Culture Magazine Saturday  14/09/2013 G Issue 411
عدد خاص
السبت 8 ,ذو القعدة 1434   العدد  411
 
إنسان ووزير مثقف..
د. هاشم عبدالغفار

 

عندما اختار جلالة الملك فيصل -رحمه الله- الشيخ جميل الحجيلان وزيراً للصحة.. حضر للوزارة وقابل جميع رؤساء الإدارات فرداً فرداً وسمع ما لديهم، ثم اجتمع بجميع المسؤولين الذين قابلهم مع وكيل الوزارة من المديرين العموميين وبين طريقته في العمل.

فطلب الاختصار في الكتابة والرفع من مدير عام إلى وكيل ومن وكيل للوزير، ورأى أن أي موضوع يتم اجتماع لأجله بحضور الجهة المختصة كإدارة الموظفين أو المالية أو التموين الطبي أو الطب العلاجي أو الوقائي، ويطرح الموضوع للجنة وفي أثناء الاجتماع يعمل محضراً ويطبع ويوزع للاعتماد وبالذات للجهة المختصة لتنفيذه وصورة للحاضرين للمتابعة.

ومن طبعه كان يريد الوقوف على جميع المستشفيات والمراكز الصحية بالمملكة، فقام بجولة لتغطية جميع أنحاء المملكة شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً بعضها بالسيارات وبعضها الآخر بالطائرة، وفي كل موقع يقف عليه يتم تدوين ما يحتاجه.. وعند العودة للوزارة ينظر في كل ما كتب ويناقشه مع المسؤولين وإرسال ما هو مطلوب للمنطقة، ويتابع بنفسه إرسال صور الطلبات إلى الجهة المعنية. وكان شديداً مع إنسانية هادئة، فعندما علم أن أحد الموظفين بالوزارة شريك في شركة تورد لوازم للوزارة استدعاه وقال له: لقد علمت ذلك وأمامك خياران ترك الشركة أو الاستقالة. فاستقال الموظف دون عمل إشارة أو تشهير بالموظفين.

ومن عادته عندما يزور أي مستشفى أو مركز صحي ويلاحظ قصوراً في أي ناحية يدون ذلك، وعند عودته للوزارة يكتب لمدير المنطقة عمَّا لاحظه ويعطي صوراً لكل المديريات بتجنب ذلك في منطقتهم.

وأذكر أنه كان كريماً مع جميع الموظفين، فيقول لي في حالة انتدابه موظفاً لمهمة: أعطه أياماً كافية لا تضيِّق عليه لكي يأتيك بنتيجة كاملة.

وعندما ترفع الوزارة الميزانية لوزارة المالية ويجد أن بعض ما طلب لم يتحقق يكتب مباشرة للملك فيصل -رحمه الله- شارحاً حاجة الوزارة إلى ما طلبه ويأتيه الرد من جلالته -رحمه الله- بالموافقة على طلبه ويعمد المالية.

ومن ملاحظاتي على أعمال الوزارة كان يكره عملية ترميم المستشفيات القديمة، ويقول هذه مسكنات، المطلوب بناء مستشفيات جديدة وحديثة.

والحقيقة أنه له إصلاحات كثيرة في الوزارة من ناحية ضبط مواعيد الموظفين، وطريقة العمل في المستشفيات، وحث العاملين فيها بمعاملة المرضى معاملة حسنة، ومراعاة ظروف المرضى عندما يأتون حاملين أطفالهم في أيديهم أو مع عائلتهم فلا بد من تحقيق حلمهم وتلبية طلبهم.

وهناك أمور أخرى كثيرة لا أتذكرها الآن بطول المدة من عملي في الوزارة واليوم. هذا، داعياً له بطول العمر مع الصحة التامة والهناء الدائم ليسعدنا من وقت لآخر بمقالات تاريخية مصيرية أقرؤها لمعاليه في الشرق الأوسط.

وكيل وزارة الصحة سابقاً

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة