Culture Magazine Thursday  15/03/2012 G Issue 367
ترجمات
الخميس 22 ,ربيع الآخر 1433   العدد  367
 
انقراض الكتاب الورقي 2-2
إفلاس «بوردرز» ثاني أكبر مكتبة أمريكية يهدد صناعة النشر التقليدية
بحث: د.حمد العيسى

 

إهداء: إلى عمي الغالي الشيخ محمد بن حمد العيسى عميد عائلة «العيسى» من شقراء.

نواصل بحثنا عن انقراض الكتاب الورقي بعدما استعرضنا في الجزء الأول مؤشرات هامة تهدد مستقبل الكتاب الورقي مثل إرهاصات وصول الكتب الإلكترونية (الرقمية) إلى معرض بيروت للكتاب في ديسمبر 2011، وكذلك إفلاس مكتبة إفلاس «بوردرز» ثاني أكبر مكتبة أمريكية وما يشكله من تهديد خطير لصناعة النشر التقليدية أي الكتاب الورقي. واليوم نواصل: ولكن ماذا عن معسكر الكتاب الرقمي؟ هل يعيش في سعادة ونشوة لهذا الانتصار الساحق الماحق؟ في الواقع إن معسكر الكتاب الرقمي بدأ يشهد معركة تكسير عظم عبر تنافس ساخن بين أجهزة قراءة الرقمي، وهو خبر ممتاز لأنه قد يؤخر فناء الكتاب الورقي نسبيا.

منافسة الآيباد

كانت المفاجأة الكبرى، كما قال السيد شاتزكين، في ذلك اليوم الذي انتقل فيه الصراع إلى داخل معسكر الكتاب الرقمي بعد ظهور جهاز الآيباد ليشكل منافساً خطيراً لكيندل. وأضاف: جهاز الآيباد تم تسويقه كجهاز ترفيه في أوقات الفراغ، ولكنه أيضاً جهاز ممتاز للقراءة حيث تملك شركة أبل (Apple) مخزناً ضخماً للكتب الإلكترونية (الرقمية)، ولكن مبيعات كيندل واصلت النمو عل الرغم من ظهور جهاز الآيباد.

ومن الواضح أن عمليات مكتبة «أمازون دوت كوم»، تعززت بسبب انفجار مبيعات الكتاب الإلكتروني في جميع أنواع الكتب والعناوين. ووفقاً لجمعية الناشرين الأمريكيين، تضاعفت مبيعات الكتاب الإلكتروني 400 في المئة منذ عام 2010. وأكدت مكتبة «أمازون دوت كوم» أن مبيعاتها من الكتب الرقمية تجاوزت معدل النمو السابق. وسبب محافظة كتب كيندل على مبيعاتها العالية هو أن أصحاب الآيباد وغيره من أجهزة القراءة يشترون أيضا كتب كيندل، التي يمكن قراءتها على أجهزة الكمبيوتر، وآيفون والآيباد وهواتف البلاكبيري وغيرها. ولكن باستثناء الكتب المجانية على النت، يجب على أصحاب جهاز الكيندل شراء أو تحميل المحتوى عبر مكتبة أمازون دوت كوم. «في كل مرة تبيع مكتبة أمازون دوت كوم جهاز كيندل، تضمن عميلاً دائماً لها» كما قال السيد شاتزكين.

بعض المحللين يقولون إن الكثير من الناس لا يعتبرون الآيباد جهازاً لقراءة الكتب مثل الكيندل، ويعتقدون بوجوب الحصول على الجهازين. «ولكن أحدث أرقام مبيعات مكتبة «أمازون دوت كوم»، تؤكد بوضوح أن جهاز آيباد هو مكمل للكيندل، وليس بديلاً» كما قال يوسف سكوالي، المحلل في شركة جيفريز آند كومباني الأمريكية المتخصصة في الإنترنت وبحوث وسائل الإعلام الجديدة.

لقد تضاعف معدل نمو مبيعات كيندل 300 في المئة بعد خفض سعر الجهاز من 259 دولاراً إلى 189 دولاراً خلال عام 2011، بحسب بيان من مكتبة «أمازون دوت كوم». وكان ذلك التخفيض بعد ساعات من خفض منافستها مكتبة بارنز أند نوبل، سعر جهازها للقراءة الإلكترونية المسمى نوك من 259 دولاراً إلى 199 دولاراً. وأصدرت شركة أبل بياناً سريعاً أنها خلال الفترة نفسها تقريباً باعت ثلاثة ملايين جهاز آيباد خلال شهر من دون أن تحدد التاريخ.

وقال محللون إن إعلان مكتبة أمازون عن تضاعف مبيعات الكيندل، جاء لتهدئة مخاوف حملة أسهمها من أن يهدد آيباد مبيعات كيندل. سعر سهم شركة أمازون هبط نحو 16 في المئة في الأشهر الثلاثة الماضية، ويعود ذلك - جزئياً - إلى الخوف من أن تخسر أمازون بعض حصتها في سوق الكتاب بسبب منافسة آيباد.

قاتل الكيندل

هذا وقد أعلنت كبرى المكتبات البريطانية، مكتبة «دبليو إتش سميث» (WH Smith) في منتصف تشرين الأول-أكتوبر الماضي، أنها سوف تتحدى هيمنة جهاز كيندل الذي ابتكرته مكتبة أمازون دوت كوم الأمريكية لقراءة الكتاب الإلكتروني، وذلك عبر إطلاق جهازها الخاص لقراءة الكتب الإلكترونية الذي تأمل أن يصبح اسمه الشعبي «قاتل الكيندل». وتعتبر مكتبة «دبليو إتش سميث» البريطانية التجارية الكبرى صاحبة أكبر سلسلة مكتبات في بريطانيا، وكانت قد تأسست في عام 1792، ويعمل بها حالياً 18.000 موظف تقريباً في أكثر من 1,100 فرع

وكانت كايت سوان الرئيسة التنفيذية لمكتبة «دبليو إتش سميث»، قد أبرمت صفقة مع الشركة الكندية كوبو لتحتكر - في بريطانيا - بيع جهازها لقراءة الكتب الإلكترونية لقراء المسمى كوبو في بريطانيا ومكتبتها الإلكترونية التي تحتوي على مليونين ومائتي ألف كتاب إلكتروني. وبهذا سوف تحصل مكتبة «دبليو إتش سميث» على حصة من الأرباح على جميع أجهزة كوبو المباعة في المملكة المتحدة.

هذه الشراكة من شأنها أن تعطي مكتبة «دبليو إتش سميث»، وجوداً قوياً في السوق النامية للكتاب الإلكتروني وتكاملاً مطلوباً في سوق الكتب التقليدية كما قالت سوان.

المحللون قلقون من أن ازدياد شعبية الكتب الإلكترونية يشكل تهديداً للكتاب الورقي ولمكتبة «دبليو إتش سميث» تحديداً، حيث انخفضت بالفعل المبيعات. ولكن ردت سوان، أنه على الرغم من مواصلة هبوط حركة المبيعات لشراء الكتب الورقية، إلا أن سوق الكتب الإلكترونية ما تزال صغيرة، وأن جهاز مثل كوبو يستهدف المدمنين على الأجهزة الإلكترونية والقراء الذين يحاولون التكيف مع الانتقال من الورق إلى الشاشة.

وأضافت سوان، أن السبب في أننا نتحرك بقوة نحو سوق الكتب الإلكترونية، هو لأننا نعتقد إذا نجحت الكتب الإلكترونية في نهاية المطاف، فإنها سوف تكون مجرد إضافة صغيرة بالنسبة إلينا، نظراً إلى أن معظم عملائنا المحبين للكتب الورقية هم في العادة قراء غير محترفين.

وقالت سوان، إن 90 في المئة من سوق الكتب الإلكترونية هي للكتب الروائية (Fiction)، وأضافت أن العميل العادي لمكتبة «دبليو إتش سميث»، يشتري في المعدل ثلاثة كتب في السنة، اثنتان منها من فئة الكتب غير الروائية، (Non-Fiction) والثالث من فئة كتب الأطفال.

تقرير مكتبة «دبليو إتش سميث» السنوي يشير إلى زيادة 4 في المئة في الأرباح لتصل إلى 93 مليون جنيه في السنة المنتهية في 31 آب-أغسطس الماضي. وانخفضت مبيعات الكتب الورقية بنسبة 4 في المئة. ولكن فروع مكتبة «دبليو إتش سميث» في مجال السفر في المطارات ومحطات السكك الحديدية حققت أرباحاً قياسية وصلت إلى 57 مليون جنيه إسترليني. مكتبة «دبليو إتش سميث» عانت انخفاضاً حاداً في المبيعات الأساسية في السنوات الأخيرة بعدما قامت سوان التي تولت الإدارة منذ عام 2003 بالانسحاب من المنتجات المنخفضة الهامش مثل أقراص الفيديو الرقمية (DVD) والأقراص المدمجة (CD) وألعاب الكمبيوتر؛ فعندما تولت سوان المسؤولية كان دخل إدارات الترفيه يشكل ربع (25 في المئة) مبيعاتها التي تقدر بنحو 1.3 مليار جنيه إسترليني، لكن هذه النسبة هي الآن أقل من 5 في المئة. ولتعويض تراجع المبيعات، خفضت سوان تكاليف التشغيل؛ ففي العام الماضي خفضت 14 مليون جنيه وتخطط لخفض 11 مليون أخرى على مدى العامين المقبلين. وقالت إن التوفير سيأتي مستقبلاً من استخدام أفضل للطاقة، بما في ذلك إضاءة أكثر اقتصاداً في متاجرها التي تبلغ 1,100 في المملكة المتحدة، وإدخال الخدمة الذاتية للزبائن كي يحاسبوا بسرعة ثم يخرجوا من المتجر.

عمليات مكتبة «دبليو إتش سميث» تعتبر أفضل من العديد من كبار المنافسين لها في السوق البريطانية، ويرجع الفضل في ذلك -جزئياً - إلى حقيقة انخفاض متوسط سعر بضائعها. متوسط إنفاق الزبون العادي في كل زيارة للمكتبة هو 5.5 جنيه في المدينة و3.5 جنيه في منافذ السفر.

وتضيف سوان، أننا لا نتوقع أي تحسن على المدى القصير في حجم إنفاق العملاء. ثم قالت: جذب المستهلكين يعتبر من أكبر التحديات في الوقت الحالي على الرغم من أن خطتنا تتضمن وجود منافسة صعبة، ولكن نحن معتادون جداً العمل في أسواق صعبة.

ركزت سوان على توسيع قسم منافذ السفر الناجح، الذي يعتبر الآن أكثر ربحية من ذراعها الرئيس داخل المدن. كما عززت توسع القسم الدولي لمكتبة «دبليو إتش سميث» مع خطة لفتح المزيد من المتاجر في الخارج مثل الهند وأستراليا في الأشهر المقبلة. كما إنها تخوض تجربة أيضاً مع متاجر جديدة لبطاقة التهنئة الشخصية. وهي تجربة خطرة نظرا لانقراض المراسلات اليدوية تقريبا في عصر بطاقات التهنئة الإلكترونية ذات الصوت والصورة المدهشة.

ووصف المحلل الاقتصادي فيليب دورغان النتائج، التي شهدت ارتفاع أسهم مكتبة «دبليو إتش سميث» بمقدر 2.5 بنسات لتصل إلى 530 بنساً، بأنها لائقة في ضوء المنافسة الساخنة من الكتاب الرقمي والإنترنت. وقال دورغان «إن مكتبة «دبليو إتش سميث» صمدت - حتى الآن - أمام تأثير مذبحة الإنترنت ومحلات السوبر ماركت على أعمالها الرئيسة، وبينما تشكل الكتب الإلكترونية تحديا خطيرا، فإن احتمال حدوث اختراق رقمي هنا سيكون أقل بكثير مما حدث في «الموسيقى». وأضاف «أن مكتبة «دبليو إتش سميث»، تمتلك نوعين من الأعمال: الأول، مكتبات المدن التي تعاني من الانخفاض في المبيعات، بينما تعمل على توليد بعض النقود. والثاني، مكتبات منافذ السفر وتعتبر ناجحة تماماً ولديها إمكانات النمو العضوي».

وفي الختام لا بد من مناقشة عن خصائص الكتاب الإلكتروني ومزاياه وعيوبه أيضاً وذلك بحسب أجهزة القراءة المستعملة في الغرب وقد استفدنا مما جاء في الموسوعة الحرة ويكيبيديا لأنه دقيق بحسب معلوماتنا:

خصائص الكتاب الإلكتروني

«سهولة نقله وتحميله على أجهزة متنوعة، وسهولة الوصول إلى محتوياته باستخدام الكمبيوتر. كما يحتوي على وسائل متعددة مثل الصور ولقطات الفيديو والرسوم المتحركة والمؤثرات الصوتية المتنوعة وغيرها. سهولة قراءته باستخدام الكمبيوتر أو أجهزة أخرى؛ وإمكانية ربطه بالمراجع العلمية التي تؤخذ منها الاقتباسات حيث يمكن فتح المرجع الأصلي ومشاهدة الاقتباس كما كتبه المؤلف لكتابه؛ استخدام الأقلام والتعليق أثناء عرض الكتاب؛ إمكانية عرضه على الطلاب في قاعات الدراسة باستخدام وحدة عرض البيانات أو جهاز البروجكتور؛ سهولة الاتصال به عن بعد للحصول على المعلومات».

إيجابيات الكتاب الإلكتروني

عائد أكبر للمؤلف من الكتاب الورقي نظراً إلى رخص تكلفة الإنتاج، وقد تصل الزيادة إلى أكثر من ضعف عائد الكتاب الورقي كما حصل معي في عقد كتابي المترجم الأخير «ضد النساء» مع «الدار العربية للعلوم - ناشرون». وأيضا تجاوز حاجز الرقابة بسهولة ويسر، بل القضاء على فكرة الرقابة بصورة شبه كلية بحول الله. سهولة في الحمل والتخزين: فهو متاح للقراء أينما كانوا عن طريق أجهزة الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية ك الآيباد، كما يمكن لقارئ الكتاب الإلكتروني حفظ آلاف الكتب بحسب حجم الذاكرة. ويمكن بيع عدد لا نهائي من الكتاب الإلكتروني من دون نفاد الكمية؛ سهولة الترجمة: إذ تتيح بعض المواقع إمكانية ترجمة الكتب الإلكترونية إلى لغات مختلفة، فيكون الكتاب متاحاً بعدة لغات غير التي تم تأليفه بها، ولكن هذه الترجمة الآلية غير دقيقة مطلقا حالياً حيث تحتاج إلى تطوير ضخم لتكون فعالة ودقيقة.

خصائص القارئ الإلكتروني

«بحسب جهاز القارئ الإلكتروني المستخدم فإنه يمكن القراءة في الإضاءة المنخفضة أو حتى في الظلام. العديد من أجهزة القراءة الإلكترونية الحديثة بها إمكانية تكبير وتغيير خط الكتاب، وقراءة الكتاب بصوت، والبحث عن كلمات، وإيجاد التعريفات، ووضع علامات، واستعمال المعاجم والقواميس. ويمكن للكتب التي تستخدم خاصية الحبر الإلكتروني أن تقلد شكل الكتاب المطبوع مع استهلاك ضئيل للطاقة؛ من حيث التكاليف: بينما قارئ الكتب الإلكترونية أغلى بكثير من كتاب مطبوع واحد، إلا أن تكلفة الكتاب الإلكتروني عموماً أقل بكثير من الكتاب المطبوع، بل إنه يوجد أكثر من 2 مليون كتاب إلكتروني مجاني على الإنترنت، وكل الكتب الروائية - مثلاً - الصادرة قبل عام 1900، موجودة في الملكية العامة؛ الحماية: باستخدام إدارة الحقوق الرقمية يمكن حفظ نسخ احتياطية من الكتب الإلكترونية لاسترجاعها في حالة الضياع أو التلف، من دون الدفع مرة أخرى للناشر؛ التوزيع: الكتب الإلكترونية أسهل وأسرع في النشر من الكتب الورقية».

العيوب

التقنيات المتغيرة: أنواع وصيغ الكتب الإلكترونية مستمرة في التغير والتطور بمرور الوقت مع تطور التقنيات وظهور صيغ جديدة. ليس كل الكتب متاحة في صورة إلكترونية؛ العمر والاستهلاك: يظل الكتاب الورقي قابلاً للاستخدام لعقود طويلة تفوق عمر قارئ الكتب الإلكترونية الذي قد يتعطل مع طول الاستعمال مثل أي جهاز إلكترونيات عادي (راديو - تلفاز - مسجل)؛ التحمل: الكتب الورقية أكثر تحملاً للأضرار (كالسقوط مثلاً) من جهاز قارئ الكتب الإلكترونية، الذي قد يعطب أو يفقد بعض البيانات؛ ومن حيث التكلفة: جهاز القراءة للكتب الإلكترونية أغلى بكثير من كتاب ورقي واحد. إضافة إلى أنه ليس هناك سوق للكتب الإلكترونية المستعملة؛ الحماية: بسبب التقنية العالية الموجودة في الكتب الإلكترونية، فإنها أكثر عرضة للسرقة من الكتاب المطبوع؛ محدودية إمكانيات القارئ الإلكتروني: لا زالت دقة شاشة القارئ الإلكتروني غالباً أقل من دقة الكتب المطبوعة. وبسبب إدارة الحقوق الرقمية لا يمكن لمستخدم الكتاب الإلكتروني إعارته لشخص آخر، باستثناء ما صدر مؤخراً من ميزات الإعارة لكتب مكتبتي «أمازون» و»بارنز آند نوبل» الإلكترونية وغيرهما؛ الخصوصية: يمكن للكتب الإلكترونية وبرمجياتها مراقبة استعمال وبيانات المستخدم وتكرار قراءته؛ الكتب المصورة: الكتب المصورة -مثل كتب الأطفال- أو التي تحتوي على أشكال تكون مطالعتها أفضل في الكتب الورقية.

المصادر والمراجع: مجلة بيزنس ويك، وصحيفة الغارديان، وصحيفة هفينغتون بوست دوت كوم، ومجلة ببليشرز ويكلي، ومواقع المكتبات المذكورة، والموسوعة الحرة ويكيبيديا، وغيرها.

انتهى البحث

قريباً: حوار مثير مع الروائي الإنكليزي جوليان بارنز الفائز بجائزة بوكر الأم لعام 2011.

Hamad.aleisa@gmail.com المغرب

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة