Culture Magazine Thursday  14/06/2012 G Issue 377
فضاءات
الخميس 24 ,رجب 1433   العدد  377
 
يا عيب الشوم
أميرة القحطاني

 

عندما جاء الربيع العربي إلى مصر تعالت أصوات الفنانين المنتفعين من الحكومة السابقة، وقد صدم الكثير من بجاحتهم، فالكل يعلم فساد تلك الحكومة من عمليات القمع التي تمارسها وزارة الداخلية على الشارع المصري، والتي تبلورت في مقتل خالد سعيد وغيره من المواطنين الذين يفقدون حياتهم نتيجة للسحل في الشوارع والرمي من البنايات المرتفعة !

إذاً كيف لهم ان يساندوا من أفسد الحياة العامة في بلادهم ودمر الأراضي الزراعية ببيعها على رجال الأعمال بالملاليم وأغرق الفلاح المصري بديون البنك الزراعي، وملأ مصر من العشوائيات ومن الفقراء ودمر الرعاية الصحية وساهم في تفشي البطالة والمخدرات و.. و.. و.. اليوم تتكرر الصورة في سوريا ويخرج أشهر فنان سوري محبوب وأكثر من نافح عن الحريات وكرامة الإنسان أكثر من جسد صورة الإنسان المطحون المكلوم في إنسانيته (دريد لحام) !! قبل انتفاضة الشعب السوري، وبعد سقوط الديكتاتور الليبي انتشر يوتيوب يظهر القذافي في منزل دريد لحام والجميع يطبل ويغني له ! حينها خرج علينا الأخ دريد مدافعاً عن نفسه ونافياً علاقته بذلك القذافي !

حين قامت الثورة السورية سقط قناع اللحام كلياً وأصبح وجهه القبيح مكشوفاً كالعورة ! كيف ولا والجثث تملأ الشوارع وتملأ القبور، الأطفال الأبرياء والنساء يتناثرون يومياً، مذبحة الحولة وحدها تنطق الحجر، الدماء اختلطت بماء الأرض وهو ينبح كالكلب المسعور «الأسد الأسد» !

قبّحك الله أين ستختبئ عندما تنتصر الثورة ؟ أي برقع هذا الذي سيواري وجهك الأجرد من الحياء؟! أي بلد ستضم رفات جسدك الحي الميت ؟ هل ستذهب إلى إيران أم ستلجأ إلى حسن نصر الله؟ لك الخيار بالتأكيد، فقط كن على يقين بأنك مت جباناً في أعين محبيك، وكن على يقين بأنّ «الورد الذي فتّح في جناين مصر» سيفتّح ويملأ جناين سوريا رغماً عنك وعن رئيسك الشبيح.!

amerahj@yahoo.com دبي

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة