Saturday 09/11/2013 Issue 416 السبت 6 ,محرم 1435 العدد

الدكتور عبدالرحمن بن سليمان العثيمين الأستاذ (المساعد)

د. إبراهيم عبدالرحمن المطوع

أشكر القائمين على المهرجان ترشيحي للحديث عن د. عبدالرحمن العثيمين، ولم أكن أنا الأَجدر بالحديث عنه، بحكم تفاوت (الزمان) و(المكان) و(التخصص) بيننا، لكنني وافقت على المشاركة والحديث عنه، بعد أن سمعت وقرأت - ولا أزال - عن شخصيته الاستثنائية، وعلمه ومواقفه التي تُغري بالتعرف على تفاصيلها.

وضعت في العنوان كلمة [المساعد] بين قوسين، لأشير بها إلى معنيين لهما ارتباط بشخصية الدكتور عبدالرحمن، فأحد معاني كلمة:(مساعد) هي الرتبة العلمية المتعارف عليها في الأوساط الجامعية، حين يتعيّن الأستاذ الجامعي بعد حصوله على درجة الدكتوراه على درجة وظيفية تسمى (أستاذ مساعد)، ثم يأخذ الأستاذ الجامعي في الترقية منها إلى أستاذ مشارك ثم إلى أستاذ (بروفيسور).

فمن المفارقات أن الدكتور عبدالرحمن منذ حصوله على الدكتوراه عام1402هـ، ظلّ في هذه الدرجة العلمية، حتى تقاعده، فتعيّن (مساعدا)، وظلّ حتى تقاعده (مساعدا) - بحسب الرتب الجامعية - ولكنه استمرّ (مساعدا) - بحسب المعنى العام للمساعدة - لأعداد وفئات من طلاب جامعة أم القرى، ولأعداد أكبر وأكثر من أساتذة وطلاب الجامعات السعودية والعربية، وهو المعنى الثاني الذي كانت تشير إليه كلمة (مساعد).

فهو - في رأيي - إن كان قد حرم نفسه من الحصول على الدرجات العلمية التي يستحقها، فإنه لم يحرم عدداً وافراً من طلابه وتلاميذه منها، فقد ساندهم ووجّههم وأعطاهم عصارة تجاربه وخبراته العلمية، حتى نالوا الدرجات العلمية العالية التي حرم نفسه منها، فكان كالأب الحاني، الذي يحرم نفسه من متع الدنيا وجمالها، ليمنحه لأولاده مبتهجا مسرورا.

عاش في سلام داخلي مع نفسه، لم يأنف أو ينزعج من نعته بالأستاذ (المساعد) وهو ما قد يشعر به الأستاذ الجامعي الذي يحث الخطى للحصول على الترقية حتى لا يسبقه تلاميذه إليها، لأن العثيمين يرى أن ما يقدّمه، ويكتبه خارج التزامات الترقية، أكبر مما تمنحه إياه الترقيات.. فكان ولا يزال أستاذاً (مساعداً) لكل من قصده، وباذلا النصيحة والتوجيه، ولم ينل - بسبب قناعاته وأسلوب حياته، وبُعده عن الإعلام - الشهرةَ والانتشارَ بين الناس، لذا أشكر للمهرجان اهتمامه بهذه الشخصية، وهذا التكريم.

محطات حياته العلمية

1 - من الأدب إلى اللغة:

كانت له عناية خاصة بالشعر العربي القديم والحديث، وكانت له عناية - خاصة - بالشعراء غير المشاهير مثل: ابن الدمينة، وتوبة بن الحمير زوج ليلى الأخيلية، وأبو علي البصير، وله شخصيته ورؤيته الخاصة في الاختيار والقراءة دون تقليد أو مجاراة أو مداراة لأحد، ولا يخفي إعجابه ببعض الكتب الأدبية التراثية: من مثل كتاب: حماسة أبي تمام وشروحها، لايكاد يشذّ عن ذهنه شيء من قصائد الحماسة، ويعرف مكانها في الكتاب، ويحفظ للحماسة 100 شرح، ويمكن أن يعدّها من ذهنه، كما يرى أن كتاب معجم البلدان لياقوت الحموي، لا يساوي أي كتاب آخر، ويرى أن كتاب الأغاني موسوعة تاريخ وأدب ولغة، ويرى الفصل بين الكاتب وكتابه، (لا علاقة لنا بسنيّة المؤلف أو تشيّعه) كما قال الدارقطني: (لي صدقه وعليه بدعته)، وفي الأدب الحديث حفظ قصائد نزار قباني، وقصائد الجواهري، ورشيد الخوري، وهو معجب إعجابا خاصا بشعر المهجريين.

التحق بعد تخرجه من المعهد العلمي بكلية اللغة العربية بالرياض، ولم يجد فيها ما يُشبع نهمته، ويُروي عطشه، بل رآها موازيةً لما تلقّاه في المعهد العلمي، ورأى ـ مع الأيام ـ أنها لن تُضيف له شيئا ذا بال، فعلم أن الوقت قد حان للاعتماد على النفس في القراءة والمطالعة والبحث، فوجد في الرياض المكتبات التجارية والمكتبات العامة، فأخذ يتردّد عليها، متابعا للجديد من المؤلفات، فاستفاد منها أكثر مما استفاده من الكلية.

بعد التخرج تعيّن معلما في مدينة جدة، وحين فُتح باب القبول في جامعة أم القرى بمكة المكرمة لاستقطاب (معيدين)، تقدّم إلى لجنة المقابلة بكل ثقة، فليس لديه ما يخسره، فهو الآن في وظيفة معلّم وهو منسجم معها، ولكن لرغبته في البحث العلمي، أراد أن يختبر حظّه، فتقدّم راغبا التعيين في وظيفة معيد، في تخصص الشعر الجاهلي، وفي المقابلة طرح عليه عضو اللجنة سؤالا في النحو لم يتمكّن كل المتقدمين السابقين من الإجابة عنه، فأجاب عنه بكل ثقة ووضوح، فخرجت نتيجة المقابلة وكان هو الأول بفارق 30 درجة عن الثاني.. في تخصص (النحو)، ولم يكن هو التخصص المفضّل لديه، وكأنه يقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أجبتُ عن سؤال النحو الذي طرحه عليه عضو اللجنة، لأن رغبته الأولى كانت في الأدب الجاهلي، وليس في اللغة، فقرّر أن يدرس السنة التمهيدية في اللغة، ثم قد تتاح له فرصة التحويل إلى الدراسات الأدبية، وإن لم يتهيأ له ذلك عاد إلى التدريس.

سارت به السفينة كما تريد لا كما يريد رُبّانها، فعيّن معيدا في جامعة أم القرى، وأنجز رسالة الماجستير في عام 1397هـ، ثم رسالة الدكتوراه في عام 1402هـ، وظلّ أستاذا مساعدا في اللغة حتى تقاعده وعودته إلى مسقط رأسه في عام 1431هـ.

2 - من اللغة إلى الطبقات:

لم يكن أبو سليمان مُغرماً ومستغرقا في الاشتغال بالنحو، فهو يراه مع الاشتغال بالفقه لا يضيف الباحث فيهما جديداً، وهو المُحب للتفرّد والتميّز، ففي أثناء عمله في رسالة الماجستير، وحين بحث عن ترجمة العكبري (وهو حنبلي) لم يجد إلا القليل عنه، كما لم يجد إلا القليل من العناية بكتب تراجم الحنابلة عموما، الذي لم يُعن به فقهاء الحنابلة، كما عُنوا بالفقه والعقيدة، فتولّد لديه الاهتمام بتحقيق كتب طبقات الحنابلة، فحقّق ستة كتب في طبقات الحنابلة وهي:

1- الدر المنضد في ذكر أصحاب الإمام أحمد.

2- المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد.

3- الجوهر المنضد في طبقات متأخري أصحاب الإمام أحمد لابن عبد الهادي الإمام العلامة المحدث يوسف بن الحسن عبد الهادي.

4- غاية العجب في تتمة طبقات بن رجب لابن حميد النجدي.

5- طبقات الحنابلة لابن أبي علي، مجلدات ط الهيئة العليا للاحتفال بمرور مئة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية.

6- السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة، لابن حميد النجدي.

3 - من الطبقات إلى المخطوطات (جمعاً وتحقيقاً):

وهذه المحطة الثالثة والهامة في حياته العلمية، كان له مع المخطوطات شغف وهواية وعشق مبكر، وكانت البداية التي تكشف عن هذا الشغف: أنه في مرحلة البكالوريوس طلب منهم أحد الأساتذة - في مقرر البحث - البحث عن ديوان النابغة الجعدي المخطوط، ومقارنته بالديوان المجموع، ومن يعثر على بيت واحد زائد على الديوان المجموع فسيمنحه الدرجة كاملة، فبحثتُ عن الديوان المخطوط فوجدته في تركيا، فسافرت إلى هناك، واطلعت عليه فلم أجد فيه زيادة على المجموع.

فإذا سمع بأن لدى أحد علماً أو مخطوطاً، أو كتاباً جديداً سافر إليه والتقى به واطلع على ما لديه، وقام برحلات متعددة وراءها، ثم أتاحت له (جامعة أم القرى) كل السُبُل للجمع والاقتناء حتى غدت من أميز الجامعات السعودية في إحياء التراث.

أشاد به وبمكانته فيها أساتذة ومحقّقون، من أمثال: محمود شاكر، وحمد الجاسر: الذي كان يُدنيه ليجلس بجواره، قائلاً له: أن مَن يحضر عندي يستفيد مني، أما العثيمين فإنني أستفيد منه، ومحمود الطناحي، ومحمد عضيمة، فأصبح مرجعا لهم، فقد قال الطناحي لأحد طلابه، الذي كان يبحث عن مخطوط: إذا قال لك العثيمين إنه لايعرف المخطوط فلا تبحث عنه.. ووصفه د. محمد عضيمة بأنه (مباحث أو مخابرات) للمخطوطات.

وفي موقف آخر أرشد أبو سليمان الدكتور حسين نصار - وكان قد انتهى قريبا من تحقيق مخطوط - إلى نسخة مخطوطة من الكتاب لم يرجع إليها د. نصار، وهي محفوظة في مكتبة الكليات الأزهرية..

ولا يتردّد في إعلان الافتخار - من باب التحدث بنعمة الله - فيقول: أتحدى أحد أي شخص ينافسني في معرفة كل المخطوطات في (المعرفة الإسلامية) من نحو وتاريخ ولغة وتفسير وفقه..

منهجه في التحقيق: ليس له منهج مختلف عن غيره، سوى أنه يؤكد فقط على مبدئين:

1- الإخلاص في العمل، والتفاني في خدمة المخطوط وكأنه لأبيك أو جدّك.

2- ألا يكون أحد أعلم منك بالمخطوط في ظاهره أوفي باطنه، وفي كل صغيرة وكبيرة فيه.

نصائح وتوجيهات:

1- ينصح بالحصول على المخطوط بالطرق المشروعة ليبارك الله بالعمل، والإخلاص في التحقيق وكأن المخطوط لأبيك..

2- لم يجد عوائق أوعقبات في الحصول على المخطوطات من أي مكان، كما يزعم بعض المحققين، تظاهراً وادّعاءاً للجهود التي بذلها، فالحصول على المخطوطات سهل وميسّر، والأهم هو الشغف بالمخطوطات حباً لها وتعلقا بها وليس انتظارا لدرجة أو ترقية، ثم بعد الحصول عليه بذل الجهد في خدمته وإخراجه كما يتمنى المؤلف.

3- مناهج تحقيق كتب التراث وقواعده عربية المنشأ، ففي بعض كتب التراث في ما بين القرن 6و7 هـ يلتمس المتابع قواعد وأصولا لمراجعة وتصحيح ونسخ الكتب، وربما استفاد منها المستشرقون في العصر الحديث الذين عُنوا بتحقيق كتب التراث العربي.

4- على المحقق الاجتهادُ في التعرف على المؤلف الحقيقي للمخطوط المنسوب خطأ إلى غير مؤلفه، أو للمجهول المؤلف.

5- يرى أن الأهم للباحث هو استحضار (الهمّ العلمي) في المجال، وليس مجرد الاقتناء والجمع والاستحواذ كما يفعل البعض، ويحرم غيره من الاطلاع عليها والاشتغال بها، فهو يتتبّع ويجمع ليتيح المخطوطات للطلاب والباحثين، فالمخطوطات في رأسه ـ كما يقول ـ وليست في مكتبته أو خزائنه.

6- لا أنام إذا ذكر لي مخطوط لم أطلع عليه، وأسعى للحصول عليه بأي طريقة وبأي ثمن (قصة الطالب التركي)، ثم قال: (أي كتاب يدخل مكتبتي بطريقة غير مشروعة لن يكون فيه بركة).

7- يجد متعة في الاطلاع على مخطوطات المكتبات غير المفهرسة لأنه ـ كما يقول ـ يعثر فيها على نوادر المخطوطات، لأن الناس تتقاصر همتهم عن البحث فيها، أما المفهرسة فمن السهل على كل باحث التعرف على محتوياتها.. وذكر د. الصيني: في رواق المغاربة بالأزهر أقنع الحارس بأن يسمح له بالدخول ويغلق عليه الباب وجلس يتصفح المخطوطات ويجد أوراقاً متناثرة كان يجمعها مع بعضها ليكتشف في النهاية نسخة نادرة لكتاب لولا معرفته وحرصه وحدسه لبقيت أوراقاً متناثرة وضاعت ضمن ملايين الأوراق من تراثنا المفقود.

8- الاستغراق الكامل في العمل، فقد ذكر أنه جلس في مكتبته مرة مع المخطوطات، لم يشعر بنفسه إلا مع شروق الشمس، فقال: نعم وذلك بعد وصولي من الخارج ومعي مخطوطات مصورة.. فلم أستطع النوم، حيث جلست للتأكد من تصوير كل ما طلبت..

السخرية والفكاهة في شخصيته:

وهذه الروح العلمية الجادة، المستغرقة في البحث والاطلاع لم تخف جانباً هاما من جوانب شخصيته، وهو الجانب الفكاهي الساخر، والبساطة المتناهية، وقد ذكر الدكتور محمد الفاضل في مقالته عددا منها:

- قصته مع تلميذه في سوق الغنم في مكة.

- قصته مع الشاب المغربي، والشاب التركي.

- قصته مع الدكتور حسين نصار.

- أبوسليمان (الدِحْوِسّه) - كما يصف نفسه -.

- إطلاق الدكتور محمد عظيمة لقب (المخبر والمباحث).

- قصة الخروف النعيمي في المرتبة الخلفية لسيارته المرسيدس.

- قصته مع الدكتور أحمد النفاخ في سوريا.

- قصته مع العراقي محمد رضا الشبيبي ومناقشته إياه قبل وفاته بأيام.

- قصته مع مستشار الرئيس الموريتاني.

عبدالرحمن العثيمين في ذاكرة الآخرين:

وفي نهاية المشاركة..أود الإشارة إلى ثلاثة مقالات كُتبت في العام الماضي 1433هـ، فوجدتها مقالات تصور مشاعر وانطباعات كتابها الذين كتبوها (ابتداءً)، وليست (استكتابا)، وهنا تكون (المقالة) الكتابة قطعة من مخزون الوجدان والشعور دافعها الصدق الوجداني، والشعور النفسي.

1- عثمان الصيني:

فقد نشر مقالة في جريدة الشرق بتاريخ 12-2-2012م، افتتحها بقوله ((في الحياة شخصيات مدهشة واستثنائية ومتفردة لا تشبه أحدا ولا يمكن مقارنتها بأحد، وأبو سليمان الدكتور عبدالرحمن العثيمين أحد هذه الشخصيات التي تدهش من يقابلها في أي مكان وزمان، وإذا كان هناك حديث المخطوطات والتحقيق وطبقات الحنابلة وخلا من اسم أبي سليمان فإن ذلك يعني أن هناك نقصا في المعلومات، فليست هناك خزانة مخطوطات أو دار كتب لم يقلب محتوياتها أو يكتشف كنوزها، وعندما يسأله زميل أو طالب علم عن شخصية أو مخطوطة يتدفق على الفور من ذاكرته المبهرة ويتحدث دون تفكير عن الشخصية وأماكن وجود النسخ المخطوطة من كتبه ويكون قد اطلع على معظمها وما حقق منها وما طبع....).

2 - أما الأستاذ حمد القاضي:

فقد كتب مقالة في جريدة الجزيرة بتاريخ 25-5-1433هـ، لم أقرأ له - وهو الكاتب الإنساني الوديع المتزن - مقالاً بمثل هذه المرارة والألم والانفعال، كشف في المقالة عن مخاطبته لمدير جامعة أم القرى، للمبادرة في تكريم الجامعة للدكتور العثيمين بعد تقاعده ((لم أتوقع وأنا أدعو مدير جامعة أم القرى إلى تقديم لمسة وفاء بحق عالم جليل ومحقق كبير وأحد أبناء الجامعة التي أعطاها ربيع عمره وغزير عمله ونضارة عينيه حتى تركها بسبب المرض، ذلكم هو العالم المحقق أ.د. عبدالرحمن بن سليمان العثيمين الذي ضن عليه مدير الجامعة بلمسة تكريم تقيمه الكلية أو القسم الذي قضى فيه هذا العالم عمره، ربما أن معاليه كان لازال طالباً على مقاعد الدراسة عندما كان هذا العالم عضو هيئة تدريس بالجامعة، لقد آلمني هذا الجحود عندما وجه أخونا مدير الجامعة بحفظ الخطاب الذي دعوت فيه إلى تكريم هذا العالم ليته اعتذر بأي عذر! أما أن يكفن «الوفاء» بمداد الحفظ البارد، فهذا بأبسط معايير الوفاء غير مقبول أو مستساغ، وأنشر أبرز ما في هذا الخطاب الذي وجهته إلى مدير الجامعة الذي توقعت أن معاليه سيفرح به ويبادر إلى التكريم ولكن!...))

3 - د. محمد خالد الفاضل:

فقد استثارت مقالة حمد القاضي شجونه، وحرّكت الكامن من المشاعر والذكريات التي تحمل عددا من المواقف مع أبي سليمان، حيث صحبه في عدد من الرحلات إلى القاهرة وتركيا والكويت والشارقة، ورأى مكانته وقدره عند العلماء والأساتذة الذين التقاهم.. وأشار إلى مكاتبته مدير جامعة أم القرى قبل نحو 20 عاماً لتكريم أبي سليمان، فيقول:

((وقد ذكرني أبو بدر بخطاب بعثته قبل قرابة 20 سنة لمعالي مدير الجامعة وقتها حول الدكتور عبدالرحمن العثيمين – أيضاً – ولم أخبر أبا سليمان عن هذا الخطاب وأطلعه عليه إلا بعد سنين، وسأفصل الحديث عن مضمون خطابي هذا إن سمح حيّز المقال , مع أن خطابي تم حفظه وتجاهله وعدم الاستجابة لما ورد فيه, ويحمد لأبي بدر القاضي أنه حرّك بعض محبي أبي سليمان العثيمين في تويتر, فنفحوه بعدد من التغريدات الجميلة التي تنبض بالحب والوفاء, وقد تساءل بعض المتابعين عن أبي سليمان ومن يكون؟ كي يحظى بهذا الاهتمام والحب, ونظراً لصلتي به منذ ثلث قرن تقريباً إلى اليوم وقربي منه أحببت أن أكتب عنه من الذاكرة – دون أن أخبره – نبذة موجزة لتعريف القراء به))..

وأخيراً.. أرجو أن تكون هذه المشاركة محفزا لطلابه وزملائه ومعارفه لتسجيل وكتابة الكثير من المواقف والأعمال والجهود التي قام بها، وكما قال د. الصيني: إذا كان هناك حديث المخطوطات والتحقيق وطبقات الحنابلة وخلا من اسم أبي سليمان فإن ذلك يعني أن هناك نقصا في المعلومات..

هنيئاً لأبي سليمان بما قدّم، وهنيئا له بهذه السمعة والسيرة العلمية العطرة، أسأله الله أن يمتعه بالصحة والعافية، وأن يمدّ بعمره على الطاعة، ويرزقه سعادة الدارين.

* بمناسبة تكريمه في مهرجان عنيزة الثقافي الرابع، الثلاثاء 24 ذو الحجة 1434هـ (الموافق 29 أكتوبر 2013 م).

- جامعة القصيم