Culture Magazine Thursday  14/06/2012 G Issue 377
الملف
الخميس 24 ,رجب 1433   العدد  377
 
الحوار والفهم بعدان مهمان
د. أليكس كوروس

 

كتب الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين في قصيدته «الإهداء» من ديوانه الشعري الأول «بوح البوادي» عن الحب شطر البيت التالي: «لولاه لم تخفق مشاعرنا».

فهذا الحب هو حب الثقافة والفهم، والمعرفة، والشعر، وحب الإنسانية ومن دون حب كل ما ذكر فلا يوجد للحب معنى.

في عالم القيم الصعبة المتزايدة ونمو المادية، فإن حب البشرية والرغبة بالقيام بأعمال خيرة هو أمر ثمين نادر الحدوث في قضية «حوار الحضارات» أو صراع الجهل إن صح التعبير، فإن الحوار والفهم هما في غاية الأهمية.

إن عالمنا اليوم يحتاج إلى أناسٍ مثل السيد عبدالعزيز سعود البابطين الذي يشكل جسرًا بين الثقافات المختلفة ومنارة تنير وتخفق في الظلام.

هناك أناس يتمتعون برؤى مختلفة ويرون الأشياء بطريقة مختلفة قد غيروا العالم عبر مر العصور، وليس بالضرورة أن يكون هذا التغير كليًا وفي مكان واحد، بل بتغير جزئي هنا وهناك، والسيد عبدالعزيز سعود البابطين هو بالتأكيد أحد هؤلاء الأشخاص الذي يمتلكون رؤية واضحةً، فينظر للشعر في حين ينظر الآخرون إلى النثر. فالشعر لديه الفضاء الواسع والإمكانيات الهائلة، فهو سخي كريم يجود علينا بالمشاعر ويتيح لنا المكان لترجمتها. في البداية كانت الكلمة والكلمة كانت الشعر.

هناك العديد من اللقاءات والاجتماعات والمؤتمرات والدورات التي أقيمت تحت رعاية مؤسسات السيد عبدالعزيز سعود البابطين المختلفة، وتم من خلالها دعوة العديد من المفكرين والشعراء من كافة أنحاء العالم لكي يتبادلوا خبراتهم وأفكارهم المثمرة والبناءة؛ فهذا التبادل له أثر كبير على الشعوب ويضع لبنة التغيير نحو الأفضل.

إن مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، ومكتبة البابطين المركزية للشعر العربي في الكويت، ومكتبة البابطين الكويتية في فلسطين، وبعثة سعود البابطين للدراسات العليا، ومركز البابطين لحوار الحضارات ما هي إلا القليل من مبادرات السيد عبدالعزيز سعود البابطين ومؤسساته. كما أنشأ أيضًا العديد من المدارس، والمشافي، والمساجد في العديد من دول العالم من مالي إلى الهند. ومن أكثر الأمور التي فضلتها هي صالة أفراح البابطين في الرياض المخصصة لإقامة الأفراح بأجر زهيد لمساعدة الزوجين على إقامة حفل زواجهما.

مرة أخرى فإن الشعر يساهم في التعايش بين الحب والكرامة، أقدم كل التهاني بمناسبة الذكرى السنوية العشرين لتأسيس مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، وأتمنى للمؤسسة ولمؤسسها كل النجاح في السنوات القادمة، وفي كل النشاطات الثقافية التي تقيمها. وإن مساهمة السيد عبدالعزيز سعود البابطين في اللغة العربية والشعر بشكل عام هي مساهمة نفيسة لا تقدر بثمن.

كاتب ومدير مركز طبي - رئيس تحرير جريدة هيلسنكي تايمز

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة