Saturday 21/12/2013 Issue 422 السبت 18 ,صفر 1435 العدد

غَزَلٌ فِي السِّتِّيْن

حَدِّثِيْنِي فَالعُمْرُ أَمْسَى خَلِيْقَا

أَنْ يَرَانَا عَشِيْقَةً وَعَشِيْقَا

وَاسْأَلِيْنِي عَمَّا بِرُوحِي وَقَلْبِي

وَاسْمَعِي حِيْنَهَا جَوَاباً دَقِيْقَا

زَفْرَةً بَعْدَ رَعْشَةٍ فَذهُولٍ

تَتَوَالَى بِمَا يُعِيْقُ الشَّهِيْقَا

فَإِذَا لَمْ تُسَامِقِيْهَا شُعُوراً

فَانْظُرِي النَّبْضَ شَاهِداً مَوثُوقَا

وَاقْرَئِيْهَا مَشَاعِرِي فِي عُيُونِي

وَأَطِيْلِي بِنَصِّهَا التَّحْدِيْقَا

وَاسْمَعِيْنِي إِذَا هَمَسْتُ بِصَمْتٍ

فَأنَا أَعْزِفُ الجَوَى مُوسِيْقَا

أَنْشِدِي مَا سَمِعْتِه مِن شُجُونِي

فَهْيَ تَرْوِي جِرَاحَهَا والحُرُوقَا

سَامِرِيْنِي فَاللَّيْلُ يُوقِظُ شَوقِي

مِنْ سُبَاتٍ أَضْحَى طَوِيلاً عَمِيْقَا

يُحْرِقُ الصَّمْتُ فِيْه أَجْمَلَ شِعْرِي

وَيُوَارِي عَن انْفِعَالِي الطَّرِيْقَا

كَفْكِفِي أَدْمُعَ القَوَافِي بِشَوقٍ

تَمْسَحِي بَوحَ يَأسِهَا وَالضِّيْقَا

وَأَعِيْدِي شَوقِي إِلَيْهَا فَرُوحِي

تَشْتَكِي الأَمْسَ شَوقَهَا المَسْرُوقَا

إِنَّ قَلْباً بِصَمْتِه يَتَوَارَى

سَوفَ يَبْقَى مُشَتَّتاً وَمَشُوقَا

لَمْلِمِيْه لِسَاعَةٍ وَاسْتَبِيْنِي

مَا يُعَانِيْه إِنَّه لَنْ يُطِيْقَا

أَنْ يَرَى الشَّكَ فِي مُحَيَّاكِ يَخْشَى

مَنْ يُرَجِّي إِحْسَاسَه أَنْ يَرُوقَا

عَذِّبِيْه بِالشَّوقِ حِيْناً وَحِيْناً

لِيَرَى الوَصْلَ وَمْضَةً وَبَرِيْقَا

قَنِّنِي الحُبَّ فِيْه وَصْلاً وَهَجْراً

وَاجِبَاتٍ تَأْتِي فَتَتْلُو الحُقُوقَا

حِيْنَ يَرْعَى مِيْثَاقَه سَوف يَغْدُو

كُلُّ قَلْبٍ بِنَبْضِه صِدِّيْقَا

فَإِذَا الحُبُّ فَوقَ ذَاكَ وهَذَا

يَتَرَاءَى فِي ضِفَّتَيْه أَنَيْقَا

تَتَغَنَّى بِه العَصَافِيْرُ شَدْواً

وَبِه يَنْتَشِي الصَّبَاحُ شُرُوقَا

وَيُغَاثُ الغَضَا بِه كُلَّ حِيْنٍ

فَتَرَاه القُلُوبُ أَضْحَى وَرِيْقَا

حَدِّثِيْنِي وَلْتَسْمَعِيْنِي فَإِنِّي

شَاعِرٌ طَاوَلَ الثُّرَيَّا سُمُوقَا

غَزَلٌ فِي السِّتِيْنَ وَشْوَشَ قَلْبَي

فَتَجَلَّى بِالشِّعْرِ بَوحاً طَلِيْقَا

هَزَّنِي فَاحْتَفَتْ بِه ذِكْرَيَاتِي

بِشَبَابٍ أَمْسَى بِهَا مُسْتَفِيْقَا

- شعر/ د. عبدالرحمن عبدالله الواصل