Saturday 01/03/2014 Issue 430 السبت 29 ,ربيع الثاني 1435 العدد

في وداع أنسي الحاج

ورحل (انسي الحاج) الشاعر اللبناني الجميل الذي كنت قد تعرفت إليه عندما كنت في زيارة للأردن قبل عدة سنوات فاقتنيت ديوان (لن) لعنوانه المثير لحظة اقتنائه كنت أقول لمرافقي:

العقلية التي تجترحً هذا العنوان المختلف حتماً هي من نسق مختلف وتستحق أن تُقرأ أو على الأقل أن نمنحها فرصة الحضور لدينا وأن نرحب بها في عالمنا ولو لبعض الوقت وفي (لن) تعرفت على قصيدة غير تقليدية ترتدي حلة مغايرة معاصرة تقوم على تفجير المعاني واللغة قصيدة مضادة للسائد منفلتة من قيود الشكل متمردةً على العروضي. ذهبت إلى عمق الشعر مباشرة دون أن تحفل بالمعايير السائدة التي لا تخلق للمبدع فضاءات جديدة بل إنها ترهنه وفق شرطها فيها من فنون المسرح التجريب واستمدت من التشكيل قوة اللون ومن الواقع نبضه وطزاجته وآنيته في (لن) تعرفت على: (هويه) و(حرية حرية حرية) ومع (انسي الحاج) آمنت أن هناك ضربا من التعبير الأدبي يجعل الشعر أكثر من كبسولة وأبعد من كل القيود التي تفرض على القصيدة.

شخصياً كثيراً ما كنت أتذكر قصيدته (غيوم يا غيوم) كلما علت سماؤنا غيمة كما أني كلما جاء المطر تذكرت السياب ورددت (أنشودة المطر) وهذا ضرب آخر من التميز أن تتماهى مع الكون مع الطبيعة حتى تغدوا حاضراً في أذهان الناس مع كل بارقة تلوح مع كل مشهد كوني يمر أمامهم ..

على منبر النادي الأدبي قبل أسبوعين كنت أتساءل في حضرة أحمد حلواني ( شاعر الغادة ) في أمسية شعرية وأقول لم لا يجرب الشعراء قصيدة النثر ؟؟

ولم لا يطرقون بابها ألرداءتها عندهم أم لصعوبتها ؟!!!

وكنت أؤكد أنها قصيدة عصرية بامتياز فقصيدة النثر تتعامل مع الشعر كتجربة حياتية نابضة بعيداً عن التعاطي معها وفق معيار وشكل محدد ووفق معايير محددة وهي اليوم لم تعد في منطقة الخوف والتردد لأن لها أعلامها واستشهدت بـ( انسي الحاج ) وأدونيس والماغوط وب( الفرح ليس مهنتي ) و( لن ) وما ينثره انسي الحاج من جمال على طرقات الشعر.

وداعاً انسي الحاج

كم تحدثت إليها علها تعلمك

فرح النهاية

وهاهي تأتي النهاية

على نحو غير متوقع

بموت انسي الحاج فقد المشهد الثقافي العربي

صاحب تجربة غير تقليدية أبداً

*****

غيوم

ياغيوم ،، ياغيوم

ياهودج الأفراح

جسدي يمشي وراءك

يمشي أمامك

يتوارى فيك

*****

غيوم ياغيوم ياغيوم

باركي الملعون السائر حتى النهاية

باركيني

علميني فرح النهاية.

ناصر بن محمد العُمري - الباحة