Culture Magazine Thursday  20/09/2012 G Issue 380
قراءات
الخميس 4 ,ذو القعدة 1433   العدد  380
 
معجم موازين اللغة
تدهور الاطلاع
د. صالح اللحيدان

 

العلم هبة ربانية، العلم المتصف صاحبه بسعة البطان وجودة الفكر ودقة النظر، وإضافات حية مستديمة، ناهيك بقوة الرأي وحسن الخلق وجمال الطرح الكريم، ولهذا قد تجد عالماً ما أو تجد كاتباً، وقس على هذين تجد لهم من الكتب والحضور والشهرة ما لا قد يحده حد ومع هذا فليس ثمة معول على بذلهم أو ما ينتجون ذلك أنه تكرار أو هو مجرد نقل من هنا وهناك أو لعله في أصله لنشدان (الأنا) ولهذا تجد هذا النوع لا يمل الكتابة بل قد يغضب إذا لم يخرج له شيء قلت وهو شديد في: نقده بل قد يسقط على المنتقد ما ليس يقر له قرار.

وقد رأيت خلال هذا الحين خلال تجاولي أنواعاً من هذا القبيل، لكن ما يطرأ.. اليوم يتم بتسويق مثل هذه الكتب، ومثل هذه الكتابات والسبب يعود في غالب ظني إلى هذه الحيثيات.

1- ضعف الخلفية القرائية.

2- العجلة.. وحب النتيجة على أي صفة.

3- القراءة لمجرد التسلية.

4 - تغييب العقل وإبراز القلب.

5- عدم الاهتمام بأهمية الوقت.

6 - الميل للدعة وطلب الخفيف.

7 - عدم وجود النقد الموهوب للمطروح، وإنما الموجود: آراء ودراسات للعمل العلمي أو اللغوي أو الثقافي.

8 - الانشغال (بالإعلام المرئي) على حساب التأمل وقوة التدبر.

وخذ على هذا أمثلة:

1 - ضعف الأداء من خلال حوار ما..

2- كثرة الحركة والتشبث بالرأي عند المناقشة.

3- إسقاطات معلنة على الطرف الآخر. والخروج إلى جزئيات لا أصل لها.

4 - التسيد الملحوظ وهذا التسيد الملحوظ نجده كثيراً في السياسة الاقتصادية والطرح الفقهي والحوار اللغوي.

5 - الإصرار على الرأي الأحادي مع العلم بأن صاحبه يدرك الزلل من أجل ذلك لا تجد اليوم من يدخل في نقد أو حوار أو مناقشة مع مثل هذا النوع رقم (4) و(5) أو ولو تدبرت (أخلاق العلماء) للآجري أو(أدب الكاتب) لابن قتيبة أو (صيد الخاطر) لابن الجوزي أو (الفروق) للقرافي، أو (هدي الساري) لابن حجر.

بل لو تدبرت أيها الأخ الكريم ما دونه ابن خلدون في (المقدمة) حول سياسة الحضارة العلمية والكتابة وأصول النظر ثم عولت على ما كتبه (ابن تيمية) في سفره (درء تعارض النقل والعقل) لذهبت ايها الفاضل.. تنحو باللائمة على سنة أو سنين قضيتها على نظر المكرر أو المنقول أو الإنشائيات على غير طائل.

لهذا لدي طمع كبير وقوي بتعديل مسار التلقي لدى القارئ على الاقل فقط بقراءة ثلاثة كتب مما ورد ذكرها هنا لكنها يتقدم فيها العقل على ما سواه من دوافع العاطفة أو شذرات القلب، ولعل تأمل كتاب (وحي القلم) للرافعي لعل تأمله بذائقة ثقيلة وأريحية متأنية متعمة تقود إلى خبايا الزوايا.

تنبيه:

جميع الذين كتبوا إلي يسألون أو يستفتون أو يستفسرون سوف بإذن الله تعالى أجيبهم شخصياً عبر البريد الخاص بكل واحد منهم.

الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة