Culture Magazine Thursday  09/05/2013 G Issue 405
ترجمات
الخميس 29 ,جمادى الآخر 1434   العدد  405
 
مرتبات أساتذة الجامعات الأمريكية بين الحقيقة والخرافة
مسح علمي يكشف أن رواتب أساتذة الجامعات تنقص بينما تزيد رواتب رؤساء الجامعات

 

تقديم المترجم: هنا مقالة قصيرة لمحررة صحيفة التعليم العالي الأمريكية (ذا كرونيكل أوف هاير إديوكيشن) أودري وليامز جون وهي صحيفة أسبوعية متخصصة في أخبار الأكاديميا تصدر منذ عام 1966 .

المقالة: عندما سأل أحد الآباء نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن جونيور العام الماضي (2012) عن سبب استمرار ارتفاع تكلفة الدراسة الجامعية، أجاب بايدن بدون تردد ولا حصافة إن السبب هو ارتفاع رواتب الأساتذة.

«رواتب أساتذة الجامعات تزايدت بشكل عظيم» كما قال السيد بايدن في يناير 2012 خلال اجتماع عام في ولاية بنسلفانيا.

وأضاف «نعم، ينبغي أن تكون رواتبهم جيدة، ولكنها تزايدت بشكل هائل».

خطابية نائب الرئيس هنا هي جزء من جدل أوسع سمته الجهل عن أجور الأساتذة وإنتاجيتهم وهو الجدل الذي تحاول أن تعيد تعريفه وصياغته «الرابطة الأمريكية لأساتذة الجامعات».

وتسعى الرابطة لاستخدام نتائج تقريرها السنوي الأخير عن رواتب أعضاء هيئة التدريس لعام 2012 الذي يعتمد على مسح حقيقي لـ 1.251 كلية أمريكية لكي تنسف هذه الخرافة التي يرددها ببلادة وبدون دليل سياسيون وناشطون، وآخرون من الذين يجادلون بأن الأساتذة يكسبون الكثير بينما يعملون قليلاً جداً.

التقرير الذي حمل عنوان «انتعاش بطيء جداً» يقدم استنتاجاً حازماً وحاسماً، حيث يؤكّد: أجور الأساتذة ليست هي المشكلة (في ارتفاع تكلفة الدراسة الجامعية).

يثبت التقرير بالأرقام ركود راتب الدكتور المثبت أكاديميا Tenured (الدائم الذي يعمل بدوام كامل)، حيث يشير إلى أنه في المتوسط، ارتفع بنسبة 8.1 في المائة في العام الأكاديمي (2011-2012)، وهي زيادة بسيطة، بل تافهة ابتلعها معدل التضخم البالغ 3 في المائة، وبالتالي يكون راتب هذا الدكتور «عملياً» قد نقص بمعدل 2.1 في المائة خلال عام 2012 .

وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، وفقاً للتقرير، زادت الرسوم الدراسية بمعدل أسرع بكثير من زيادة رواتب أعضاء هيئة التدريس العاملين بدوام كامل.

التباين يبدو صارخاً في المؤسسات العامة، حيث زادت الرسوم الدراسية خلال العقد الماضي بنسبة 72 في المائة بعد حساب نسبة التضخم ويعود هذا في الغالب لانخفاض الدعم الحكومي.

خلال نفس ذلك الوقت، ارتفعت رواتب أساتذة الكليات في القطاع العام بعد أخذ التضخم في الاعتبار، أقل من 1 في المائة في مؤسسات الدكتوراه والبكالوريوس وانخفضت بنسبة أكثر من 5 في المائة في جامعات الماجستير.

ويؤكد التقرير أن الرسوم الدراسية قد ارتفعت أيضاً، في نفس الوقت الذي كانت تعتمد المؤسسات على هيئة تدريس غير متفرّغة بشكل متزايد وهي أجور أقل بكثير من الأساتذة المتفرغين وغالباً لا تأتي مع مميزات.

وفي الوقت نفسه - كما يشير تقرير الرابطة - كانت مرتبات رؤساء الجامعات محمية نسبياً من آثار خفض النفقات وتسريح الأساتذة في السنوات التي أعقبت ركود عام 2008 . الفجوة بين أجور الرؤساء والأساتذة تواصل الاتساع.

وبين عامي 2006 و2012 ارتفع متوسط الرواتب الرئاسية (أي رؤساء الجامعات) بنسبة 9.8 في المائة، بعد أخذ نسبة التضخم في الاعتبار، في حين أن متوسط رواتب الأساتذة الدائمين ارتفع بنسبة أقل من 2 في المائة فقط! وهكذا بينما يستمر الشجار في المفاوضات الجماعية بين نقابات الأساتذة الجامعيين والجامعات في عدة ولايات، أصبح البروفيسورات في كل مكان تقريبا يواجهون بمفردهم سخط الرأي العام الذي يعتقد أن رواتبهم مرتفعة بالنسبة لكمية العمل الذي يقومون به.

في الشهر الماضي نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالاً في صفحة الرأي تساءل كاتبه عمَّا إذا كان أساتذة الجامعات يعملون بما فيه الكفاية ليستحقو رواتبهم.

كتب ديفيد سي ليفي، المستشار السابق لجامعة نيو سكول والمدير السابق لمعرض كوركوران وكلية كوركوران للفنون والتصميم، أن أعضاء هيئة التدريس في مؤسسات التعليم «يستحقون رواتب بما يتناسب مع مؤهلاتهم التي اكتسبوها بشق الأنفس إذا كانو معلمين جيدين».

وأضاف «ولكن ينبغي لنا أن نعترض عندما يتسلّمون هذه المرتبات مقابل العمل لأقل من نصف الوقت بالنسبة لأقرانهم غير الأكاديميين».

ويشير ليفي إلى نقطة تم تجاهلها في النقاش حول كيفية كبح جماح ارتفاع تكاليف الدراسة الجامعية: وهي ضرورة «إصلاح سياسات التوظيف الجامعي التي عفا عليها الزمن والتي تدفع أكثر من اللازم لأساتذة مقابل جداول تدريس غير فعَّالة».

وتسعى «الرابطة الأمريكية لأساتذة الجامعات» لمواجهة هذا النوع من الجدل، عبر إثبات أن الأساتذة في الواقع يتقاضون أجوراً أقل من المستحق خاصة عندما يؤخذ في الحسبان «مؤهلاتهم» و«قيمة» عملهم.

أعضاء هيئة التدريس - يقول التقرير - هم من فئة أعلى 10 في المائة من الأميركيين من حيث مستويات التحصيل العلمي، ولكنهم ليسوا ضمن الـ 10 في المائة الأعلى من حيث الدخل في الولايات المتحدة.

أما بالنسبة للأساتذة العاملين بدوام جزئي (part-time) الذين تستخدمهم العديد من المؤسسات التعليمية لتدريس الجزء الأكبر من المناهج الجامعية، فإن الأجر هو أسوأ من ذلك بكثير.

ويخلص التقرير إلى أن «الكفاح مستمر».

نتائج مسح الرابطة الأمريكية لأساتذة الجامعات الكليات الذي شمل 1251 كلية عن مرتبات الأساتذة بدوام كامل.

Hamad.aleisa@gmail.com المغرب

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة