Saturday 21/12/2013 Issue 422 السبت 18 ,صفر 1435 العدد

قصة قصيرة جداً

تسلسل واضح

فيما كان بقية أفراد فريقه ملتفين حول الحكم يبدون الاحتجاج على ما كان يمارسه ضدهم وضد نجم فريقهم على وجه الخصوص، فلقد كان متحاملًا عليه تحاملًا يثير الاستغراب.. مما دعاه إلى الخروج من أرض الميدان.. حاول ذلك الحكم الغريب - في أكثر من مناسبة! - استفزازه ولكنه لم ينجح! لقد كان يصفق لمهارته وهو «يلغي» كل «هدفٍ صحيحٍ» يسجله ذلك المبدع الفذ ويحتسبه «تسللا!».. في حين كان يغض الطرف عمدًا عن تجاوزات أعضاء الفريق المقابل وممارساتهم غير الأخلاقية تجاه ذلك النجم الكبير.. فقد كانوا يتعمدون الخشونة ضده حين وجدوا أن الرقابة الفردية لم تكن لتجدي معه هي الأخرى.. فهو «رأس حربة!» خطرٌ جدًا.. وتسديداته «نحو المرمى» “دقيقة» و»قاتلة».. وكما كان يقول المعلقون: لا «تصد» ولا «ترد»..! لقد كان أداؤه رائعًا بحقٍ ومثيرًا للدهشة والإعجاب على «المساحات الخضراء!» لما يتمتع به من «إمكانياتٍ» «هائلة»!.. لم يكن «نجمًا إعلاميًا» و»حسب»...!

هتف في أذن صديقه وقد اختلطت مشاعره بين الدهشة والحيرة والغضب من كل ما يحدث: «انظر..!! لقد بدأ أكثر الجمهور في الانصراف..!! أكل ذلك من أجل أن النجم الكبير خرج من أرض الملعب غاضبا..؟؟! «

«طبيعي جدا قياساً بمدى الشعبية التي يتمتع بها فأغلبهم حضر من أجله.. أسلوب أدائه ممتعٌ بحق..!! «

وقبل أن يعلق على إجابته استدرك كلامه قائلاً:

« لا تنس أيضاً أن ذلك الرائع خلوقٌ جدا ولم يستطع الحكم- رغم كل محاولاته! - «إقصاءه!» من «الميدان» بأية ذريعة..! وقد خرج من تلقاء نفسه دون أن ينال أي بطاقة أو حتى إنذار «شفوي»..! ومعه كل العذر في ذلك فلو كنت مكانه فلربما كنت سأتهور وأرتكب أي حماقة حقا..!! «

رد الأول باندفاع: «إذا كان يدرك ذلك فلماذا يقرر الخروج ولم يطرده هذا الحكم الأخرق.. الذي لم يتبق له إلا أن يرتدي زي الفريق الآخر..؟!! إنه كبير.. حقًا»

«أتعلم؟ يرشح المراقبون فريقه للفوز دوماً..!!»

وتابع الآخر.. فيما أنصت الأول باهتمام:

«رشح السواد الأعظم من جمهور الحاضرين والمتابعين فريق «النور» لكسب أعتى الفرق التي تقف أمامه.. فما بالك بهذا الفريق المتهالك؟! إنه لا يضم سوى حفنة مقالب وأشباه مواهب.. جل همهم التشبث بالأضواء و «ضمان مقعد البقاء!»..! ولا أستطيع أن أفهم رغم كل ذلك سر إصرار مدربهم على الاحتفاظ بهم ورفضه بشدة الاستفادة من أي مواهب شابةٍ تقدم للفريق.. وكم أضاع كثيرًا منها..!!»

التفت الأول بهدوء.. ثم تساءل قليلا: «يا للحزن !! هل يعني ذلك إيقاف المباراة..؟! كنت أمني نفسي بسهرةٍ مثيرة !!»

صاح به صاحبه: «هيا انهض !! لننصرف من هنا.. قبل ألا يتبقى على أرض الملعب أحدٌ سوانا..!! نحن وهذا الحكم ..!!»

تمتم فيما كان يستعد للنهوض: «على أية حال كانت مباراةً من طرفٍ واحد..!!»

ولحقا بمن تبقى من فلول الجماهير التي كانت تزمجر بغضب..

فيما كان معلق المباراة يصيح: «يا إلهي إنها خسارةٌ لا تعوض !! كيف انتهت سهرتنا معكم بهذا الشكل ؟! بكل الحزن نعتذر لكم مشاهدينا الكرام.. وأنقل الميكروفون إلى الإخوة في «الاستوديو» «التحليلي»..

.. إلى اللقاء !!!

وانقطع البث «لخللٍ» «ناتجٍ» عن «المصدر»..!

- علي الجبيلان