Culture Magazine Thursday  26/04/2012 G Issue 371
فضاءات
الخميس 5 ,جمادى الآخر 1433   العدد  371
 
أعراف
السفحُ والوشاح
محمد جبر الحربي

 

لجمالِ تراثٍ وأنيسة

سما الجمالُ

واصطفاني وجدُها ووردُها

وكي أراقبَ الجبالَ

دهشة الصعود

كمْ دعاني سفحُها.

مليحةٌ

تضَاءَلُ الجراحُ

إنْ تعالى جرحُها.

ويمّحي النواحُ،

ما لطفلةِ النعيم والنواحُ،

إنْ تهادى بوحُها؟

لها البرَاحُ

كلّ فسحةٍ وكرمةٍ وراحْ

أمّا السوادُ

يا لهيبةِ السوادِ

والمرادُ أنّ هذا الليل لي بكلّهِ

ببهجة البنفسج الحزين كيفما اكْتسَى

بالفلّ حينما احتسى

من الأسى

حتى انبلاج زهرة الصباحِ

فالصباحُ صبحُها.

أنيسةٌ

هي الملاكُ

كيف يُذبحُ الملاكُ عندكم

يا ويلكم

وكيف تمّ ذبحُها؟

خذوا دمي

وناعم القصيدِ من فمي

آليت أنْ أحبَّها

وأنْ يُعادَ للعيونِ قدْحُها.

لعينها اليمين قبلةٌ

وفسحةُ المدى

للقرطِ قبلةُ الخدين والندى

فيسقطُ الوشاحْ

أمّا الشمال إمّا أغمضتْ

فقصةٌ يطولُ شرحُها.

لذا تراني طائراً محلقاً

ما عطّر النسيمَ نفحُها.

لها الكلامُ

سكّر الحروف، شهدُها

وللثلوجِ نارُها ولفحُها.

هو الإلهُ

جامعُ الأضداد في قصيدةٍ

تمرّ كاكتنازِ ريمْ

وإنْ مشتْ

تمشي كما البشر

لكنها الطيورُ في السماءِ

يا لبعدها القريب

إذْ تؤوب للشجرْ

كأنها الغيوم والتفاتة المطرْ

وفي تطرّف النهاية ابتداء

سبحان منشئ الجمال والجلال

وملهم الحناجر الغناءَ

ها غناؤها وسبْحُها.

وفي الختام مثل دعوة الكريمِ

كالصيام

والناسُ ساهرونَ بلْ نيام

أقولُ يا مليحتي

وكلّ أضلعي تردّدُ النشيدْ

ليُرجعَ الصدى تلاوةَ القصيدِ

يا مليحتي

مليحتي

فيغمرُ الفوادَ

والبلادَ ملحُها.

الرياض mjharbi@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة