Culture Magazine Thursday  07/03/2013 G Issue 399
الثالثة
الخميس 25 ,ربيع الثاني 1434   العدد  399
 
المزيني حول معرض الكتاب:
أنا لست في سباق ماراثوني وأبحث عن قارئ جاد

 

الجوف - محمد هليل الرويلي

أكد الروائي السعودي محمد المزيني أن «تالا» استغرقت كتابتها مدة تزيد عن أربع سنوات، لأنه حاول في هذه الرواية أن يختلف عما كتبته سابقاً من روايات من حيث الشخوص وعلاقتها ببعضها البعض وأحداثها، فتالا على الرغم من أنها الشخصية المحورية في النص تتقاطع معها شخصيات أخرى تقاربها في التكثيف قد تغيب تارة وتخرج تارة أخرى.. وقال «المزيني»: إن أحداث الرواية تدخل في حيز الواقع المتخيل، بمعنى أنها معقولة الحدوث ومع ذلك تثير الغرابة المغموسة بالاستنكار لسبب بسيط جداً هو أنها شخصية مختلفة على خلفية أنها من أب سعودي وأم فرنسية لذلك تتقصد دائماً الخروج عن المألوف في حياة الناس فهي تكاد تكون صادمة لكل من مرت بهم بما في ذلك القارئ الذي تحاول استثارته والإيقاع به أو توريطه بها عبر السبل بما في ذلك الشعر الذي تدعيه ولا تكتبه تساندها في ذلك أمها الفرنسية أميلي.

تقف تالا أمام المجتمع برؤية وفلسفة مناهضة لتقاليده وروحه، محدثة الكثير من السخط وكثير من الرضا أيضاً، فشكلها وتقاسيم وجهها الفرنسية تبعد عنها كل الشكوك المحيطة ببنات بلدها لذلك تتحرك بحرية وتقوم باقتراف تصرفات خادشة لحياء المجتمع، ومع ذلك لا تجابه بردود أفعال عنيفة.. وأضاف المزيني: تمر تالا زمنياً بأكثر من مرحلة تجعلها في النهاية محظية بتعاطف من حولها معها، فهذه الازدواجية في المشاعر تجاهها هو ما يميز هذه الشخصية المثيرة للجدل، لتنتهي الرواية بالشخصية الأولى التي تعرفت عليها وانقطعت عنها زمناً ليس بالقصير وهو همام لتوحد بينهما ظروف قدرية متشابهة لم يختاراها كما أن هناك شخصيات أخرى محفزة في الرواية أترك للقارئ حرية اكتشافها. وعن حظوظ «تالا» داخل حلبة المنافسة في معرض الكتاب لهذا العام قال المزيني: أنا لا أبحث عن منافسة ولا سباق ماراثوني أبداً إنما أبحث عن قارئ جاد يجيد التعامل مع النصوص بمتعة خاصة، هذا هو المهم في العملية الإبداعية وأن أضيف إلى المكتبة العربية نصاً يستحق وضعه بعناية على رفوفها.

كما أكد المزيني أن وسائل الاتصال الحديثة بما تحتويه من مواقع للتواصل الاجتماعي تقتطع حيزاً كبيراً من القراء والمتابعين للرواية، وهذا يحدث مع الباحثين من خلال الرواية عن اكتشاف الخبايا المغيبة داخل دهاليز المجتمع، أما القراء الذين يبحثون عن الأدب الجيد، وعالم يصنع لهم خيالاً مختلفاً، وفلسفة أو رؤية تكشف لهم مزيداً من معاني الحياة فهم الذين سيبحثون عن الرواية.. وتأسى المزيني على الإحصائية التي قام بها الصديق المبدع الأستاذ خالد اليوسف والتي كشفت انخفاضاً حاداً في نسبة الروايات الصادرة العام الفائت لأن ذلك مؤشر على تراجع إبداعي أو بالمعنى الصحيح كتابي، وقد لا يعني تراجعاً في نسبة القراء والمتابعين لها، فقد تقوم نوافذ الاتصال الاجتماعي الحديثة بعملية تسويق جيد للأعمال الجيدة، وبذلك نضمن وصولها إلى القراء بحيادية بعيداً عن مبالغات النقاد الأصدقاء أو دور النشر التي لا يهمها من العملية الإبداعية سوى التسويق.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة