Culture Magazine Thursday  21/02/2013 G Issue 397
الملف
الخميس 11 ,ربيع الثاني 1434   العدد  397
 
العبودي في حوار خاص:
كثُرَ المثقفون وقلّ القارئون

 

أجاب معالي الشيخ محمد العبودي عن بعض الأسئلة التي تتردد في أذهان محبيه ومنها:

***

* معالي الشيخ هل لكم أن تحدثونا عن مولدكم ونشأتكم؟

ـ ولدت في مدينة بريدة في آخر شهر ربيع الثاني أو أول شهر جمادى الأولى- الشك من الهلال- هكذا قال خالي إبراهيم بن موسى العضيب وهو طالب علم حافظ لكتاب الله تعالى رحمه الله، وذلك في سنة 1345هـ.

ونشأت في مدينة بريدة بين أبوين كريمين ولله الحمد.

وكنت أكبر إخواني الأشقاء.

أما زوجة والدي التي تزوجها قبل أمي بمدة طويلة وهي طرفة بنت إبراهيم العبودي فإنه لم يعيش لها منها إلا ابنتان هما أختاي لأب.

* هل هناك شخصيات كان لها تأثير عليكم وخصوصاً في تشجيعكم على القراءة والتدوين؟

ـ نعم من أهمها في الصغر والدي رحمه الله فقد ذكر لنا أكثر من مرة أنه كان يتمنى أن يكون طالب علم ولكنه لم يستطع أن يلتحق بمدرسة إلا في كتاب صغير قضى فيه فترة قصيرة ثم أخذه معه والده- جدي عبدالرحمن بن عبدالكريم العبودي- وكان صاحب أسفار إلى العراق والشام فأخذه معه وهو صغير ليتعلم السفر فكان يتركه عند أصدقاء له من أهل البادية من آل حسين من شمر ومن ثم يذهب- أي الوالد- وحده للعراق أو للشام ثم إذا انتهى من ذلك كله مر عليه وأخذه راجعاً إلى بريدة، وذلك أنه ليس له ابن غيره، فكان أبي هو وحيد أبويه، وإنما كان له ثلاث بنات.

ثم لما كبرت شجعني المطاوعة الذين قرأت عليهم في صغري حتى جاء شيخنا العلامة الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد- رحمه الله- إلى بريدة مدرساً أول الأمر ثم قاضياً ومدرساً، فكان التشجيع الرئيسي لي على طلب العلم منه بالقول والعمل، فقد كان يطلعني على مكتبته الخاصة في بيته في بريدة يشجعني على التعلم، ويتفقدني إذا لم أحضر الدرس فجزاه الله عني خيراً.

* هل تتذكرون أول كتاب قرأتموه؟

ـ نعم أول كتاب قرأته عنوانه (جواهر الأدب في إنشاء وأدبيات لغة العرب) للسيد أحمد الهاشمي.

كان ذلك في عام 1355هـ وكنت تلميذاً في مدرسة الشيخ محمد بن صالح الوهيبي، وكان عمري عشر سنين، فكان يحضر معه هذا الكتاب وينتقي منه موضوعات يمليها علينا ويفسر ما فيها- فطلبت منه أن يعيرني إياه، فقال: ما عندنا غيره وكان يوم الخميس آنذاك يوم دراسة ولا تعطل المدرسة إلاَّ يوم الجمعة، فقلت: آخذه يوم الخميس وأعيده يوم السبت وهكذا كان.

فقد قرأته وعملت تقليداً له في كتاب طفولي جعلت عنوانه من عندي: (أنيس الجليس فيما تزول بذكره الهواجيس) وهو من عبث الطفولة المضحك لي.

* لديكم مكتبة متميزة كيف بدأتم بجمعها وما أبرز ما تحتويه؟

ـ كنت مغرماً بالكتب لكونها تنقل الإنسان إلى عوالم لم يكن يعرفها سواء أكانت عوالم علم ليعرفه أو عوالم أخبار وآثار.

وقد رزقت حظاً كبيراً عندما عينني صاحب السماحة شيخنا الجليل الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد قيِّماً على مكتبة جامع بريدة فصرت أقرأ الكتب التي حصلناها للمكتبة، لأن الشيخ عبدالله هو الذي افتتحها وصرنا نجمع فيها الكتب ثم صرت أشتري بعض الكتب بعد أن صار لي دخل خاص.

* هل تتذكرون أول مقال كتبتموه؟

ـ نعم كان ذلك عندما نشرت لي مجلة المنهل مقالاً نشره الأستاذ محمد بن عبدالرزاق القشعمي في كتابه: (أول مقال نشرته).

وكان نشره فيما أظنه عام 1374هـ.

* هل تتذكرون أول كتاب طبع لكم وكيف كان وقعه عليكم؟

ـ أول كتاب طبع لي هو القسم الأول من الأمثال العامية في نجد، ويشتمل على ألف مثل من الأمثال العامية وشرحتها ورتبتها وذكرت شواهد بعضها.

وقد طبعته في مطبعة مصطفى البابي الحلبي في القاهرة عام 1379هـ وذلك أنه لا توجد مطابع فنية في بلادنا إلا ما كان في المنطقة الغربية وبصفة ضيقة.

أما وقع هذا الكتاب في نفسي فإنه ما ذكرته لبعض الأصدقاء عن ذلك في أول ما رأيت الكتاب، قلت له: إن الكتاب إذا طبع ورآه مؤلفه أول مرة كان شعوره كشعور من يولد له ولد، وكان يتمنى أن يرى من ذريته طفلاً.

* ما الوقت الذي تفضلونه للكتابة؟ وهل تقرأون الآن أم تفرغتم للكتابة؟

ـ كل وقت، وأنا الآن لازلت كما كنت قبل ذلك أقرأ وأكتب ولله الحمد.

* ما هو برنامجكم اليومي؟

ـ لقد تقاعدت قبل أشهر بعد أن قضيت في الوظائف الحكومية سبعين سنة لذلك أنا أفتتح برنامجي اليومي ولله الحمد بصلاة الفجر مع الجماعة ثم أظل أكتب أو أقرأ في كتاب ولا أعرف النوم بعد صلاة الفجر الآن، بخلاف ما كان الأمر سابقاً حيث كنت أنام قليلاً في بعض الأحيان قبل أن أخرج إلى العمل.

*ما هو الكتاب الذي تعملون على تأليفه الآن؟

ـ الآن أهم الكتب التي أعمل على استكمالها هو (معجم أسر عنيزة) وذلك بعد أن كنت كما تعلمون- فرغت من تأليف كتاب (معجم أسر بريدة) الذي وقع في 23 مجلداً، وقد وقع (معجم أسر عنيزة) في سبعة عشر مجلداً.

وهناك إلمامات بين الفينة والأخرى بمؤلفات صغيرة.

* ما أحب مؤلفاتكم إليكم؟

هذا كمن يسألك من هو أحب أولادك إليك؟ ومحبة المؤلفات كمحبة الأولاد كل ولد له زاوية خاصة من قلب والديه، وإن كانت تلك الزاوية تكون أحياناً واسعة وأحياناً ضيقة، والكتب تزيد محبتها عند المؤلف عندما يرى احتفاء الناس بها، مثلما أن محبته لأحد أولاده تزيد عندما يرى نفعه له أي لوالديه أو للناس.

* ما هي المؤلفات التي تشعرون بالقرب منها أو المجال العلمي الذي تطربون للكتابة فيه؟

ـ الموضوع ولا أقول الكتاب الذي يشد اهتمامي أكثر، وقد تقول: ما هو ذلك الموضوع؟ ولكنني أجبتك على ذلك بأن ذلك يختلف في الوقت والظرف والمكان، ولكن يمكن وصف ما ذكرتم بأنه الموضوع الذي أراه يحتاج إلى عناية، وإيضاح بل وشرح فأتمكن من الكتابة فيه.

أما بالنسبة للواقع فإن مجال (الرحلات) هو الذي كتبت فيه أكثر مما كتبت في غيره، إذْ بلغت مؤلفاتي فيه 177 كتاباً.

* كتبتم في القصة والرواية وهو علم حديث كيف تكونت لديكم هذه الرغبة في الكتابة؟

ـ نشر القصة والرواية حديث أما موضوعها فإنه قديم، وكنت كتبت قديماً شيئاً منها ثم رأيت الرغبة عند القراء قوية لقراءتها فكتبت ذلك.

وقد بلغت المؤلفات التي كتبتها في هذا المجال ثمانية هي:

1- حكايات تحكى.

2- الأصدقاء الثلاثة.

3- المستدين.

4- المطوع في باريس.

5- موضي وبناتها (رواية).

6- صالح ومنيرة (قصة).

7- المقامات الصحراوية.

8- المقامات البلدانية.

وكل هذه مطبوع ما عدا اثنين.

* كيف ترى سوق النشر في ظل هذه المؤلفات الغزيرة منكم؟

ـ أرى سوق النشر على خلاف ما كنت تصورته من قبل، فكان في القديم أفضل، فكانت الوزارات المختصة تشتري ما ترى من الكتب والمكتبات الحكومية مثل ذلك، ولكن ذلك قلَّ الآن ولم يعد يشتري نسخاً من المؤلفات إلاَّ وزارة الثقافة والإعلام.

وكنا نأمل أن يزيد عدد طبع الكتب وشرائها بزيادة عدد المتعلمين والمتعلمات في بلادنا، ولكن ذلك لم يكن على ما تخيلناه.

* كيف تشعرون وأنتم تتصدرون قائمة المؤلفين السعوديين بل والعرب في عدد المؤلفات أو كما سماكم وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة سيوطي العصر؟

ـ أشعر بوجوب المزيد من شكر الله تعالى على نعمه الذي مد في عمري ووفقني لأن أكتب ما كتبت، وما زال أسأل الله تعالى لي ولكم المزيد من الخير.

* الكثير يتساءل عن طريقتكم في الكتابة والتدوين؟

شرح هذه يطول لأنه يتعلق بطبيعة الكتاب الذي أكتب فيه فكتب الرحلات أكتبها في الخارج، وأحياناً تحتاج إلى تكملة في الداخل، وكتب البحوث والدراسات أكتبها داخل مكتبي في مكة، ثم في الرياض لأنها تحتاج إلى الرجوع إلى الكتب، وكذلك في أماكن أخرى حتى في الطائرة، وأماكن النزهة في الخلاء.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة