Culture Magazine Thursday  23/02/2012 G Issue 364
أقواس
الخميس 1 ,ربيع الآخر 1433   العدد  364
 
بينما تترقب الأوساط معرض الرياض الدولي للكتاب
القاضي: نحن مجتمع حديث بفكر تقليدي وإلغاء الفعاليات أمر معيب

 

الثقافية - عطية الخبراني

قالت عضو هيئة التدريس بكلية اللغة العربية بجامعة أم القرى الدكتورة كوثر القاضي أننا مجتمع حديث بفكر تقليدي.

وتواصل القاضي: أزعم أن معظم من يعترض على اسم محاضِر أو عنوان محاضرة يريد أولاً تأييد هذا الفكر التقليدي ليس إلا؛ يريد للناس أن يصفقوا له ويؤيدوه بادعاء الصلاح والتقوى والتزام الدين أو الانفتاح على الجانب الآخر! فنحن نخاف لمجرد إبداء الرأي الخاص -نخاف من المجتمع هل يوافق على ما نقول أم لا يوافق- وهذه مأساة.

وتضيف: إن التطور خليقٌ بالمجتمعات الحرة -و أقصد حرية الرأي وحرية الكلمة- وأن يكون الفرد مسؤولاً عن كلمته؛ لا يخشى أحداً، إن كان الحق في صفه.

وتتابع الدكتورة كوثر قائلة: إن ما حدث ويحدث من إلغاء الفعاليات والمناشط الثقافية بسبب بعض الضغوط التي تمارس؛ لأمر معيب: معيب أولاً على المؤسسة الثقافية التي يُفترض فيها نشر الثقافة وتبني حرية الفكر والرأي، فإذا بها تستجيب ل «ضغط الجمهور» في إلغاء المحاضرة !! ومعيب ثانياً على مجتمع يُفترض أنه يعيش في الألفية الثانية, ودعني أتساءل: من هم هؤلاء الجمهور؟ وهل هم الشريحة الواعية التي يمكن أن تستجيب لدعوة النادي لحضور المحاضرات أو الندوات؟! ومَن مِن هؤلاء يعرف هذه الأسماء التي يعترض عليها أو غيرها جيداً سوى ما يُتناقل عبر المنتديات الإلكترونية؟!

وحول قلة الحضور تشير القاضي إلى أن الأندية الأدبية تستجدي الحضور، وترسل رسائلها على الجوالات وتطرح الخبر في موقعها، وتعلن عن فعالياتها على صفحات الصحف والمجلات، وتضع إعلاناتها في أروقة الجامعات أحياناً؛ فلا يحضر إلا أقل القليل من الشريحة المستهدفة؛ فلماذا تستجيب لل»الجمهور»؟!

وتختتم القاضي حديثها بقولها: إننا والله في ورطة؛ ورطة ثقافة وورطة فكر، وورطة مجتمع إن لم يكن متناقضاً بامتياز؛ فهو يعيش في ازدواج عجيب بين ما يعيشه فعلياً وبين ما يريد أن يظهره علناً؛ مجتمع يأبى أن يكون شعباً كبقية شعوب العالم.

فيما ذهبت عضو مجلس إدارة أدبي تبوك الدكتورة عائشة الحكمي إلى رأي مخالف حيث قالت: لا أرى إدراج إلغاء الفعاليات الثقافية لأسماء معينة تحت ما يسمى ب (الضغط الشعبي)، يؤكد ذلك أن الكاتبة الصحفية سمر المقرن وصلها التهديد من شخص واحد, والأدهى والأمر أن يرضخ المتحدث/ المدعو في الاستجابة لمثل هذه السلوكيات الفردية والنظر إليها بهيبة, وأنها رأي عام, وهي من الممكن أن تكون موقف مجموعة معينة فقط, لكن التعميم غير منطقي, فيا ليت أن المدعو يرفض الانسحاب, لأنه حين يفعل ذلك وكأنهم على حق, «يا جماعة الخير» امضوا في طريقكم, نفذوا فعالياتكم, لا تهابوا خفافيش الظلام, والمعلقين الافتراضيين, نحن في وطن آمن, وما يصدر من تصرفات غير واعية أمر طبيعي.

وواصلت قائلة: أيها المثقف؛ أنت أكبر من ذلك إذا كانت غاياتك ناجحة وواثق من امتداد دربك فلا تبال, هؤلاء الناعقون الله أعلم بحالهم, يحاول الواحد منهم أن يكون حمى للدين, وهو أول المخربين, لكن في الخفاء, والدليل أنه لا يستطيع العمل سوى بالتخفي ليرهب الآخرين ببعض التهديدات (اللعبة), نحن في أدبي تبوك يواجه الضيف في أكثر من فعالية بعض الانتقادات والتهديدات, لكن تمضي الفعالية بهدوء حتى أجهزة الأمن ترتب الوضع الخارجي, لكن الحمد لله تتم الفعاليات دون إزعاج.

وتؤكد الحكمي أن المشكلة الخطيرة هي أن يتنصل رئيس ناد أدبي من الدعوة وينكر ذلك دون مبرر, أين شجاعة المثقفين؟ هل يعقل أن يعتذر المثقف عن فعالية لمجرد أن يصله تهديد مجهول؟

وتواصل سائلة: أنت تعترض على المعارضين أيها المثقف, لكن لماذا تطاوعهم وتلغي وتتحجج بأنك تفعل ذلك حتى لا تسبب إحراجا للجهات المنظمة, هذا سيورث إحباطات قاسية, والمشكلة أن الموضوعات المطروحة ليس فيها ما يمس المحذورات, المحذور هم الأشخاص, وهذا ما يسمى بالعداء الشخصي وليس له صلة بالثقافة ولا بالدين, الدين يدعو للمناصحة والدعوة بالموعظة الحسنة وليس بالتهديد الفارغ.

وفي رسالة توجهها الحكمي للمعترضين تقول: أيها الإخوة المعارضون, عارضوا بطريقة حضارية, احضروا المحاضرة بسلاسة وقابلوا المتحدث وأوصلوا إليه رأيكم الذي ترون فيه الخير, فستكسبون إنسانيتكم وتظهرون أخلاق الدين المتسامح اللين وقت اللين والشديد وقت الشدة, ديننا واضح وليس متناقضا, «يا جماعة الخير» نحن في نعيم, والله في نعيم, فلا تفسدوا الخير, هناك مشايخ وهناك جهات عليا مخولة بمراقبة كل شي يمس الدين, وهي التي يحق لها إعلان المعارضة إذا كانت المسألة تمس الثوابت, وإذا كانت المسألة تترك لخفافيش الانترنت فسنقضي على بعضنا بفعل الكراهية والحقد الذي يتأجج في صدور المعارضين وراء الأسماء المستعارة.

وفي نهاية حديثها اختتمت الحكمي بقولها: أما الإخوة رؤساء مجالس إدارات الأندية الأدبية, فأتمنى منهم أن يكونوا مثقفين قولا وفعلا, إذ من غير المعقول أن يلتزم النادي بفعالية مع مثقف ثم يسهم في إلغائها بموقفه السلبي, يا سيدي إذا أتاك لفت نظر فليست مشكلة, وإذا أعفيت من منصبك أيضا ليست مشكلة, المهم أن تدافع عن الكلمة والمبدأ, ولا أعتقد أن وزارة الثقافة والإعلام تعمل في سلك المخابرات كي تراقب كل شيء وتتدخل في كل شيء, مأساة إذا هي قامت بدور الأبوين للأطفال.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة