Culture Magazine Thursday  12/04/2012 G Issue 369
فضاءات
الخميس 20 ,جمادى الاولى 1433   العدد  369
 
وتم العناق
عدم امتلاك ثقافة الحوار
حسن علي البطران

 

كالكوب الفارغ.. ومركز الملك عبد العزيز علامة بارزة..!!

الحوار منظومة وإستراتيجية اجتماعية وأخلاقية من خلالها يمكن الوصول إلى التكامل في مشاريع ومشارب الحياة المختلفة بكل اتجاهاتها، فهو إظهار وإبراز فكرٍ مقابل أفكار أخرى؛ قد تكون هذه الأفكار موافقة أو مختلفة أو في حالة تباين أو توافق، والحوار سبيل إلى النمو المعرفي في مجمل اتجاهاته سواء العقدية أو السياسية أو التربوية والتعليمية أو الاجتماعية أو الإبداعية أو غيرها.. وما مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني إلا علامة بارزة في هذه المنظومة، والتي يحرص عليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله تعالى.

ولا يخفى أن للحوار دوراً كبيراً في القفز إلى الأعلى والسير إلى الأمام ما دام في حالة نضج وتكامل ويحقق مضمونه وآلياته.. فرب الأسرة والأسرة في حالة هدوء واستقرار حينما يغلفها ويعمها ويسودها الحوار، وكذا الموظف حينما يكون ومديره يمتلكان ثقافة الحوار يكون النتاج والمخرج لهما غزيراً، خلاف فقده (أي فقد الحوار) قد يؤدي ويواكب آليته وسير برنامجه -أي العمل- خللٌ لا يُصح ولا يُرمم إلا به، أي بالحوار، هذا على مستوى الوظيفة والمهنة غير التربوية والتعليمية، فكيف لو فقدت ثقافة الحوار بين المعلم ومديره؟ فالنتيجة الحتمية والطبيعية سوف تنعكس على أداء المعلم في رسالته التربوية والتعليمية وحتماً بالسلب، فتكون رسالته كالكوب الفارغ من الماء، ولا يمكن الاستفادة منه إلا من خلال شكله، حيث يعطي وجوده تحفة جمالية ليس إلا.. وأن من يشتد به العطش والظمأ لا يجد فيه مبتغاه لإطفاء حرارة هذا الظمأ، وذاك العطش..! كذا يكون المعلم، وإن كان في وصفي مبالغة عالية، ولكن لا تخلو من الواقعية، إلا من رحم ربي، وهو من ينسى ويتناسى ويتجاهل هذا المدير أو ذاك المسؤول، ورغم ذلك تبقى الفجوة والفوهة بعدم وجود ثقافة الحوار كوجود النار بجوار الهشيم.. وخير وصف أصف به من لا يمتلك الثقافة الحوارية هو الكوب الفارغ جميلٌ شكلاً فقط..!!

ولأن الدافع للمعلم فُقد وهو العلاقة الحميمية مع مديره ومع من يرأسه؟! وحتمية ذلك ينعكس سلباً على المحور الأساس في العملية التعليمية وقبلها التربوية، لذا نأمل من وزارة التربية والتعليم تكثيف برامجها على ثقافة الحوار خاصة لمدراء المدارس بعقد اتفاقية مع مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، الذين هم حلقة الوصل بين المعلم والإدارة التعليمية، وكذلك المعلم كونه الحلقة بين الطالب والمدرسة والمادة التعليمية والعلمية، وبهذه الثقافة وتعزيزها تكتمل العملية التربوية والتعليمية مع وجود المقومات الأساسية في المدير والمعلم التي على ضوئها تقلدا هذه المكانة المقدسة التي تقترب من منزلة الأنبياء.. ويهمنا نحن كمثقفين أن يكون الحوار بيننا أقدس حلقة للاختلاف وبيان وإظهار الرأي الآخر، الذي قد يغيب عن الطرف الآخر، فكثيراً ما يغيب الحوار العقلاني بين المثقفين.!

وخلاصة إن ثقافة الحوار لا بد من تأصيلها في مناهجنا الدراسية بشكل أوسع وأعمق وننشرها بين أفراد المجتمع على اختلاف وتباين كل الجوانب وأن يكون المثقفون هم الأعمق به، فالحوار إستراتيجية إنسانية ووطنية لا بد منها، وهي فن من ورائها عمق فلسفي كبير جداً، ونأمل أن يتحقق هذا العمق، وهو في طريقه.!

Albatran151@gmail.com الاحساء

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة