Saturday 07/12/2013 Issue 420 السبت 3 ,صفر 1435 العدد

خَشْيَتِي وَاعْتِذَارِي

مَا خَشَيْتُ الجُهُودَ أَنْ تَتَدَاعَى

فأَرَى المُنْجَزَاتِ تَمْضِي ضَيَاعَا

لَنْ أَرَى هَذِه وَلا تِلْكَ أَخْشَى

لَا وَلَا أَرْتَضِي المَجَالَ صِرَاعَا

وَلِهَذَا إِذَا اعْتَذَرْتُ اعْذُرُونِي

حِيْنَ يَأْتِي بِه قَرَاري اقْتِنَاعَا

لَسْتُ أَرْضَى الحِوَارَ يُورِي اخْتِلافاً

لَا وَلَا أَقْبَلُ المَسَارَ دِفَاعَا

كَيْفَ أمضِي بِرؤْيَةٍ بِاتِّجَاهٍ

فَسَّرُوهَا تَحَفُّظاً وَانْدِفَاعَا ؟

فَدَعُونِي أُمَارِس الدَّورَ حُرّاً

لا أَدِيْباً يَلْوِي رُؤَاه انْصِيَاعَا

المَدَى وَاسِعٌ وَصَبْرِي جَمِيْلٌ

وَاحْتِمَالِي يَزِيْدُ صَبْرِي اتِّسَاعَا

وَاخْتِبَارِي يضِيْفُ فَوقَ اجْتِهَادِي

مَنْطِقاً وَاضِحاً وَفِكْراً مُشَاعَا

غَيْرَ أَنِّي إِذَا امْتُحِنْتُ بِرَأْيِي

وبِطَرْحِي لا أَسْتَكِيْنُ اتِّبَاعَا

هَدَفِي وَاضِحٌ وَأَسْعَى إلِيْه

مُخْلِصاً صَادقاً رُؤَىً وَطِبَاعَا

وَطَنِي فِيه وِجْهَتِي تَتَجَلَّى

مَا اتَّخَذْتُ المَسَارَ فِيْهَا اقْتِرَاعَا

حِيْنَ تَبْدُو المَصَالِحُ السُّودُ مَسْعَىً

سَوفَ تَلْقَى لَدَيَّ عَنْهَا امْتِنَاعَا

سَيَرَانِي أَصْحَابُهَا بِاتِّجَاهٍ

يَصْرِفُ الدَّرْبَ مُلْتَقَى وَاجْتِمَاعَا

وَإِذَا مَا انْتَهَتْ طَرِيقِي رَأَونِي

شَامِخاً قَامَةً وَأَطْوَلَ بَاعَا

لَسْتُ مِمَّنْ يَرَى الحَيَاةَ سِبَاقاً

دُونَ وَعْيٍ يَسْعَون فِيْه سِرَاعَا

قَدْ تَخَطَّوا مَبَادِئَ الحِقِّ فِيْهَا

قِيَمٌ شُوِّهَتْ فَكَيْفَ تُرَاعَى؟

حِيْنَ يُسْتَقْرَأُ المُثِيْرُ انْتِبَاهاً

يَتَبَدَّى تَوَجُّهاً وَانْتِفَاعَا

يَمْلأ الكَونَ عَتْمَةً وَضَجِيْجاً

فَأُعَانِي تَمَعُّناً وَاسْتِمَاعَا

لا تَلُمْ مَنْ إِذَا تَبَنَّى اتِّجِاهاً

وَسَعَى مخْلِصاً بِه ما اسْتَطَاعَا

إِنْ تَصَدَّى لِمَنْ تَعَدَّى فَأَبْدَى

مَوقِفاً صَادِماً لَه وَانْطِبَاعَا

مَنْهَجِي أَنَّنِي أُحَاسِبُ ذَاتِي

وَأَرَى مَوطِنِي أَحَقَّ ارْتِفَاعَا

فَأَصُدُّ الطُّمُوحَ عَنْهَا جنُوحاً

وَأَحُدُّ السِّيَاقَ مِنْهَا ابْتِدَاعَا

لا أَرَى الحَقَّ مَسْرَحاً للأَمَانِي

حِيْنَ تَبْدُو أَرْكَانُه تَتَدَاعَى

فَدَعُونِي إِنِّي إِذاً لا أُبَالِي

قِمَةً قَدْ شَغَلْتُ أَو كَانَ قَاعَا

- د. عبدالرحمن عبدالله الواصل