Culture Magazine Saturday  14/09/2013 G Issue 411
عدد خاص
السبت 8 ,ذو القعدة 1434   العدد  411
 
قاد الدفة الإعلامية وسط أمواج متلاطمة
الشريف محمد أحمد العربي

 

يسرني أن أبعث لمحات متواضعة عن معالي الشيخ جميل الحجيلان راجياً أن أكون قد أدليت بدلوي في ما يحضرني عن معاليه تحية لأولئك النفر من أبناء الجزيرة الرواد.

منذ أن عرفت هذه الشخصية الفذة في بداية الثمانينات الهجرية تقريباً وقد تسلم قمة عالية في الهرم وزيراً للإعلام وكان زميلا الدراسة إبراهيم القدهي مديراً لمكتبه ويوسف دمنهوري- رحمه الله- مديراً لتلفزيون الرياض وبنفس الوقت الزميل الأكبر سناً وعلماً الأستاذ والإعلامي الكبير عباس فائق غزاوي أبو عصام أو كما كنا نسميه بابا عباس مديراً عاماً للإذاعة والتلفزيون وله حضور اجتماعي كبير وعلاقات متميزة، وقد أتاحت لي زمالتي لهم الإلمام ببعض جوانب شخصية الشيخ جميل الحجيلان من طموح الشباب ومسحة من حكمة الشيوخ، جاداً منظماً ذو فكر تقدمي رائداً قاد الدفة الإعلامية في بحار هوجاء وسط أمواج متلاطمة من التيارات العاصفة والمشحونة بالأعاصير والعواصف بكل حنكة ومهارة الربان القدير وتمكن من إمساك العصا من الوسط للسير بين خضم تلك الأحداث والمداخلات في معظم العلاقات المحلية والدولية المعروفة آنذاك لكل من عاصرها بما يؤمن أكبر قدر ممكن من الفوائد ضماناً لسلامة التوجه وصيانة للمصالح العليا للوطن العربي الكبير الذي كادت أن تعصف به وبأهدافه تلك الأعاصير المناوئة، وفي ظني أنه تمكن من تقديم الكثير للوطن، نبراسه نشاط شباب لا يعرف الوهن ووفاء وإخلاص غير محدودين وما رافق ذلك في بقية أوجه الإعلام الأمر المعروف لكل من عاش تلك الفترة، وإن كنت أحسبه كذلك فإني لا أزكيه على الله، فقد كان عند حسن ظن الجميع قيادة ومواطنين وستبقى له هذه الذكرى العطرة بإذن الله.

إن ما سبق ذكره أن هذه الشخصية الفذة مما حضر ذاكرتي الهرمة لا أبتغي بذلك تزلفا فهو ليس بحاجة للمديح أو الإطراء إلا أن ذلك واجبنا نحو تكريم أمثاله وكان جل ما ذكرته مبنياً على معرفة شخصية ونظرية شفوية من بعض الزملاء كما أسلفت وعدة لقاءات في مناسبات رسمية واجتماعية حيث لم يتسنى لي العمل معه مباشرة إذ كنت أعمل في مجال الأمن العام والشرطة بوزارة الداخلية إلا أن تلك اللقاءات على قلتها عكست للجميع في إطار شيق تلك الصورة البهية للشباب الأنيق النضر الطموح.

ثم بعد أن قام بواجبه في حقل الإعلام تسلم لفترة وزارة الصحة وزيرا ترك فيها أثراً لا ينكر قد يكون غيري ممن عاصره أقدر مني على إعطاء صورة شاملة عنها بالرغم مما عرف عما قدمه لهذا المرفق الهام وبعد تركه العمل الوزاري قام بخدمات جليلة في السلك الدبلوماسي خلال رئاسته للبعثة الدبلوماسية سفيراً لبلاده في فرنسا، وما كانت تطلعنا عليه الصحف والأخبار عن نشاطه الدائب لإعطاء صورة مشرفة لبلاده وأمته مما متن العلاقات بين البلدين في نشاط دبلوماسي متميز وقد تكون هناك محطات وخدمات قدمها لبلاده وأمته في مجالات أخرى لم يتح لي الاطلاع عليها والإلمام بها ولعل بعض الإخوة من أقاربه يلقى الضوء عليها كالصديق والمحامي الكبير صلاح حجيلان، ومن واجبنا نحو هؤلاء الرواد الكبار (مع حفظ الألقاب) السيد أحمد شطا ود، عبدالعزيز الخويطر، ود. حامد هرساني وعبدالرحمن أبا الخيل وأحمد زكي يماني وإبراهيم العنقري وأحمد صلاح جمجوم والشيخ حسن آل الشيخ والسيد عبدالله الدباغ وحسن مشاري ومحمد عمر توفيق وناصر المنقور ود. محمد عبده يماني وعبدالوهاب عبدالواسع ومحمد أبا الخيل ممن تسنموا مناصب وزارية مختلفة وغيرهم كثر قد لا يمسح المجال لذكرهم هم أعلام رواد في شتى المجالات ومعذرة إن خانتني الذاكرة في بعض ما ذكر لكنه واجب الوفاء لذكرى الأبناء البررة لهذا الوطن المعطاء ومن حقهم علينا تذكر ما قاموا من خدمات للوطن والمواطنين عرفاناً وتقديراً لما بذلوه وليتخذ منهم قدوة وأسوة حسنة شبابنا في سبيل رفعة وتقدم هذا الوطن العريق وطن الأمجاد.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة