Culture Magazine Thursday  14/06/2012 G Issue 377
فضاءات
الخميس 24 ,رجب 1433   العدد  377
 
وتم العناق
حول الكتاب المسموع
حسن علي البطران

 

(1)

القراءة فن وإبداع كما هو إبداع الشعر والسرد بالكتابة والإلقاء، وإن اختلفت المعايير، والإنصات والاستماع كذلك مهارة وموهبة وسرعة بديهة، وهذا ما يدعوني إلى القول إن فكرة الكتاب المسموع؛ فكرة تحمل من الجمال والروعة ما لا يقترب من الشك ولا يبتعد عن اليقين، وإن كانت لا تخلو من عقبات كغيرها من الأفكار ولكنها تبقى فكرة تكتشف سلبياتها وإيجابياتها في حالة تطبيقها وإن كان الكتاب المسموع ليس بفكرة جديدة، حيث سبق وأن تداول ولكن بشكل محدود في منطقتنا، ولذا من الصعوبة بمكان إصدار حكم ما دامت الفكرة لم تأخذ مساحة كبيرة من الانتشار، فمن لا يملك العنب لا يستطيع الحكم على لونه وطعمه ومذاقه، وإن انتشر وتواجد في مناطق وبيئات أخرى.

(2)

الحصول على الثقافة بل نشرها يتم بوسائل وطرق وأساليب وآليات مختلفة وذات ألوان عديدة، وهذا لا يهم بقدر نشرها وإيصالها إلى أكبر شريحة من الناس على اختلاف ألوانهم ولغاتهم ومعتقداتهم، وأجد أن الكتاب المسموع يساعد على انتشار ونشر الثقافة بشكل أكبر وأسرع، ولكنه يحد ويقلل من نسبة القراءة، فالكتاب المسموع يغطي شريحة كبيرة من الناس على اختلاف مستوى ثقافتهم لكنه يشكل علاقة عكسية مع القراءة المباشرة من الكتاب العادي.

(3)

الكتاب المسموع لم يكن جديداً نسبياً في منطقتنا ولكنه لم يكن ذو رواجٍ، فلربما الكتاب المسموع لا يتناسب مع كل الموضوعات والتوجهات فما يصلح للون من الثقافة لا يصلح لآخر، فهو فعال مع كتاب وليس فعالاً مع كتابٍ آخرٍ يحمل موضوعات أخرى.. وربما الإعلام والترويج له قليل، كذلك فعاليته والتلذذ به ليست كالكتاب العادي، هذا من وجهة نظر شخصية وإن كان المسموع يصل إلى شريحة أكبر من الناس خاصة من لا يحسن القراءة.. وفي اعتقادي أيضا ليس هناك ثقافة ترويجية له، خاصة في منطقتنا، كما هو الحال في الدول الغربية والأوروبية، وأنا شخصياً لا أميل إليه، ولكن ليس بصفة مطلقة، فالأسماك لا تعيش في الأنهار إذا نقلت من البحار

والعكس صحيح ولكن ليس بشكلٍ مطلقٍ أيضاً.!

Albatran151@gmail.com الاحساء

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة