Saturday 23/11/2013 Issue 418 السبت 19 ,محرم 1435 العدد

تجربة معرض الشارقة الدولي للكتاب مثال يحتذى تنظيماً ونجاحاً..

لماذا لا يقبل معرض الرياض الدولي للكتاب الرعايات والخصخصة..

الثقافية - سعيد الدحية الزهراني:

يبدأ معرض الرياض الدولي للكتاب استعداداته للدورة المقبلة 2014م.. وهو المعرض العربي الأهم من حيث القيمة الشرائية والإقبال الجماهيري.. يضاف إليهما حفلات الإثارة «أكشن» التي تكون في الغالب على شرف الجناح الاحتسابي.. ما يضفي بعداً دراماتيكياً مثيراً ينتهي في الغالب إلى قبضة الأمن التي نجحت بدرجة عالية خلال العامين المنصرمين في فرض هيبة المعرض وأمنه..

وفي غمرة النجاح «الذي ليس لأحد فضل فيه سوى الجمهور الذي يدفع ويحضر ويشتري».. تغيب محاور مهمة من بينها هوية المعرض الموحدة شعاراً ولوناً وتنظيماً متكاملاً ومترابطاً.. في صورة من شأنها أن تقدم المعرض كمنتج واحد لا كأجزاء مفككة.. وهذا ما يصعب على الأجهزة الحكومية الغارقة في إجراءات إدارية بحتة أن تحققه لتتجه البوصلة نحو شركات القطاع الخاص المتخصصة فنياً ومهنياً في فنون التنظيم بتفريعاته التي تضمن في المحصلة النائية خروج المعرض في صورة منتج حضاري لا مناسبة ثقافية عامة وعابرة..

الأغرب وفق ما يظهر في الدورات السابقة هو رفض وزارة الثقافة والإعلام فتح مجال الرعايات لمنظمات القطاع الخاص وعدم السماح بدخولها أعمال المعرض.. دون أن يكون هذا القرار مبرراً أو مفهوماً على أقل تقدير.. عدا ما يقال هنا وهناك عن أن المعرض يحمل غايات ثقافية اجتماعية ولا تريد الدولة أن يكون طريقاً للتربح أو أن الدولة تعتبر المعرض جزءًا تثقيفيًا للمجتمع وتنويريًا وتوعويًا وترى أنها هي المسؤولة عنه!

ومع أن العبارة السابقة لا تنسب إلى أحد.. مثلما أنها ليست دقيقة تماماً.. إلا أنها باتت مسلمة تموت أمامها فكرة إيجاد رعاة داعمين للمعرض.. وهو الأمر الذي لو تحقق لاستطاع معرض الرياض الدولي للكتاب أن يضاهي معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يحتفل بختامه هذه الفترة متفرداً بالنجاح التنظيمي العام..

ويرصد المتابع للفعاليات الثقافية لدينا خروجها بحالة مزرية من الرتابة والجمود بما فيها معرض الرياض الدولي للكتاب ومن المفترض أن ينعكس الاهتمام الرسمي والشعبي والمالي أيضاً على نجاح المعرض في كل أجزائه لا في القيمة الشرائية فقط.. إلا أن الواقع لا يحيلنا إلا إلا رصيد من الأعمال التي تسير وفق مبدأ «بالبركة» ولك أن تستحضر - إن قدر الله عليك وحضرت افتتاحات معرض الرياض للكتاب - (الحفلة) التي يشهدها حفل الافتتاح لتتأكد تماماً أن مجال التنظيم لم يعد «فزعة» كما هو سائد لدينا - ثقافياً على الأقل - بل تخصص مهم في ترسيخ صورة ذهنية إيجابية تسهم في صناعة وعي حضاري مبهج وخلاّق أما الآخر وضمن البينة الداخلية للمجتمعات وهذا هو الأهم..

ويخلص عدد من المعنيين إلى ضرورة أن تستحضر وزارة الثقافة والإعلام أهمية أن تقدم أعمالها - وخاصة ما يتعلق بأحداث وطنية كبرى مثل معرض الرياض الدولي للكتاب - عبر الأدوات والوسائل القادرة على صناعة الفرق على مختلف المستويات تنظيماً وإعلاناً وإعلاماً وهوية ومنتجاً كاملاً مكتملاً في أجزائه الصغيرة قبل محاورة الرئيسية.. ولن يتأتى ذلك إلا بالاستعانة النزيهة بشركات القطاع الخاص المتخصصة في مجالاتها الدقيقة.. مؤكدين أن الاستفادة من تجارب الناجحين ليست عيباً بقدر ما تكون متطلباً في أحيان كثيرة.. وهنا يبرز معرض الشارقة الدولي للكتاب كنموذج حقيقي لصناعة الفرق على مختلف المستويات..

فاصلة:

معرض الرياض الدولي للكتاب - الذي لا يقبل الرعايات والدعم المالي من القطاع الخاص - لم يصرف مكافآت اللجان العاملة للعام الفائت إلى الآن!!

-