Culture Magazine Thursday  14/02/2013 G Issue 396
الملف
الخميس 4 ,ربيع الثاني 1434   العدد  396
 
المبادرات الثقافية لتكريم الأدباء.. تكريم الفيصل أنموذجاً
د. محمد بن عبدالله الشويعر

 

سعدت كثيراً عندما أبلغني الزملاء عزم المجلة الثقافية تخصيص أحد أعدادها عن الأستاذ الدكتور عبدالعزيز الفيصل الأديب والنسابة والمؤرخ المتمكن،الذي وهب نفسه لخدمة التراث والبحث فيه.

ما نواكبه اليوم من حراك ثقافي حي ومتميز، متمثلاً في المبادرات الخلاقة من قبل المؤسسات الصحفية والأكاديمية والثقافية والأدبية بمختلف توجهاتها،شاهد معاصر على أمرين: الأول حجم الوعي الفكري لدى من يشرفون على هذه الجهات،والثاني: ما تزخر به مؤسساتنا الأكاديمية من نماذج مضيئة وهبت نفسها للحياة العلمية والأكاديمية والبحثية بكل تفاصيلها.

هذا التوجه الجميل الذي انتهجته هذه الجهات جدير بالدراسة والتحليل ولذا فهي دعوة للباحثين بالمؤسسات الاكاديمية في المجال الاجتماعي لدراسة هذه الظاهرة الرائعة وكشف انعكاساتها على المجتمع وعلى المؤسسات الكبرى.

وفي هذه المشاركة المقتضبة سأتحدث عن شخصية فريدة شهدت تكريمها في محافل عدة، آخرها الحفل الذي تبنته الجمعية السعودية للدراسات الأثرية بجامعة الملك سعود والنادي الأدبي بالرياض مؤخراً، ولكنني في هذا المقال سأتحدث عن ليلة جميلة علقت تفاصيلها في ذاكرتي عندما تشرفت بدعوة كريمة من الزميل الدكتور: محمد المشوح لحضور ثلوثيته، حيث كانت تلك الليلة مخصصة لتكريم قامة فكرية ورمزاً من رموز الفكر والأدب في وطننا الغالي ألا وهو: الأستاذ الدكتور: عبدالعزيز بن محمد الفيصل.

وقد استمتعنا على مدار ساعتين بسماع ضيف الأمسية، حيث تحدث عن ماضيه الذي امتد قرابة الخمسين عاماً، وعن إنتاجه الأدبي الغزير، ومشاركاته الصحفية وعمله في الجامعة.

ومن ثم انتقل الحديث إلى بعض زملائه ومن ثم إلى بعض تلامذته الذين تتلمذوا على يديه، وقد أجمعوا بأنه يتميز بدماثة الخلق، وحسن السريرة، وحبه للعلم.

كما يتميز الدكتور الفيصل بعدم حبه للظهور الإعلامي وحضور المناسبات الرسمية، مما ساعده ذلك للتفرغ للبحث الأدبي، فحقق وألف العشرات من الكتب ذات القيمة الأدبية العالية منها: موسوعة شعر القبائل العربية، وشعراء بني عقَيل، وشعراء بني عبس، وشعراء المعلقات العشر وغيرها من الكتب التي تعنى بالأدب الجاهلي القديم.

وقد عُرف عن الدكتور الفيصل حبه للرحلات واستكشاف الأماكن الأثرية التي لها علاقة بالقبائل القديمة، حيث أن له باعا طويلاً في ذلك، كما أن لديه ذكريات جميلة في هذه المجال من حيث الصعاب التي واجهته في رحلاته أو المواقف التي تعرض لها أثناء رحلاته، وهذه التجربة الجميلة نتمنى أن تظهر لنا في كتاب لنستفيد منها جميعاً وخاصة الجيل الجديد ليتعرف عن قرب على الدكتور الفيصل ليستفيدوا من علمه وأدبه.

كما نتمنى أن نرى الدكتور الفيصل من ضمن المكرمين على مستوى الدولة في مهرجان الجنادرية لأنه يُعد رمزاً من رموز الأدب والفكر في وطننا الغالي، ولاشك أن هذا التكريم يحسب لصالح هذه الصالونات الثقافية والتي أقدمت على خطواتٍ مهمة باستضافة الشخصيات وتكريمهم وتعريف المجتمع بأعمالهم وهو ما تعجز عنه بعض الجهات الرسمية الأخرى وبعض الأندية الأدبية التي قد تقيم حفلات التكريم على استحياء أو حتى بعد وفاة المبدعين، فلا أجمل من أن يُكرم المبدع بين أصدقائه وأحبابه.. ويشعر بوفاء مجتمعه وتقديره لكافة فئات المبدعين كلٌ في مجاله.

آملين أن تستمر هذه المبادرات الطيبة وأن تحتذي الجهات الأخرى بخطوات الصالونات الثقافية وأن يشمل تكريم المتميزين مثل الدكتور الفيصل وغيره لتكون دافعاً للشباب كي يتميزوا على كافة الأصعدة.

مدير عام الدراسات والبحوث بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني - Mshuwaier@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 9053 ثم إلى الكود 82244

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة