Culture Magazine Thursday  20/09/2012 G Issue 380
فضاءات
الخميس 4 ,ذو القعدة 1433   العدد  380
 
وتم العناق
«خلقي القرآن»
حسن علي البطران

 

الكتابة للطفل تحديداً شيء في غاية الأهمية، وفي نفس الوقت في غاية الصعوبة، كون الكاتب يجب أن يكون حذراً جداً، لأنه يتعامل مع عقول طرية وقابلة ومستقبلة لكل ما يصلها، فهي كالأواعي الفارغة وكالورق البيضاء، وأن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، كما دوماً يقال.. ولذا من الأهمية بمكان التعامل مع الطفل وخاصة فيما يتعلق بالفكر والتربية والسلوك، لهذا يجب على من يتعرض للكتابة للأطفال أن يدرك أن الطفل الذي يقرأ ما يكتبه يتمثل ويرسخ في شخصيته وسلوكه وأرضية فكره وعقله.. وأنا وحين إطلاعي على شخصية الكاتبة (رسمية حسين العلوي) ومعرفة سيرتها الذاتية أدركت أنها محل ثقة واقتدار في هذا الجانب، يكفي أنها تربوية وأكاديمية ولها خبرة طويلة في مجال رياض الأطفال وتدريس الناشئة..

« خلقي القرآن « عنوان كتاب سبق وإن جاءني عن طريق إحدى قريباتي ل صديقةٍ لها، على شكل مخطوط، وذلك بغرض الإطلاع عليه والمساعدة في أخذ الفسح الرسمي للطباعة والنشر والتوزيع والتقديم له.. قبلتُ الأولى بدايةً ورفضتُ الثانية، كوني لم يسبق لي أن قدمت لأي كتاب قبله، ولكن انتهى الأمر بكتابة التقديم، وقد عنونت تقديمي له ب «وهطل المطر ونبت الزرع».

وقد تكفلتُ بتولي مسئولية طباعة الكتاب رغبة من صاحبته بأن أتولى أمره (طبعاً على نفقتها)، وقد تمت طباعته بعد أن بقي معي فترة طويلة جداً من الزمن، بسبب كسلي وكثرة مسؤولياتي، بطبيعة الحال هذا غير مبرر، وها أنا أشير إلى تقصيري في تأخر صدوره..

«خلقي القرآن» والصادر عن دار الشرق للطباعة والنشر بالدمام 1430ه كتاب يمثل قصص تربوية موجهة للأطفال يقع في 77 صفحة ذات الحجم الأقل من الوسط بقليل، وقد زينت كل قصة بلوحة تتزين بالألوان والرسومات المعبرة، والتي تعكس المعنى والمضمون للقصة أو للدرس التربوي كما عنونت الكاتبة كل قصة بذلك.. من يقرأ «خلقي القرآن» ل (رسمية حسين العلوي) يدرك أنه حقاً مؤلف مهم في القصص التربوية الموجهة للأطفال، فقد تعمدت الكاتبة أن تكتبه بلغة سهلة وبسيطة تتناسب والمستوى الثقافي للطفل، ومن وجهة نظري الشخصية أن كل طفل وأم تحتاج إليه، كونه يحمل أهدافاً وقيماً تربوية ودينية وثقافية هامة للطفل، حيث استطاعت (العلوي) أن تشكل وتمزج هذه القيم وهذه الآداب والمبادئ في كل قصة ليكتسب منها الطفل أدباً وقيمة عالية القيمة وعميقة التأثير..

«وهطل المطر ونبت الزرع» هو مسرح تقديمي ل خلقي القرآن: (كم لهطول المطر على الأرض القاحلة من أثر في اخضرارها ومرورها وتنقلها من مرحلة ما إلى مرحلة أخرى أكثر عطاءً وجمالاً، وكما تمر الأرض بمراحل حتى تكون خضراء كذلك هو حالة التربية وأساليبها وأثرها في تطوير الناشئة.

كم هي الأساليب متعددة ومتنوعة في مجالات التربية وتخليق الناشئة الخلق الجميل والسلوك القويم، وإعدادهم للسير على الخلق الجميل والسلوك الرفيع وفي هذا الكتاب طريقة جديدة ورائعة للوصول بالناشئة والأطفال إلى التربية الحميدة التي تأخذ قواعدها من القرآن الكريم في أسلوب جديد ومبتكر اجتهدت فيه الكاتبة، وهو الأسلوب القصصي ذو الطابع الديني بلغة سهلة وبسيطة تتناسب ومدى استيعاب الطفل . وقد عنونت كل درس أو كل قصة (أدب) بآية كريمة للوصول إلى الغاية والهدف الذي تهدف إلى غرسه في نفس الطفل، وقد تدرجت الكاتبة وتسلسلت في طرح الآداب التي تهدف إليها، حيث ركزت على أثني عشر أدباً أو صفة أخلاقية اختارتها حسب نظرة هي ارتأتها مُتوجة تلك الأدب بآيات كريمة، وقد أسمت هذه المجموعة ب «خلقي القرآن».

والأسلوب القصصي القرآني له واقع الأثر الكبير في نفوس الأطفال، لذا اتجهت إليه الكاتبة وعرفتْ كيف تدخل فيه إلى أعماق الأطفال، فهي تحكي ذلك عن تجربة عملية.. إنه عمل موفق وجميل ويضاف إلى أدب الأطفال التربوي، وسوف يخدم فئة كبيرة من فئات المجتمع وسيضيف إلى المكتبة جوهراً ثميناً إلى جانب مقتنياتها الأخرى المعتبرة.. وشكراً جزيلاً لها).. وكتاب (خلقي القرآن) يُصنف ضمن كتب الأخلاق الإسلامية - كتب الأطفال، حسب فهرسة الملك فهد الوطنية.

« خلقي القرآن « يشكل خلطة إبداعية تربوية ودينية تتضمن وتحمل سمة بارزة للمؤلفة كونها تحمل مسحة ثقافية وأكاديمية، وأنها ذات صبغة عطائية، تتكبد هموم تربوية، الكاتبة رسمية حسين العلوي تتحلي وتتجمل بعباءة ملتزمة حد الوسط.

Albatran151@gmail.com الأحساء

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة