Culture Magazine Thursday  27/12/2012 G Issue 391
فضاءات
الخميس 14 ,صفر 1434   العدد  391
 
البيوت
من سرق أجندة بيتنا؟
لمياء السويلم

 

ينتهي العام غدا، وأجندة بيتنا لا تعرف ذلك، ما زالت تنام في درج مكتب والدي، أو في جيبه، هو لم يخطر له أن يتذكر أننا محصورون فيها، ونحن لا نملك أجندات خاصة بنا لنعرف أن العام ينتهي غدا وكم ستبلغ الحياة من عمرنا حينها، نحن عائلة بمقام واحد، اسم واحد، أخلاق واحدة، صورة واحدة شكل واحد، عقيدة واحدة، رأي واحد، حلم واحد، وهزيمة واحدة، جميعنا ينسجم في أجندة أبي رب بيتنا، كل منا يأخذ مكانه فيها مطمئنا بالهامش قدرا ومصيرا، ربة البيت أمي لا تزال مصابة بشوزفرينا الدور الاجتماعي، لا هي على عرش البيت مثل أبي، ولا هي في رعيته مثلنا.

أبي، لا يعرف هو أيضا أن العام ينتهي غدا، هو أيضا ينتظر دوره مثلنا في أجندة لا يملكها، أبي في السطر الذي وضعه فيه رب الوطن، حاول غير مرة مراجعة الأرباب الوسطاء، لكنهم أعادوه إلى هامش الأجندة حيث يشعر بالأمان والأمن، كان دائما الهامش في الأجندة الوطنية أكبر من النص، وأطول امتدادا، كان ولا يزال يتسع لنا جميعنا، طبعا عداهم.

النص المكتوب منذ ثمانين عام تقريبا، لا يزال يلبس مشيخته الأميرية والدينية، تكاثر الشيوخ وتناسلوا بسرعة تفوق الحبر الذي بدأ يجف منذ مواسم وسنن تاريخية، تدخلت أقلام أخرى تحاول إكمال النص، وإمداده بمحابر من ماء الحرية وبأضواء اللون، لكن رب الأجندة الوطنية لا يحب المشاركة، وأربابنا الوسطاء لا يجوزوها، فرفعت الأقلام من حيث نزلت، والنص ظل عاريا لا يكتمل، تزداد العتمة في عناوينه.

نحن الأبناء في هامش أجندة أبي، وأبي في هامش أجندة الوطن، كم نحتاج من الكلمات حتى نغير من مكاننا في أسفل الورقة خارج النص، كم نحتاج من الكلمات لنصل إلى أعلى الورقة حيث النص، وماذا يجب أن نشغل من مواقع الإعراب الاجتماعي والسياسي حتى نتمكن من ملامسة العناوين الكبرى، وكيف يمكن لحركتنا أن تتغير من السكون إلى الفتح أو الضم حتى يتم النطق بنا بالطريقة الصحيحة.

هنالك فتيل شفاف علينا أن نشعله بين كلماتنا لنحتفل برأس السنة ونضمر في قلوبنا أمنية للعام القادم بأن ندخل النص، ونحصل على شرف المشاركة في كتابة المذكرة الوطنية، علنا في نهاية عام قادم، نجد في جيوبنا مذكراتنا الخاصة التي لا تكذب علينا ولا تزرع فينا وعوداً خاسرة، ولا تعلق لنا المشانق إذا حلقت الفكرة والأسئلة بنا، علنا نحصل على مذكرات خاصة لا تلغى باسم جماعة المذكرة الوطنية ولا تشطب أسماءنا عنها باسم الولاء والانتماء.

- الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة