Culture Magazine Thursday  27/09/2012 G Issue 381
الثالثة
الخميس 11 ,ذو القعدة 1433   العدد  381
 
في ظل غياب وكالة الوزارة للشؤون الثقافية
ملتقيات الأندية أمام ورطة «ما الجديد»

 

الثقافية - عطية الخبراني:

لعل من نافلة القول إن ملتقيات الأندية الأدبية في المملكة أو الملتقيات السنوية التي تقيمها الأندية هي من الفعاليات التي يسعى أعضاء مجالس إدارات الأندية بالظفر بها والفوز بتنظيمها, ويرصد لذلك ميزانيات عالية, وتبذل من أجله طاقات بشرية لأشهر تجهيز وترتيب, من أجل الظهور بمظهر لائق أمام ضيوف هذا الملتقى في أيام إقامتهم التي لا تتجاوز بالعادة اليومين أو الثلاثة, ولتكون كل تفاصيل هذه الأيام «بياض وجه».

لكننا إذا ما أردنا أن نطرح سؤالاً: ما الذي قدمته وتقدمه هذه الملتقيات على مدى سنوات وما هي الجدوى الثقافية الفعلية كنتاج تخرج به هذه الملتقيات في توصياتها وأوراق عملها؟ سنكون متشائمين إذا ما كانت إجابتنا بنسف كل ما قدمته هذه الملتقيات, لكن يجب أن ندخلها في موازنة مع ما يصرف عليها من مال وما يهدر من جهد وطاقات, وأزعم أن المال والجهد سيميلان بالكفة كثيراً نظير ما تقدمه هذه الملتقيات من فائدة ثقافية لهذا الوطن. ربما يطرح أحدهم فكرة فيقول «يجب أن تستمر الملتقيات, لأن مجرد اللقاء والاحتكاك بالغير وصناعة جو ثقافي, كافٍ لأن نقف إلى جانب هذه الملتقيات ونساندها وألا نكون حجر عثرة في طريق استمراريتها».

حسناً، تبدو الفكرة مبررة ومنطقية إلى حد ما, لكن يجب أن تتحرك وكالة الوزارة للشؤون الثقافية وسريعاً لوضع استراتيجية ثقافية معينة تقوم عليها هذه الملتقيات نحصد من خلالها كمتابعين ومنتمين للوسط الثقافي والإعلامي ثمار كل هذه المبالغ والجهود التي يجب ألا تذهب هدراً بين أكل وشرب وتذاكر سفر وخدمات فندقية لنقف في نهاية اليوم الأخير للملتقى على توصيات باهتة ومكرورة, لا ينفذ منها سوى النزر القليل, هذا إن لم يفشل الملتقى في صياغة توصياته, وربما دعي الحضور للملتقى في عامه القادم وما زالت أوراق التوصيات داخل أدراج رئيس مجلس إدارة النادي المشرف على الملتقى ولم يكلف المجلس عناء فتح مظروف التوصيات لمناقشته حتى.

ما يجب أن تخرج منه هذه الملتقيات هو التنميط الذي يطاردها من جلسة إلى أخرى ومن يوم إلى آخر, ولعل الوجوه ذاتها التي تدعى لكل ملتقى والعناوين النمطية التي تعنون بها الملتقيات فيها إشارة بالغة على ما تعانيه من تنميط وقلة حيلة وعجز عن صناعة جديد يليق بثقافة هذا البلد الكبير مساحة وثقافة وتنوعاً جغرافياً ومناطقياً وتركيبة سكانية.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة