Culture Magazine Thursday  03/01/2013 G Issue 392
الثالثة
الخميس 21 ,صفر 1434   العدد  392
 
في منهج اللغة العربية للصف الأول المتوسط
بيت لأمير الشعراء يفسّر خطأً

 

الثقافية - عبد الله السمطي

ألتمس العذر - بداية - لوزارة التربية والتعليم، وفريقها المتخصص في عدم تمحيص معنى بيت شعري لأمير الشعراء أحمد شوقي قررته ضمن قصيدة في منهج اللغة العربية للصف الأول المتوسط.

فالبيت الشعري يحتاج لتأمل وفحص، ويحتاج لقارىء دارس عارف بـ: «مضايق الشعر» على حد تعبير صديقنا الباحث الأستاذ حسين بافقيه في أحدث كتبه، وخبير بالتأويل الشعري.

وعلى الرغم من أن كتاب: «لغتي الخالدة» المقرر على الصف الأول المتوسط - الفصل الدراسي الأول، كتاب الطالبة، للموسم الدراسي 1433-143هـ (2012-2013م) على الرغم من أن مؤلفيه ومراجعيه - كما جاء في الصفحة الأولى للكتاب - «فريق من المتخصصين» إلا أن هذا الفريق لم يستطع أن يتوصل لمعنى بيت شعري في قصيدة أحمد شوقي المعروفة بالهمزية التي يقول مطلعها:

ولد الهدى فالكائناتُ ضياءُ

وفمُ الزمان تبسمٌ.. وسناءُ

وقد اقتطع الفريق المتخصص من القصيدة الطويلة عشرة أبيات، تدرس للصف الأول المتوسط (ص 70) وعنونها بـ: «من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم» بدأها بالبيت:

يا من له الأخلاقُ ما تهوى العلا

منها وما يتعشّقُ الكبراءُ

واختتمها بالبيت الذي هو موضوع المقالة هنا وهو:

صلى عليك الله ما صحب الدجى

حادٍ، وحَنَّتْ بالفلا وجْناءُ

البيت الأخير هنا هو الذي وقعت به الإشكالية التي تتبدّى في معرفة المعنى، ففي صفحة (72) من الكتاب كتب الفريق المتخصص معاني الكلمات، واختار الكلمات الصعبة كعادة الكتب الدراسية، فاختار من القصيدة: «الكبراء، بسوى، الصبا، وجْناء، حنَتْ» وأعطى خيارين للطالب أو الطالبة ليختار مع المعلم المعنى الصحيح، وكتب في خيارات: «وجناء»: ناقة شديدة، أو «فرس سريعة» وطبعاً في اللغة: الوجناء هي الناقة الشديدة. وكتب الفريق المتخصص أمام حنّت: اشتاقتْ نفسها وتاقت، أو «رحمتْ» وكلا المعنيين غير صحيحين.

فقد توهم واضعو الكتاب أن «حنّتْ» هنا بمعنى اشتاقت، من الفعل:»حنّ، يحنّ» ومن المصدر:»الحنين» بمعنى الاشتياق والشوق، وهذا غير صحيح، أو توهموا أن معناها: «رحمت» وهذا غير صحيح أيضاً.

والصحيح أن أحمد شوقي في قوله: «وحنّتْ بالفلا وجْناءُ» يقصد معنى آخر غير ما توصل إليه الفريق المتخصص، فالفعل حنّتْ في البيت الشعري يشير إلى صوت الناقة التي «تحن» لفصيلها أو رضيعها، وأَصلُ الحَنِينِ - كما في لسان العرب - ترجيعُ الناقة صوْتَها إثْرَ ولدها.

وحين نقول: «حنين الناقة» لا يعني اشتياقها بل صوتها.

وحنَّت الناقة: أي أحدثت صوتاً وهي تمدّ عنقها شوقاً إلى ولدها.

وفي المعجم الوسيط: حنَّتِ الناقةُ: مدَّتْ صوتَها شوقاً إلى ولدها.. وحنَّت الرياح: صوَّتتْ صوتاً يشبه حنين الإبل.. وحنَّتِ القوسُ: صوَّتتْ عند الإنباض.. وحنَّ العودُ: صوَّت عند النقر.. وحنَّ الرجل: صوَّت طرباً أو توجّعاً.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة