Culture Magazine Thursday  21/02/2013 G Issue 397
فضاءات
الخميس 11 ,ربيع الثاني 1434   العدد  397
 
حاجة المملكة إلى مجمع للغة العربية
محمد بن عبد الرزاق القشعمي

 

أُثير في خميسية الشيخ حمد الجاسر الثقافية صباح يوم الخميس 22 المحرم 1434هـ وأثناء تكريم معالي الأستاذ الدكتور أحمد بن محمد الضبيب، موضوع أهمية وجود مجمع للغة العربية في المملكة حتى إن معالي الدكتور ناصر الدين الأسد أحد أعضاء مجلس أمناء جمعية حمد الجاسر الخيرية ورئيس مجمع اللغة العربية بالأردن، ناشد الجهات المختصة بإقامة مجمع للغة العربية بالمملكة يرأسه الضبيب، وكانت الندوة التي ألقى فيها الدكتور عبد الرحمن الشبيلي محاضرة عن جهود الدكتور الضبيب في الدفاع عن اللغة العربية وتفعيل اللغة الفصحى من جديد لتأخذ مكانتها في المشروع النهضوي، وأهمها بث الوعي بين الناس بأهمية الفصحى وإحيائها بين الكُتّاب والمُحدِّثين، وإصدار القرارات السياسية الضرورية التي تحفظ للغة العربية مكانتها في المجتمع، وقال إن الضبيب يضع المسئولية على الإعلام العربي بمستوياته وأجهزته ومسئوليه ويطالبه بتعزيز مكانة اللغة الفصحى في النفوس، كونها لغة المستقبل، وفي نهاية الندوة شكر الضبيب المحتفين به وقال: إن الأمل ما زال قوياً بأن تعود الروح للغة العربية، مؤكداً أن الانبهار باللغة الإنجليزية لا بد أن ينحسر كما انحسر في بلاد كثيرة. ويحضرني بالمناسبة ما سبق أن قرأته عند نشر مقابلات صحفية مع مسئولين كعصمة اينونو بتركيا وشاه إيران ومسئولين رسميين في فرنسا وألمانيا وغيرهم كانوا يرفضون التحدث بغير لغتهم القومية رغم معرفتهم بلغة الصحفي المقابل لهم.

ونعود إلى الضبيب في شبابه فقد تتبعت بدايات بعض الرواد مع الكتابة فأجد أن لا غرابة أن يتمسك باللغة العربية ويذود عنها فقد بدأ في بداية طلبه العلم في المعهد العلمي السعودي بالمدينة المنورة، إذ وجدت له قصيدة في زاوية (دنيا الطلبة) في جريدة البلاد السعودية عام 1374هـ بعنوان (وطني) وفيها يقول:

وطني..!

وطني الحبيب لك الحياة ودمت لي يا موطني

أنشأتني ورعيتني.. ولكم غلطت فذدتني

وصببت لي كأس الحياة عزيزة وسقيتني

علمتني حب الوثوب إلى العلا وحميتني

فغدوت أهتف باسمك المستحسن... يا موطني

وطني.. وما وطني سوى بلد الهمام الماجد

بلد النبي محمد والراشدين وخالد

من ها هنا شع الضياء منادياً للواحد

ومشى ركاب الحق يعصف بالسقيم الفاسد

من ها هنا شع الضياء برغم أنف الجاحد.. يا موطني

وطني.. وهبت لك الشباب وكل شيء هو لك

لك مني القلب العزيز ومن أحب وما ملك

ولك الحياة رخيصة يا موطني وقت الحلك

فلقد هتفت ولا أزال مردداً: ما أجملك.!

ولتحي في العز الأثيل.. وترتقي نحو الفلك...

يا موطني

كما ألقى قصيدة أخرى مرحباً بزيارة طه حسين للمدينة عام 1374هـ وإقامة حفل بالمعهد حيث شارك الضبيب بقصيدة نختار منها:

أقبل السعد بركبك

وانتشى القوم بقربك

يا عميد الفكر في العر

ب ويا أستاذ عصرك

إنها أمنية النشء

وقد تمت بفضلك

حين أقبلت علينا

والهدى يملأ نفسك

يا لها من ذكرى ستبقى

حلوة الجرس كذكرك

يا عميد الأدب الحي

ألا سُقينا لفنك

إن يكن ما قلت سحرا

فلقد همنا بسحرك

أو يكن ما قلت (حقا)

فهو يا دكتور (وعدك)

إنما تاريخك الفذ

ليحكي حسن صنعك

.. إلخ

وعندما سألته عن بدايته مع الشعر قال: «.. فقد كنت ولله الحمد قادراً على الحكم العروضي بسليقة اكتسبتها من كثرة قراءات في الشعر العربي القديم والحديث..».

وعن الطريقة الحديثة في كتابة الشعر قال إنها: «ناتجة عن كثرة قراءاتي في الشعر المهجري واللبناني، وشعر أبي القاسم الشابي..» ولهذا قلت في نفسي المثل الشعبي (العود من أول ركزة)، ولعل هذه اللمحة تحرّك ساكناً وتخرج مشروع المجمع اللغوي الذي سمعت برفعه للمقام السامي من مجلس الشورى منذ مدة.

Abo-yarob.kashami@hotmail.com - الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة