Culture Magazine Thursday  30/05/2013 G Issue 408
قراءات
الخميس 20 ,رجب 1434   العدد  408
 
يرى أن حياته الحقيقية هي ما كتبه
إبراهيم عبد المجيد: أعيش في الوهم أكثر من الواقع

 

القاهرة - الثقافية - أحمد عزمي

قدّم الروائي المصري «إبراهيم عبد المجيد» منجزًا سرديًّا يزيد على عشرين رواية ومجموعة قصصية أهمها: «ليلة العشق والدم»، «البلدة الأخرى»، «المسافات»، «عتبات البهجة»، «بيت الياسمين»، وقد توزعت حياته بين القاهرة والإسكندرية، لكنَّه اختص المدينة الثانية بالكتابة، فترك لنا ثلاثيته: «لا أحد ينام في الإسكندرية - طيور العنبر - الإسكندرية في غيمة» ورصد فيها التحوّلات التي جرَّت على المدينة بدءًا من الحرب العالميَّة الثانية إلى السبعينيات من القرن الماضي. هنا حوار مع الروائي إبراهيم عبد المجيد.

* روايتك الأولى «في الصيف السابع والستين» ما الذي تبقى منها في الذاكرة؟

- كانت رواية تسجيلية عن نكسة 1967، كتبتها بطريقة الكولاج، وكنت منخرطًا في أحد التنظيمات اليسارية، شأن معظم الطُّلاب في تلك الآونة، مما أتاح لي القراءة في العلوم الاجتماعيَّة والاقتصاد، وبعد تجربة اعتقال قصيرة، ونضج الأدوات، أدركت أهمية المزاوجة بين الفنّ والفكر الذي يأتي في خلفية السرد.

* هل تندرج ثلاثيتك عن الإسكندرية ضمن كتابة الرِّواية التاريخيَّة؟

- لا أفضل أن تكون الرِّواية التاريخيَّة وعاء لطرح الأفكار السياسيَّة، بل إن تأخذ القارئ في رحلة إلى تفاصيل هذا العصر، لذلك استغرقت في كتابة «لا أحد ينام في الإسكندرية» ست سنوات، فزرت أماكن الحرب العالميَّة الثانية ومقابر الحلفاء وقرأت صحف تلك السنوات، حيث تركز الرِّواية على تأثير الحرب على الإسكندرية ذات الطابع الكوزموبوليتاني، فقد عاش فيها المصريون من مسلمين ومسيحيين ويهود، إضافة إلى اليونانيين والإنجليز والطليان، وقد بدأت المدينة تفقد هذا الطابع شيئًا فشيئًا بعد ثورة يوليو وسياسة التمصير وتداعيات العدوان الثُّلاثي، وقد عالجت خروج الأجانب في «طيور العنبر» وهي الجزء الثاني من الثُّلاثية، وصولاً إلى السبعينات وتحالف السادات مع القوى الإسلاميَّة، وهو ما جعل الإسكندرية تفقد طابعها المصري، وتظهر بها جماعات الإسلام السياسي، وتنتشر بها العشوائيات، وقد تناولت ذلك كلّّه في روايتي الصادرة حديثًا «الإسكندرية في غيمة».

* ماذا عن الكتابة بِشَكلٍّ عامٍ؟

- أومن بأن كل رواية هي مجال للتجريب، وبعد الطباعة تصبح «سلعة» تعجب البعْض أو لا تعجبه، والكتابة ليست اختيارًا، بل هي موهبة تتفجر، ثمَّ يأتي بعد ذلك الإلمام بتاريخها وجمالياتها.

* هل تخطط لعمل ما قبل الإقدام على كتابته؟

- ليس لديّ خطط مُعيَّنة للكتابة، باستثناء الثُّلاثية، فقد تنقلت بين مدن وأعمال كثيرة ورأيت نماذج بشرية لا حصر لها، ولا أميل إلى التَّدوين بل أكتب ما يبقى في الرُّوح من كل هذا، ولا أفضل طقوسًا مُعيَّنة أثناء الكتابة، لكنَّني لا زلَّت احتفظ بمكتبي نفسه منذ أكثر من أربعين عامًا، وكل ما يهمني أن توحي الإضاءة بالرحابة، وأبدأ الكتابة بعد منتصف اللَّيل على إيقاع البرنامج الموسيقى حتَّى الصباح تقريبًا، ولا أفضل أن يكون المكتب مزدحمًا بالكتب.

* هل تتفاعل مع شخصيات أعمالك أم تتركها تواجه مصيرها؟

- الكثير من الشخصيات التي كتبتها أتعبتني، وتأثرت بها جدًا، وعدّ أن حياتي الحقيقية هي ما كتبته لا ما عشته، فأنا أعيش في الوهم أكثر من الواقع، الذي يمرُّ أمامي كأنّه فيلم.

* ماذا عن المؤثِّرات التي لعبت دورًا كبيرًا في حياتك ككاتب؟

- تأثرت جدًا بدراستي للفلسفة خصوصًا الفلسفة الوجودية، وكذلك بالتراجيديا الإغريقية، كما تأثرت بنجيب محفوظ وكافكا ودستويفسكي ودينو بوتزاتي خصوصًا في روايته «صحراء التتار».

تأثرت أيضًا بالتجارب التي عشتها، وتظهر في أعمالي، خصوصًا تجربة الانتماء إلى تنظيم سري.

* بالرغم من أَنّك تعيش في القاهرة منذ سنوات إلا أنّك واقع في غرام الإسكندرية لماذا؟

- في كتابي «غواية الإسكندرية» وصفت المدينة بأنّها «تمشي معي» فيما القاهرة مُجرَّد «فرجة» لا أتفاعل معها، بالرغم من أنّني أعيش فيها منذ أكثر من 35 سنة،

واستغرب من مطالبة البعْض لي بألا اكتفي بالثلاثية وأن أجعلها رباعية مثل لورانس داريل، الذي تأثر بالروح الاستعمارية في رباعيته عن الإسكندرية.

* يصنَّف النقَّاد الأدباء ضمن حقب جيلية كل عشر سنوات مثل جيلي الستينيات والسبعينيات إلى آخره من تصنيفات كيف ترى الأمر؟

- غالبًا ما يرتبط مفهوم الجيل الأدبي بأحداث كبرى، تترك بصمتها على الإبداع مثل ثورة 19 أو النكسة، وأنا أتوقع أن يكون لثورة 25 يناير تأثيرها، وقد اكتفيت بكتابة مذكراتي عن مشاركتي في الأيَّام الأولى للثورة.

* وكيف ترى ما يحدث في مصر الآن؟

- ما نعيشه هو تداعيات 40 سنة مضت، وأنا حريص على المشاركة في المظاهرات وكل أشكال الاحتجاج وكتابة المقالات للتعبير عن موقفي، لأن ذلك يجعلني أشعر براحة نفسية، ويمنحني القدرة على التَّفاؤُل.

* ماذا عن جديدك؟

- أكتب رواية جديدة عن مجيئي إلى القاهرة من الإسكندرية.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة