الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 20th December,2004 العدد : 88

الأثنين 8 ,ذو القعدة 1425

أعيا الباحثين ..والمتخصصين.. لأكثر من 40 عاماً
«فتى عنيزة».. السر الذي لم يكشف عن ذاته بعد؟!

بدأت أتابع ما ينشر في الصحف المحلية منذ بداية الصحافة الحديثة أي صحافة الأفراد، وبالذات منذ صدور جريدة أم القرى وصوت الحجاز من عام 1343هـ وحتى صدور نظام المؤسسات الصحفية عام 1383هـ. وقد استهواني تتبع ما ينشر بأسماء مستعارة بغية معرفة الاسم الصحيح لمن يتوارى خلف لقب أو رمز.
وذلك حتى لا يتغلب الرمز على الأصل، أو يصبح الشخص يعرف باسمه المستعار أكثر مما يعرف باسمه الحقيقي.. وليس القصد كشفه وفضحه والتشهير به، بل ذكره وشكره، فقد كان له الفضل في الجهر بالقول والرأي في وقت قد لا يستحب الجهر فيه.
وقد نشرت لي المجلة العربية مشكورة سلسلة من المقالات وكذا المجلة الثقافية نشرت لي مقالتين في العام الماضي لغريب الأسماء المستعارة للكتاب السعوديين، ونشر لي مؤخراً النادي الأدبي بأبها كتاب (الأسماء المستعارة للكتاب السعوديين) ورأيت أن أتوسع في الموضوع وأعيد طبع الكتاب مرة أخرى بعد إضافة معلومات جديدة حصلت عليها بعد صدوره وكذا رأيت إضافة ثلاثة نماذج من الأسماء المستعارة التي كانت ترد في الصحف القديمة وبالذات ممن لم يعرفوا بأسمائهم الحقيقية واخترت ثلاثة صحف كنموذج من كل منطقة.
1 من المنطقة الغربية (صوت الحجاز) من عام 1350هـ إلى 1360هـ.
2 من المنطقة الشرقية (أخبار الظهران) من عام 1374هـ إلى 1377هـ.
3 من المنطقة الوسطى (القصيم) من عام 1379هـ إلى 1383هـ.
لقد اتصلت بالكثير ممن يهتم بهذا الجانب من كبار المثقفين وتمكنت من كشف المستور بمعرفة بعض أصحاب تلك الأسماء المستعارة. ولكن بعضها وهو كثير لم أتمكن من معرفة حقيقته.. وكمثال أحب أن أطلع القارئ على نموذج لم أعرف أن أستدل عليه بالرغم من اتصالي وكتابتي للكثير ممن عاصر أو عاش بالحجاز في هذا الوقت أو بعده بقليل. فقد نشرت جريدة (صوت الحجاز) في العدد 110 الصادر يوم الإثنين 21 صفر سنة 1353هـ الموافق 4 يونيو سنة 1934م في الصفحة الثالثة (صفحة العلم والأدب والتاريخ والاجتماع) مقالاً بعنوان (هل من نهضة؟) بتوقيع (مكة المكرمة.. فتى عنيزة القصيم) وسأستعير جملة من المقال الطويل لعل من يقرأه يعرف أسلوبه (.. حنانيك يا عزيزي لو حركنا شفاهنا في أذان أفراد شعبنا علنا نحرك أريحيتهم إلى معنى النهضة ودعاماتها التي ترتكز عليها وهي اتحادها مع
واختتم مقاله بقوله:(معذرة عزيزي إذا قلت يعتريني انقباض عندما أتذكر تلك المثارات العنيفة المتناضلة التي مثل دورها الجمهور في الأشهر المنصرمة لدى أبسط المشروعات التي تقلص ظلها حتى ذهبت في منطقة النسيان وصارت نسيا منسيا.
ولكن الأمل إن شاء الله وطيد أن يتنبه أفراد الشعب إلى معنى النهضة وأنها ترتكز على دعامة التعاون والتعاضد، فالعاقل المتعلم يضيف إلى الحكمة الإلهية معرفة أسباب نهضة الأمم الراهنة وباستقراء التاريخ عن الأمم الغابرة..والساذج يتفكر في نفسه فتنبه إلى الحكمة الربانية في توزيع الوظائف الجسمية وبمساعدتها لبعضها.
كونت هذا الإنسان الكامل المفكر ومن حينئذ يعلم أن الشعب جسم مركب من أعضاء هم الأفراد وأن التعاون بينهم من ضروريات الحياة).
محمد عبدالرزاق القشعمي
حكومتها بالنهوض بأعباء الحياة وسن المشروعات والتشاور في رد الغارات فالتعاضد يمكنها من تحطيم قيود الأزمة وبالتعاضد لا يوجد شيء مستحيل وبالتعاضد تتمكن من تحقيق أي مشروع قصدته بدون مشقة على أي فرد وتتجلى منفعته لكل إنسان..).
وقبل هذه الكلمة نجد لصاحب التوقيع قصيدة في الصفحة الرابعة من العدد (80) الصادر يوم الثلاثاء 5 رجب 1352هـ الموافق 24 أكتوبر 1933م والقصيدة بعنوان (خطرة)
وفي العدد (83) ليوم الثلاثاء 26 رجب 1352هـ الموافق 14 نوفمبر 1933م قصيدة أخرى بعنوان (ذكرى).
لقد حرصت على معرفة من يكون (فتى عنيزة القصيم هذا) صحيح أن هناك من كتب مؤخراً في مجلة الإشعاع بالخبر لأعوام 77 1379هـ والرائد والقصيم وغيرها مثل محمد أبوسليم وعبدالله البراهيم الجلهم رحمه الله، ولكن (فتى عنيزة) الأول والمطلوب معرفته قبل ولادة المذكورين.
اتصلت بالمعنيين بمثل هذا الأمر كالدكتور منصور الحازمي بصفته قد تتبع جريدة صوت الحجاز وألف عنها ورصد كتابها وكذا الدكتور محمد الشامخ والأستاذ عبدالرحمن بن ابراهيم البطحي وإبراهيم بن عبدالله التركي وإبراهيم المصيريعي ومعالي الأستاذ عبدالله العلي النعيم الذي أشار إلى صالح الأحمد الذكير إذ كان وقتها بمكة المكرمة وكان موظفاً مرموقاً بالمالية وله كتابات معاصرة فاتصلت بابنه الدكتور مقبل بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة وبعثت له بخطاب ونصوص القصيدتين والمقال واستبعد أن يكون والده.
ومع ذلك ومع تتبعي لأعداد الجريدة وجدت له سلسلة مقالات بعنوان (عام في ربوع نجد.. وطني.. باريس القصيم) بدأت من العدد (402) في 12 رجب 1358هـ ولأكثر من ست حلقات.
وأخيراً كتبت لصاحبي المعالي الدكتورين عبدالعزيز الخويطر وأحمد محمد الضبيب ولم أصل إلى نتيجة فلعل من يقرأ هذا الموضوع ويعرف الاسم الصحيح (لفتى عنيزة) أن يدلني عليه مشكوراً لإضافته للكتاب في طبعته القادمة.
مع رجاء تزويدي بأسماء من سبق أن كتب باسم مستعار ولم تتضمنه الطبعة الأولى من الكتاب المذكور والذي سبق أن نشر في أعداد العام الماضي من المجلة العربية، والله الموفق.
**********
نصان من الذاكرة لفتى عنيزة
**********
خطرة
ويح نفسي من الهموم الشداد
واحتراقي من الهوى والسهاد
وزفرات لها لهيب يحاكي
ضرم النار في هشيم القتاد
كانت العين قبل ذا اليوم عونا
ترسل الدمع دائماً في اطراد
فإذا النفس أجهشت بزفير
همت العين صيباً كالغوادي
فبذا ينطفي الجوى وإذا لم
ينطفي كان فيه شبه انخماد
غير أن عيني أخي اعتراها
وصمة الهجر للغواني الحساد
فالغواني بوصلهن شحاحا
ودموعي ترى الهنا في البعاد
إيه يا صاحبي رويدا رويدا
(فابنة العم) عدتي وعتادي
و (ابنة العم) بلسم لفؤادي
و (ابنة العم) طارفي وتلادي
و (ابنة العم) لو رأيت سناها
قلت بدرا سما بتلك البلاد
و (ابنة العم) زهرة وشذاها
ينزل العصم من أعالي النجاد
هذه قصتي وهذا حديثي
في اقتضاب وفيه بعض انتقاد
لا تلمني بذا أخي ولكن
اصبرن فالحديث صعب القياد

مكة المكرمة
فتى عنيزة القصيم

ذكرى
حبذا وقفة بوادي الاراك
قرب ماء الغدير يوم لقاك
نتناغى بآية الغرام كأنا
طائرا ايكة بنغمة حاكي
يوم زهر الاقاح يفتر شوقاً
شاكه الثغر وانتشى بشذاك
يوم ورد الرياض حجلان يبدي
نحو خديك عذره ولقاك
يوم تلك الغصون تنآد شوقا
وهو ان تحكي انتقال خطاك
يوم بدر السما يشعشع نورا
فوق خديك سيمة بهواك
يوم للنرجس الجميل نضال
واصطراع بلحظك الفتاك
يوم تشدو النسيم والطير نشوى
والفضا مشرق بحسن بهاك
أنت شمس والبدر منك مضيء
مستمداً لدى انعكاس سناك
أنت (سر الحياة) إن كان سر
أنت (لغز) وحله (بلقاك)
مكة المكرمة
فتى عنيزة القصيم
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
مداخلات
الثالثة
مراجعات
مكاشفة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved