف أنه كرم في فعاليات معرض الكتاب العام الماضي، ولكن كان من المفروض والواجب، أن يذكر معهم ويشار إلى أنه قد كرم في معرض الكتاب حتى يصبح هذا الفيلم تاريخي ووثائقي. كما أنه لم يذكر الشيخ عبدالله بن خميس.



كما أنه لم يذكر أخي وصديقي الأستاذ الكاتب الإسلامي المعروف عبدالله إبراهيم رجب ـ رحمه الله ـ الذي لم يجد أية عناية من الوزارة لعلاجه فلقد مات ورحل وحمل معه سبعة جلطات في الدماغ.



وأيضاً لم يذكر أخي وصديقي وزميلي الأستاذ عدنان أحمد باديب -رحمه الله -، الكاتب الصحافي المعروف. فلماذا هذا الإبعاد، أو الإقصاء ؟. لم أجد أي تفسير إلا الشليلة والمحسوبيات والمجاملات، مع سوء في التنظيم وعدم وجود سجلات منظمة لدى الوزارة والأندية الثقافية بالمثقفين وأوضاعهم، وهذا يدفع للمطالبة للقيام بإعداد..[مشروع وطني].. منظم يحمل تواريخ وسير كل المثقفين في هذا الوطن. ولماذا لم يكرم أخي وصديقي الأستاذ هاني ماجد فيروزي، -رحمه الله وأسكنه الجنة - الذي خدم الثقافة والصحافة في هذا الوطن.



ولماذا تم التغافل عن تكريم أستاذ الصحافة الأستاذ عبدالغني قستي -رحمه الله - فهو أستاذ لأجيال من الصحفيين، وهو من مثقفي هذا الوطن ؟. فلماذا لم يكرم ؟. وتم تجاوزه!.



وهذه ليست حجة نقبلها أن اليماني قد كرم في معرض الكتاب. فالأستاذ عبدالكريم الجهيمان -غفر الله له - كرم في مهرجان الجنادرية العام الماضي. وفي هذا الملتقى كرم أيضا. فلم أستطع فهم هذا الإصرار على التغيب!.



13-: لا بد أن تعمل الدولة ممثلة في وزارة الثقافة والإعلام أن تشرك..[المثقف].. في صناعة القرار، وتكون مشاركة فعالة. فالمرحلة لا تحتمل أن يهمش المثقف. وبخاصة مشاركته في خلق مؤسسات المجتمع المدني. ولا بد أن يعطى المثقف فرصة أن يختار دوره ولا يفرض عليه. حتى يتمكن من صياغة الأفكار المناسبة والملائمة لكل مرحلة ومتطلباتها ومتغيراتها.



14-: كم كنت سعيداً لو تم مناقشة الأوضاع السيئة وغير المقبولة لهيئة الصحافيين السعوديين فهي غير موجودة وغير فاعلة، ولا نعلم شيئاً عن قراراتها. فهي في اتجاه والصحافيين في اتجاه كل ما يهمها هو جمع الاشتراكات من الأعضاء.



15-: الملتقى وضع (11) محوراً، ليس بينها محور يهتم بقضايا المثقف والثقافة بصورة مباشرة وحقيقية.



16-: كنت أتمنى أن يتناول الملتقى قضية المثقف السعودي الذي يتولى أو يقلد منصب حكومي. فينقلب على الثقافة ومبادئها. ويتغير كلياً. ويصبح سلطوي أكثر من السلطويين.



17-: كنت أتمنى في هذه الملتقى أن نفتح موضوع تغيب أو إلغاء جائزة الدولة التقديرية وعملية تطويرها لتشمل مختلف العلوم والفنون والأدب والثقافة والصحافة، بحيث تكون سنوية. وهذه الجوائز التقديرية تضعها الدول الحضارية وهي أقل شيء تمنح للمثقف. ويكون لها هيئة استشارية ويقام لها حفل سنوي راقي لتوزيعها.



بقي أن أقول في نهاية هذا المقال: إنني قد تعلمت من هذا الملتقى أن.. [أصمت].. و.. [أسكت].. رغم أنني غير مؤمن بأن الصمت حكمة، فهو ليس حكمة في نظري، نعم سوف.. [أصمت].. أثناء فعاليات وممارسات المؤتمرات والملتقيات القادمة. وسوف أقضي على.. [شهوة الكلام].. التي أملكها وسوف أضع..((وطنيتي الحرة])).. في قارورة..(مخلل)..، حتى أرتاح. لأنني قد وجدت أن.. [صوت النفاق].. و.. [المجاملة]... و... [المحسوبية]..،تتقدم وتتفوق وتظهر على مثل هذه المناسبات الوطنية. فأنا لا أستطيع أن أمارس النفاق أو الكذب أو المجاملة أوالتملق، ونشر الأكاذيب، وتضخيم المسؤولين لدرجة الصنمية. قيل لي، ويقال إن الشجرة المثمرة ترمى بالحجارة. إنني حقيقة لم أشاهد في هذا الملتقى شجرة مثمرة تستحق أن نقذفها بالحجارة.



إن المرحلة وقوة متغيراتها، وسرعة إفرازاتها، تطلب كل الحقيقة أمام الرأي العام. والحقيقة يستطيع المثقف صناعتها. وهو القادر على كشف..[الخبث].. في الفكر والرؤية. كما أنه يستطيع على ردم أي..((فخ)).. يستهدف الوطن والمواطن.



والمرحلة ترفض تطيب الخواطر، والمجاملات، وتقبيل الخشوم. كما أنها ترفض شراء الأصوات.



وأختم مقالي هذا بقولي صحيح أن قد قسوت في نقدي، ولكن حين كتبت ما كتبت وانتقدت وضعت أمامي ديني، ثم وطني، ووقفت أمام ضميري. وكما قال الشاعر



فقسا ليزدجروا ومن يك حازماً فليقس أحيانا على من يرحم.



والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض.

البريد: Zkutbi@hotmail.com الموقع: www.z-kutbi.com مكة المكرمة - أديب وكاتب سعودي

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة