قالت: أحبُّك قلتُ لكنَّ الذي

في ناظريْكِ يقول لا .. لا تكذبي

لغةُ العيون- بغير شكٍّ- منطقٌ

يُبدي الَّلعوبَ وصدْقَ من لم تلعب

فتنهَّدتْ .. لكن حسِّي صادقٌ

وابحث للحظك عن طبيبٍ [يعربي]

فأجبتها من يعربٍ - إن كان ما

تحكين حقا ضاع دربُ تَطبُّبِي

من أصبحوا يتناحرون لسلطةٍ

ويغيِّرون تمذْهباً لتحزُّب؟

من يهجمون ليهلكوا بعضاً وإنْ

هجم العدوُّ تخنفسوا كالأرنب؟

من هم إذا نادى مضامٌ منهمُ

يمسون أذنابَ العدوِّ المُرعب؟

من يعربٍ من مدَّةٍ تُكوى النُّهى

وبحالهمْ – أسفاً- لهم شاب [الصَّبي]

عَرَبٌ نعمْ لكنْ تلاشى مجدُهمْ

لمَّا اعتلى الذَّروات شأوُ تعَرُّب

عربٌ ولكنْ مالهم من ما مضى

إلاَّ حروفٌ ليتها لم تُكتَبِ

أسفي على مصرٍ تناحرُ عنوةً

وكأنَّها لم تنتفضْ عن مأْرب

ونرى السَّعيدة لم تقفْ معصومةً

برؤى جوارٍ تُبعِد الشرَّ [الغبي]

وعلى العراق طوارقٌ لم يُنْهِها

لبٌّ لغير وئامِها لم يذهب

أما دمشقٌ لم يخفْ طاغوتُها

ربَّأ كأنَّ نصرَ إلهِِنا لم يُوجَب

في كلِّ شعبٍ هاجسٌ يرنو إلى

تغييره بتحزُّبٍ متوثِّبِ

لكنَّه يسعى بغير هويَّة

معلومةٍ وبعزم غير مجرِّبِ

يبدو لنا التغيير طفلاً دونما

أُمٍّ ويسعى للمرام بلا أب

والمسلمون إذا دعاهم دينهمْ

يُضْنى مشمِّرُهمْ بردْعٍ مُكْربِ

يا ليت ذاك العهدَ يأتي منقذاً

بجحافلِ النُّور التي لم ترْهبِ

فنرى صوى الإسلام أعلى منزلاً

بقوىً معزَّزةٍ بربٍّ مُوهِب

ونرى ليعربَ عزَّةً وبيارقاً

للدِّين عاليةً بمن لم يُغلبِ

لصحائف التَّأريخ في ذكراهمُ

أسفٌ .. أتلك عزائمٌ لم تنجبِ؟

وتسحُّ عينُ الحرِّ فوق سطورها

حرَّى يقول: مدامعي لا تنضبي

إنْ لم يكنْ للعزم شأوٌ صارمٌ

مالي سوى دمعٍ يلطِّفُ مَلهبي.