Culture Magazine Thursday  19/04/2012 G Issue 370
فضاءات
الخميس 27 ,جمادى الاولى 1433   العدد  370
 
ذكرياتي.. معهم
الكاتب.. حمّاد حامد السالمي
د. حمد الزيد

 

عرفته في مدينة الطائف منذ زمن طويل لا أذكره.. وظلت بيننا مودة وصداقة ولقاءات وزيارات متبادلة إلى يومنا هذا، مع بعض الانقطاعات التي فرضتها الظروف مثل انتقالي من الطائف وسفري للخارج واستقراري في جدة أخيراً كما لقيته في تونس مع صديقنا الدائم الأديب: عبدالرحمن المعمر وجمعتنا سهرة نابغية.

وحمّاد من شباب الطائف الذين توسلوا بتعليمهم ونشاطهم وذكائهم إلى الظهور والنجاح بدون تعجل أو تسرع فكأنه إنسان آلي مبرمج!.. إنني معجب بنجاح (حمّاد) ومثابرته وقوة احتماله وهو القروي الثقفي المولود في بلاد بني سالم من نواحي الطائف، والمشتغل بمؤهل علمي متوسط في التعليم الابتدائي والذي طوّر نفسه تعليماً وتدريباً وعملاً في التعليم والصحافة والكتابة طوال سنين طويلة ناهيك بجهوده المخلصة في خدمة الطائف المصيف الأول للمملكة، وعمله في اللجنة السياحية وإشرافه على مطبوعاتها بل وتأليفه أضخم موسوعة عنها لكل المسميات والمواقع الجغرافية في منطقة الطائف، وهو إلى جانب كل ذلك ألّف عن قبيلة ثقيف المعروفة وهو ينتمي إليها نسباً وهم أهل الطائف المؤسسون لها منذ قرون، كما جمع كل أشعار الطائف في القديم والحديث في مؤلف ضخم أسماه: الشوق الطائف في قطر الطائف.

وله عدة كتب أخرى بعضها يقوم على الجمع، والبعض الآخر يقوم على التأليف، ويكتب منذ ثلث قرن في الصحافة مقالات اجتماعية، وتحقيقات صحفية، وهو كذلك مصور فوتوغرافي ومحب للكتب وجمعها، وقد رأيت في بيته بالبهجة بين قروى والمثناة، مكتبة ضخمة مرتبة ومفهرسة وقد حييتها ببعض أبيات من شعري كتبتها في سجل الزائرين ارتجالاً.

وعلى الرغم من اشتغاله بالصحافة والكتابة والأدب فقد حُرم من دخول النادي الأدبي بالطائف طيلة وجود رئيسه السابق علي العبادي، وقد كانت بينهما مشاحنة شخصية على ما يبدو، ولكنه بعد الإطاحة بالحرس القديم في كل الأندية الأدبية عام 2006 من طرف وزارة الثقافة عُيّن نائباً لرئيس النادي فاستحق رد اعتباره بجدارة بعدما راهن على الزمن طويلاً ثم أصبح رئيس النادي فيما بعد، وأثبت نجاحاً كبيراً في إدارته، فاستقطب من نفّرهم سلفه (العبادي) وأقام الفعاليات العديدة التي لفتت الأنظار من جديد للنادي العتيد، وطبع عشرات الكتب لكافة الأطياف، بالإضافة لانتظام صدور مجلة النادي السنوية (وج) وهي مجلة فخمة في مادتها وإخراجها وكتّابها.

وبالنسبة لي فقد بادر مشكوراً بتكريمي ولأول مرة منذ تأسيس النادي عام 1395هـ = 1975م، في حفل بهيج ودرع كبير، وفي حفل توقيع لكتابي (كيف؟) الذي طبعه لي النادي، وحضره حشد من الأدباء والمثقفين والمسؤولين في الطائف.. ثم كرّمنا جميعاً بمناسبة مرور 37 عاماً على تأسيس النادي حضره حشد كبير من المسؤولين والأدباء والمثقفين ومنسوبي النادي مساء يوم 13-11-1432هـ بفندق (رمادا - الهدا) بالطائف فله الشكر.

وأشير أخيراً إلى أن له الفضل في حفزي على كتابة (حكاياتي) وهي أشبه بالذكريات عن مسيرة حياتي الخاصة والعامة، ونشر فصول منها في مجلة النادي السنوية، على أن يقوم النادي بطبع الكتاب فيما بعد وكتابة مقدمته.. وقد أهديته له وذلك قبل انتهاء مدة تكليفه رئيساً للنادي. ويظل «السالمي» من الأدباء الأوفياء ليس لثقافتهم ومبادئهم وتوجههم في الحياة، وإنما لأصدقائهم أيضاً.

جدة

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة