Culture Magazine Saturday  14/09/2013 G Issue 411
عدد خاص
السبت 8 ,ذو القعدة 1434   العدد  411
 
جميل الحجيلان.. متى ننصفه؟!
بقلم- خالد المالك

 

الحديث عن سيرة ومسيرة معالي الأستاذ جميل الحجيلان لا يكفيه ملف كهذا، ولا الكتاب الذي تنوي صحيفة الجزيرة إصداره قريباً لتوثيق بعض ما يمكن أن يقال عن الرجل، فهذا العَلَم والمعلم -وإن توارى عن الأنظار- منذ بعض الوقت، فهو - كما يقال- الحاضر الغائب، بما قدمه على امتداد تاريخه في الوظيفة، وقبلها في مراحل التعليم، وخلالهما وبينهما وبعدهما حين تم بروز مظاهر النبوغ والنجاح والإبداع والتميز والإخلاص والجدية والمواهب والتواضع والخلق في شخصية أبي عماد.

***

غير أن ما لا يُدرك كُله لا يُترك جُله، وهكذا تعامل الزملاء في القسم الثقافي بصحيفة الجزيرة مع هذه السيرة الغنية بالتنوع والثراء في المجالات الثقافية والإبداعية والقانونية والاقتصادية والدبلوماسية والإدارية، فرصدوا ووثقوا بعض ما أسعفهم به الوقت عن حياة جميل الحجيلان، مستشهدين ببعض الآراء ووجهات النظر بمن كانوا على مسافة قريبة من الأستاذ جميل ممن زاملوه في الوظيفة أو الدراسة أو قرؤوا له بعض أفكاره في مختلف ميادين المعرفة.

***

وبالتأكيد فإن جميل الحجيلان الذي كان من أوائل السعوديين الذين تخصصوا بالقانون في فترة زمنية كان مثل هذا التخصص لا يلقى القبول وتضيق أمامه فرص التوظيف، هو جميل الذي بدأ العمل في وزارة الخارجية ضمن أوائل من اقتحم ميادين السياسة والدبلوماسية من السعوديين، لكن الحجيلان لم تتوقف طموحاته عند وظيفة صغيرة في وزارة الخارجية، بينما كانت نجاحاته وتميزه وتفوقه في عين الرقيب المسؤول، فإذا به يستلم لأول مرة حقيبة وزارية وأعني بها وزارة الاعلام، وبعد ذلك وزارة الصحة، ثم سفيراً في عدد من الدول بينها فرنسا والكويت، وأخيراً وقبل تقاعده أميناً عاماً لمجلس التعاون لدول الخليج العربي.

***

في وزارة الاعلام وخلال فترة عمله وزيراً لها انطلق البث التلفزيوني لأول مرة بالمملكة، وتحولت الصحف من ملكية فردية إلى مؤسسات صحفية بنظام لا تزال هذه المؤسسات تدار معتمدة على مواده وبنوده على رغم ادخال تعديلات شكلية عليه، وغير هذا فقد تطورت الوزارة التي كانت - وإلى ما قبل تسلمه حقيبتها - مديرية تضم جهازاً متواضعاً، فإذا بها تتوسع في الاختصاصات وتستقطب الكثير من الكفاءات البشرية، ويمتد اهتمامها إلى الإذاعة والاعلام الداخلي والخارجي وغير ذلك كثير قبل أن يتم تشكيل مجلس الوزراء من جديد وتعطى له حقيبة وزارة الصحة.

***

لكن جميل الحجيلان لم يقتصر تميزه فيما أسند إليه من مسؤوليات وظيفية، ولم تكن قدراته محصورة في اطار النجاحات الكبيرة التي حققها سفيراً أو أميناً لمجلس التعاون أو وزيراً في وزارتين، بل إن الوجه الآخر من هذا التميز كان في الجانب الثقافي، فهو كاتب مثير بأسلوبه السلس وعباراته الأنيقة ومفرداته الجذابة، مثلما أنه يتميز بانتقاء الموضوعات التي يكتب عنها في مختلف حقول المعرفة، حيث هناك من يتابعها ويعلق عليها، وإن عيب عليه أنه كاتب مقل على رغم امتلاكه أدوات الكتابة، مع تنوع خبراته، بما يساعده على توظيفها في اقناع قارئه بسلامة وجهات نظره في أي موضوع يتطرق إليه.

***

بل إن من يقرأ موضوعاً نثرياً جميلاً لجميل الحجيلان، لن يكون على خطأ فيما لو اعتقد أن هذا الكاتب يملك أيضاً موهبة الشاعر، فهو يكتب بلغة الشعراء ويستخدم أدواتهم، ولهذا فإن من يعتقد أن جميل الحجيلان شاعراً، أو أنه يقول شعراً ربما يكون على حق، بل ولن يكون في هذا الاستنتاج على خطأ، حتى وإن لم يكن الشعر ضمن اهتمامه وتميزه، لأسباب لا يمكن لغير (جميل) أن يعرف عنها بالتفاصيل التي تهم من له رغبة أو توجه نحو القيام بدراسة علمية لهذه الشخصية الغنية بالتجارب والخبرات والمواهب.

***

لا أريد أن أفسد عليكم المتعة في قراءة ما كتب عن الأستاذ جميل الحجيلان في هذا الملف، ولهذا أكتفي بهذا التقديم المختصر، بأمل أن تجدوا في هذا الملف ولو بعض ما تودون أن تعرفوه وتتعرفوا عليه عن جميل الحجيلان، مع تقديري لمدير تحرير صحيفة الجزيرة للشؤون الثقافية الدكتور إبراهيم التركي وزملائه على هذا الجهد الطيب من العمل المدروس الذي يصب في خدمة الثقافة بإنصاف أحد رجالاتها وروادها ضمن الاهتمام المتواصل في توثيق مسيرة المثقفين المبدعين.

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 2 ثم إلى الكود 82244

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة