Culture Magazine Thursday  30/05/2013 G Issue 408
فضاءات
الخميس 20 ,رجب 1434   العدد  408
 
أين» القراءة للجميع»؟!
بدر بن أحمد كريم

 

«هديتي هي القراءةُ التي تفتح العينين.. لا شيء يوقفني عن القراءة، ولنْ أَسْلُوَ ذلك، لأنّ قلبيَ معنيٌ بالقراءة، وأيُّ قوة هي؟» تذكرتُ هذا الكلام، لإحدى دور النشر في معرض الكتاب الدولي للقراءة في سنتياجو عام 1997م، وأنا أقرأ مطالبة خُطة التنمية وزارة الثقافة والإعلام بـ»وضع برنامج وطني شامل تحت اسم القراءة للجميع» من الطبيعي أن يكتسب منها الفرد السعودي العديد من العلوم، والمعارف، والفنون، والأفكار، وتفتح أمامه آفاقاً جديدة. الوزارة يقودها وزير مثقف (د. عبد العزيز خوجة) استطاع في أحد عشر شهراً فقط من تسلّمه حقيبة الثقافة والإعلام، إطلاق خمس قنوات فضائية جديدة، كان للثقافة واحدة منها، والأسئلة التي تتبادر إلى الذهن الآن: أين البرنامج الوطني للقراءة للجميع؟ هل عملت الوزارة على نشر ثقافة القراءة، وتنميتها بين فئات المجتمع السعودي كافة؟ هل في كل مِنْطقة، ومحافظة، وحي مكتبة، تخاطب الأطفال، والشباب، والأسرة، وكل فرد، دون تمييز أو تفرقة؟ لتصبح القراءة سِمَة من سمات الإنسان السعودي، من خلال كتب ثمَنُها معقول، اقتناعا بأن الثقافة هي: أفضل استثمار، وهي مرفأ الأمن، والسلام الاجتماعي، والتطور الحضاري؟ القراءة منهج حياة، يهدف إلى ترسيخ مفهوم ثقافة واسع النطاق، وموجه لفئات المجتمع كافة، ولكن عدم تفعيل مشروع «القراءة للجميع» عصي على الفهم، مع أن المجتمع السعودي يعيش حراكاً ثقافياً واسعاً، ووِزارة الثقافة والإعلام، مسؤولة عن هذين القطاعين وتنميتهما، في مرحلة جديدة، تتحدد ملامحها من خلال: التفاعل مع الثورة المعلوماتية الهائلة التي تسود العالم، وإشباع الرغبات المعرفية للمواطن السعودي، بما يتلاءم وينسجم مع المتغيّرات، والمستجدات التي يشهدها العالم، والحفاظ على الهُوُية الثقافية الوطنية، ومن ثم فإن معرفة الأسباب تتطلب إجابة الوزارة عن سؤالين: هل يحتاج مفهوم «القراءة للجميع «إلى تعريف؟ أم أن هناك إحساساً عاماً، بأن ثمة شيئاً يهدد «القراءة للجميع» التي من شأنها أن تتأثر أكثر من غيرها، ومن هنا تظهر بعض العناصر الأساسية، التي يتشكّل منها الوضع القرائي: المحلي، والدولي الراهن؟ فقضية الاختراق القرائي، ما كانت تطرح نفسها على المجتمع السعودي لا كموضوع للبحث أو المناقشة، لولا أن هناك إحساساً عاماً، بأن ثمة شيئاً ما يهدّد القراءة من خارجها، ينجم عنه استتباع فكري، وسيكون من المفيد جداً في هذه الحالة، تحديد مفهوم «القراءة للجميع» حتى يتسنى للمجتمع السعودي، ومؤسساته الإعلامية، والثقافية، والتربوية، وضع المجالات التي تعنيها «القراءة للجميع» وبالتالي معرفة النتائج التي تترتب على ذلك، وردود الأفعال، داخل الكيان الثقافي للمجتمع السعودي.

مكتبة الملك عبد العزيز العامة، أقامت» مهرجان القراءة الحرة» استهدف جعل القراءة، عنصرا أساسياً في حياة المواطنين، وتشجيعهم عليها، كما أطلقت عام (1430هـ- 2009م) برنامج «القراءة في المطارات» ومن هنا كان لزاماً على وزارة الثقافة والإعلام، أن ينتقل المشروع الوطني (القراءة للجميع) من منطقة إلى منطقة، ومن محافظة إلى محافظة، ومن حي إلى حي، ومن فرد إلى فرد، فالتخلي عني تبع القراءة معناه: الجهل، وفقد الارتباط بالجذور، والقطيعة مع التراث. سمعتُ مرة الأمير سلمان بن عبد العزيز (ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع) يقول:» في غرفة نومي بعض الكتب، لا أنام ليلة دون أن أقرأ شيئاً منها» والقراءة للجميع تعني مسؤولية وِزارة الثقافة والإعلام عن نشر ثقافة القراءة عبر تخطيط فعَّال، وإهمال « القراءة للجميع» بمثابة ضربة قاضية موجهة لها، ومدعاة لوقوع سوء فهم كبير بين القراءة والوزارة، المطلوب منها- في خطة التنمية التاسعة (1431-1435هـ) إنشاء (8) مكتبات جديدة، و(7) مراكز ثقافية، وزيادة الاهتمام بالترجمة العلمية، من العربية وإليها، أرجو أن تكون في أوليات وزارة اسمها «وزارة الثقافة والإعلام».

BADR8440@YAHOO.COM الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة