Culture Magazine Thursday  20/09/2012 G Issue 380
أوراق
الخميس 4 ,ذو القعدة 1433   العدد  380
 
الصحافة النسائية باليمامة (1)
الصفحة النسائية باليمامة ودور (شمس خزندار) في تحريرها
محمد عبدالرزاق القشعمي

 

في منتصف عام 1383هـ يُدعَى الشيخ حمد الجاسر ليتسلم مسؤولية الإعداد والتحضير لإقامة (مؤسسة اليمامة الصحفية) إذ صدر قبل شهر من ذلك التاريخ إعلانٌ من وزارة الإعلام بإلغاءِ نظام صحافة الأفراد واستبداله بنظام (صحافة المؤسسات). وسريعاً ما رُفعت الأسماء المقترحة للمؤسسين لها إلى المقام السامي عن طريق وزارة الإعلام فصدرت الموافقة. وصدر العدد الأول من صحيفة (اليمامة) يوم الجمعة 7 ذي القعدة 1383هـ الموافق 20 مارس 1964م وقد خصص للمرأة صفحة كاملة باسم (الصفحة النسائية) بدون اسم لمحررته. أما العدد الثاني فقد تولت تحريره السيدة (شمس خزندار). لإعداد ونشر كل المواد المعنية بالصفحة، وكُتب عليها: (صفحة تُعنى بشؤون المرأة)، استقطَبَتْ الكثير من السيدات والآنسات ليشاركن في الكتابة..

ويحسُن بي أن ألقي نظرة سريعة على الأعداد الأولى من جريدة (اليمامة) عند صدورها في العهد الجديد – عهد المؤسسات الصحفية –:

أولاً: لمرور خمسين عاماً على هذه الذكرى. وثانياً: لنذكر ونشكر من وردت أسمائهن صريحةً تحت مقالاتهن بكل جرأة، في وقتٍ كان الذي يجرُأ على إدخال بناته للمدرسة يُنْظَر إليه بدونية واستنقاص في بعض مناطق المملكة.

في العدد الأول ظهرت الصفحة النسائية على امتداد الصفحة الخامسة بافتتاحية مقتضبة بدون توقيع تحت عنوان: (نريد صحف..) جاء فيها: «على صفحات هذه الجريدة (يقصد عندما كانت تصدر في السابق عهد صحافة الأفراد) قرأ الناس من أول ما قرأوا صفحةً مخصصةً للأمهات، وعرف القراء – أولَ ما عرفوا في هذه المدينة أسماءَ عدد من فُضْليات الكاتبات الكريمات مثال: «أ. الجوهري، حياة ع، س. أبو حميد، أم مي، وغيرهن. برزت تلك الصفحة – أولَ ما برزت – وقارئاتُها لا يتجاوز عدد أصابع اليد – حيث لا توجد مدرسةٌ واحدةٌ للبنات في المنطقة كلَّها، ولكن القراءة ليست وحدها وسيلة الاستفادة ولهذا فقد كان في الحديث عن تلك الصفحة بين سيدات المجتمع وعن الآراء التي تنشر فيها بينهن ما حَمَلَ المشرفين على الصفحة على استمرارِ تحريرِها ومواصلةِ إبرازِها..».

واختتم الكلمة بأن المدارس قد انتشرت والقارئات يتجاوزن الآلاف والكاتبات بالعشرات فإن الأمر يدعو إلى أن يوجد في البلاد صحف نسائية.. إلخ».

وفي العدد الثاني الصادر بتاريخ 14-11-1383هـ نجد الصفحة وقد أشرفت عليها السيدة: (شمس خزندار) وحررت جميع مادتها بمقدمة قالت فيها: «تمر بلادنا في هذه الفترة بما يمكن أن يسمى بمرحلة انتقال، ومثل هذه المرحلة تتميز بوجود التقاليد القديمة والجديدة جنبا إلى جنب، وهو تواجدً وتعايش غير سلمي، بمعنى أنّ ثَمَّةَ تناقضاً وتصارعاً بينهما. وهذا الوضع يتضح بصفة خاصة في حياة المرأة وتصرفاتها في المجتمع، فالمرأة كما قلنا في عدد سابق بدأت تحتل دورها الطبيعي في المجتمع وتساهم في بنائه، ولكنها مازالت بَعْدُ في منتصف الطريق، وتبعا لذلك تجد نفسها في صراعٍ دائم بين التقاليد القديمة وبين التقاليد الجديدة. وهذه الأخيرة لم تتضح وتستقر تماماً بحيث نتغلب نهائياً على التقاليد القديمة، وهذه الصفحة كما سبق أن أوضحنا تعمل على التوفيق وحل التناقض بين القديم والجديد، ولذلك سنخصص جانباً كبيراً فيها لمناقشة الاتجاهات والتقاليد الجديدة وإظهارها. وهذه المناقشة بالطبع لن تكونَ فعالة، ما لم يسهم فيها أكبر عدد من القارئات وهي حقيقة تدفعنا إلى أن ندعوكن جميعاً إلى الكتابة بآرائكن في هذا الموضوع حتى نستطيع معاً التوصل إلى تقاليد ثابتة تجمع بين مزايا القديم وفي نفس الوقت تواكب وتتمشى مع التقدم الذي بدأنا نحققه في شتى المجالات».

ثم بدأت بموضوع آخر: (مذكرات زوجة سعودية) وأنهته في العدد السابع معتذرة بضعفها في مادة الإنشاء، وهو ما اضطرها في حياتها الدراسية إلى السطو أو على الأصح اقتباس الموضوعات والمقالات الصحفية وادعائها لنفسها.. وكانت مترددة في كتابتها لولا إصرار زوجها (الأستاذ عابد خزندار) سامحه الله أصر على أن أكتب هذه المذكرات لأسباب كثيرة أهمها في رأيه أن عندي مقدرة عجيبة على الكلام أو بمعنى آخر (رغاية) وثانياً أن المرأة كانت ومازالت من أبرع خلق الله في ميدان الحكايات والقصص الشخصية ولعل (شهرزاد) صاحبة ألف ليلة وليلة أصدق مثل على ذلك... إلخ».

ونلاحظ وجود رسم كاريكاتوري في العدد (3) يوضح انطلاقة المرأة السعودية بريشة الآنسة: (جميلة مختار)، يدٌ تحمل مشعلاً والأخرى تحمل حقيبة المدرسة. إلى جانب ترجمة لحياة رائدة الفضاء السوفيتية (فلنتينا) إلى جانب (طبق الأسبوع) و(نصائح للصيف) و(كلام في سرك).

ومن العدد السابع الصادر بتاريخ 26-12-1383هـ تطل علينا (سارة سليمان بوحميد) من بيروت لأول مرة باسمها الصريح وتكتب موضوعاً مطولاً على شكل قصة بعنوان: (أشواك في الطريق.. ومضى يبحث عن فريسة أخرى!؟) ويكون اف تتاحية العدد عن أيهما أجدى للمرأة التعليم الجامعي أم التعليم المتوسط؟. وتشارك (سمراء الجزيرة) من جدّة بقصة (تضحية..أم).

وفي العدد التاسع يظهر اسمان جديدان هما: (غادة الشدي) و(شيخة عبدالله الدغفق) من الدمام. وفي العدد العاشر تكتب من بيروت (أمل التركي).

وفي العدد الحادي عشر تكتب (شمس) افتتاحية العدد وتناقش فيه ما قدمته من مواضيع ومواد مختلفة، وتشكر من ساهم معها في الكتابة والإخراج وتخص بالذكر: «.. (سارة بوحميد) و(أمل التركي) و(شيخة الدغفق)، وآمل أن يواصلن هذا المجهود حتى نستطيع معاً أن نصل إلى هدفنا المشترك..».

وفي العدد الرابع والعشرين الصادر بتاريخ 27-4-1384هـ نجد اسم الطالبة (منيرة الأحيدب) تكتب موضوع (لا ترهقي والديك بمطالبكِ) وقصة (وغداً تصبحين الوارثة الوحيدة!) بقلم (نورة صالح الشملان) من البصرة، وفوزية أخضر تكتب عن (الفتاة السعودية.. بين الأمس واليوم).


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة