Culture Magazine Thursday  27/12/2012 G Issue 391
فضاءات
الخميس 14 ,صفر 1434   العدد  391
 
ولله في خلقه شؤون
أحمد حامد المساعد

 

تنامت في الآونة الأخيرة أصوات المنددين بمزوري الشهادات العليا - ماجستير ودكتوراه - في ضوء ما تردد في وسائل الإعلام عن عزم الجهة ذات العلاقة على مصادرة جميع الشهادات المزورة، بعد ما كانت تكتفي بعدم اعتبارها في المعيار الوظيفي، وحرمان أصحابها من الإشارة إليها تحت أسماء من يوقعون على الأوراق الرسمية، وهي خطوة تأخرت كثيرا لا يخفف من وطأتها إلا صدور قرار يقضي بالتشهير بالمزورين تشهيرا فاضحا وكافيا لأن يكونوا عبرة لغيرهم ولأن يعرفوا «أن الله حق»، ذلك أنهم في موقف الغُشّاش للوطن وللمواطن من الناحية العلمية والفكرية، وبأسلوب ينم عن مرض أخلاقي مشين أملاه حب الشهرة الفارغة من أي محتوى باستثناء الصفاقة والصلافة، بل والحماقة التي قال فيها الشاعر العربي:

«لكل داء دواء يستطب به

إلا الحماقة أعيت من يداويها»!!

صحيح أن من اقترف هذا الجرم يحاط بموجة من الازدراء والغمز واللمز في المجالس والمناسبات سواء بالتلميح أو التصريح، ولقد رأيت أحدهم وقد اضطر إلى مغادرة المكان الذي شهد تندرا وتهكما بحق مزوري الشهادات الجامعية، لأنه كان بين مطرقة اللوم غير المباشر، وسندان الصمت المؤلم، وحق له أن يفعل ذلك، لأن الرجل حيث يضع نفسه، وما كان أغناه عن توريط ذاته في ما لا يسره أن يراه، ما أروع قول العوام «أهل العقول في راحة»!!

على أن الأكثر تفاهة هي قول أحدهم مجاهرا بشيء من الدعابة إذ أشار على أنه حصل على الماجستير بـ «بطانية» أما الدكتوراه فنالها بـ «فيديو» ولا أدري إن كان صادقا، أم أنه كان في موقف الهجوم على المزورين، لكن الذي يبدو أن بلادنا تتجه إلى تصحيح الكثير من الأخطاء والمواقف، وفي ذلك دلالة قوية على صحوة محمودة نرجو أن تطال كل ما ينال من الاستقامة والمصداقية اللائقتين بشخصية الإنسان المسلم الذي يُعد سلوكه الخيِر بمثابة العودة الحقيقية إلى شرع الله، وهو سلوك اعتنقه العرب في صدر الإسلام وهم يجوبون القارات، يتساوى في ذلك المجاهدون والتجار، وما أزكى أن يكون الإنسان العربي تحديدا من هذا الطراز عبر العصور حتى ينال شرف الوصف الإلهي «كنتم خير أمة أخرجت للناس»!!

ويبقى الثناء

احتفلت عروس الأدب «ثقافية الجزيرة» مؤخرا بمرور عقد من الزمن على ميلادها المجيد، بعد ما اكتسبت حلة العروس الفاتنة جمالا حلق بها في ذاكرة الوطن، ولم يعد يستغني عن قراءتها إلا من أغلق عينيه عن ورود الفكر وزهور الأدب، ولو لم يكن عزم المسؤولين عنها في مستوى الطموح الوثاب لما تحقق لها مجدها السامق، ولعل مما تجب الإشارة إليه هو الدور الريادي الذي يضطلع به أخونا وأستاذنا الأديب الدكتور إبراهيم التركي، زاده الله نجاحا وتوفيقا، من أجل « ثقافيته» الرائعة، وقد قيل قديما» على قدر أهل العزم تأتي العزائم».. وفي الصباح يحمد القوم السرى.

- الباحة

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة