Saturday 01/03/2014 Issue 430 السبت 29 ,ربيع الثاني 1435 العدد

البواردي: تسعة عقود من العطاء

الأديب الرمز

الأستاذ الأديب سعدُ بن عبد الرحمن البواردي واحد من رموز الأدب والثقافة في المملكة العربية السعودية، ترَبَّت على أدبه أجيالٌ من الشعراء والأدباء ومحبي الثقافة، فالأستاذ سعدٌ شاعرٌ متميزٌّ عرف الناسُ له قصائدَه الوطنيةَ التي تتحدث عن فلسطين والجزائر وغيرِهما من الأقطار التي ناضلت ولا زال بعضُها يناضل من أجل الحرية. وهو أيضاكاتبٌ اجتماعيٌ قدير، وكاتبُ مقالةٍ، وقاص، وكاتبُ سيرةٍ ذاتية. ولعل القصةَ القصيرةَ هي التي قادته في مطلع حياته إلى حظيرة الأدب؛ فقد ذكر الأستاذ سعدٌ أنه عندما كان يافعا أعلنت صحيفة « البلاد السعودية « في أوائل الستينياتِ الهجرية من القرن الماضي عن مسابقةٍ للقصةِ القصيرة، ورغم صغرِ سنِّ سعدٍ ومحدوديةِ ثقافته في ذلك الوقت، فقد دخل المسابقةَ بقصةٍ لا يتجاوز طولُها الصفحاتِ الثلاث، وكان عنوانُ القِصةِ « على قارعة الطريق «. وقد فاز سعدٌ بالجائزة الثالثةِ لهذه المسابقة. ولا شك أن هذا الفوزَ كان نقطةَ تحولٍ في حياته الأدبية.

وُلِد سعدُ البواردي في مدينة شقراء عام 1348 لوالد كريم تولى إمارة هذه المدينة. وقد التحق سعدٌ بالمدرسة الابتدائية في شقراء وحصل منها على الشهادة الابتدائية، لكن هذه الشهادة ليست كشهاداتِنا الابتدائيةِ المعاصرة، كانت لاتدرك في تلك الأيام إلا بالجِدِّ، والتعبِ، ورشح الجبين. وقد التحق بعد ذلك بدار التوحيد في الطائف، وبعدما نجح من السنة الثانية المتوسط عاد إلى شقراء. وقد تقلبت به ظروف الحياة بعد ذلك ، فقد واجهته منذُ الصغرِ مسؤوليةُ القيام بشؤونِ أسرته بعد أن تُوفيَ والدُه. ومن أجل الوفاء بهذه المسؤولية اضطُرَّ سعدٌ إلى أن يمارسَ أنواعا متعددة من المهن، فمن بائع بطيخ، إلى عامل ميزانٍ في الأحساء، إلى موظفٍ في أحد مكاتب رجالِ الأعمالِ في الخبر، ثم إلى صاحبِ امتيازٍ لمجلةِ الإشعاعِ، ومحررٍ لمعظم موادها خلال فترة صدورها عامي 1375-1376 ، ثم إلى بائعِ قطعِ غيارٍ للسياراتِ في الدمام، ثم إلى موظفٍ في وزارةِ المعارف. وأثناء عمله في وزارة المعارف عملَ مشرفا على إصدارِ « مجلةِ المعرفة « الفصليةِ التابعةِ للوزارة، كما عمل مديرا لإدارة العلاقاتِ العامةِ بالوزارة نفسِها، ثم تولى سكرتاريةَ المجلسِ الأعلى للتعليم، وسكرتاريةَ المجلسِ الأعلى للعلومِ والفنون والآداب بالوزارة. وقد عمل الأستاذُ سعدٌ بعد ذلك في وزارة التعليم العالي ملحقا ثقافيا للشؤون الإعلامية في كلٍ من بيروتَ والقاهرة. لو كان الوقت يسمح بالإطالة لوقفتُ عند بعضِ المحطاتِ الهامةِ في حياة أديبنا الكبير، ولتحدثتُ بالتفصيل عن أعماله الشعرية والنثرية، وعن الجرائدِ والمجلات التي كتب فيها، ولكن لضيق الوقت، وضرورة توزيعه بين المشاركين والمعقبين فسأكتفي بمجرد اللمحة الدالة.

من أولِ ما قرأتُه للأستاذ سعد ديوانُه الأول « أغنيةُ العودة « ولا زلت أحفظ عن ظهر قلبٍ بعض المقاطع منه، وقد رددت على مسامعِ سعدٍ منذُ سنوات بعضَ ما أحفظه من نصوصِ هذا الديوان، ومن ذلك قوله على لسان طفل فلسطيني:

أماه ضج بي المكان

وصاح في وجهي الزمان

وقبرت في أمسي-وكنت الطفلَ- آفاق الزمان

ونظرت من حولي ولات أرى ضياء

إلا عواء .. إلا بكاء

إلا ارتعاشاتِ المساء

إلا فحيحَ الأُفعُوان .. وهمهماتِ فم الشتاء.

فأعلن سعد أمامي عن عدمِ رضاهُ عمَّا سمع، ولعل السَّببَ في ذلك يعود إلى أن حفظي لم يكن سليما، فقد أكونُ قدَّمتُ وأخرتُ فأفسدتُ نظمَ الكلامِ أوأفسدتُ المعنى، أو ربما أكونُ قد أضفتُ شيئا من عندي، كما يفعل بعضُ الرواةِ أحيانا عندما تخونهم ذاكراتهم، وقد يكون سعد لم يرض عنه لأنه من الديوان الأول، وربما تكون شاعريته فيه لم تبلغ أوجها.

أولُ ما رأيتُ الأستاذَ سعدَ البواردي كان في حدود العام الهجري 1373أو 1374، وكنت وقتها في السنة الثالثة أو الرابعة في المدرسة الابتدائية بشقراء، وكان سعدٌّ قد أتى إلى شقراء زائرا، فيما أقدر، وكنت أراه يمر أحيانا من أمام باب المدرسة متجها إلى خارج المدينة للتريُّضِ، وكان سَمتُه يوحي بالوقارِ والهيبةِ، فما كان أحدٌ من طلابِ المدرسة يقتربُ منه، أو يتحدثُ إليه، ولعله كان في ذلك الوقت في سِنِّ بعضِ أساتذتنا.

نتاجه الأدبي:

أصدر سعدُ البواردي-حسب معرفتي- اثني عشرَ ديوان شعر، وأكثرَ من تسعةِ مؤلفاتٍ نثرية، ومجموعةَ قصصٍ قصيرة. ولدى سعدٌ مؤلفات كثيرة تنتظر النشر، من بينها:ثلاثةَ عشر ديوان شعر، وثمانيةٌ وعشرون مؤلفا نثريا، إضافة إلى عدد من المجموعات القصصية.

أ- دواوينه الشعرية:

دواوينه الشعرية المنشورة هي:

1-أغنية العودة 2-ذرات في الأفق 3- لقطات ملونة 4- صفارة الإنذار

5- أغنيات لبلادي 6- رباعياتي 7- قصائد تتوكأ على عكاز 8- حلم طفولي

9-لقطات ملونة. 10- أبيات وبيات. 11-قصائد تخاطب الإنسان. 12-تجربتي مع الشعر الشعبي(ديوان شعر شعبي).

والموضوعات التي طرقها سعد في دواوينه متنوعة، ولكن يتصدرها الهمان: الوطني، والاجتماعي.إن سعدا قامةٌ باسقةٌ في أدبنا السعودي شعرِه ونثرِه، وهو يمتاز بالقدرةِ على اقتناص الفكرةِ الطائرة، و الكلمةِ المعبرةِ، ولا غرابةَ في هذا فسعدٌّ له من اسمه أكبر حظ ونصيب فهو( بُوارِديٌّ ابن بُواردي ).ألفى أباه بذاك الكسب يكتسب ، كما بقول: ذو الرمة). ومن شواهِدِ هذا الاقتناصُ أنه عندما أرسل الاتحاد السوفيتي في 16 يونيو عام 1963رائدةَ الفضاء السوفيتية (فالانتينا تريشكوفا) على متن فوستك 6، ودارت حول الأرض(48 ثمان وأربعين دورة)، وأصبحت بذلك أولَ امرأةٍ تدور حول الأرض، وكان ذلك منذ 51 عاما، نظمَ سعدٌّ، بهذه المناسبة العلمية، قصيدةً يخاطِبُ فيها فالانتينا ويسألُها عمَّا إذا كانت قد رأت، من ذلك البعدِ الشاهقِ، بلادَهُ. وقد لاقت هذه القصيدة استحسان الكثيرين، ومنها قوله يخاطبها:

فلنتينا. . يازهرةَ الفولغا

يا بعثةَ الأرضِ إلى الفضاء

وأنتِ تعبرين الكونَ

في مركبةِ الهواء

هل أبصرتْ عيناكِ شيئا

اسمه (الصحراء )؟

كثبانَ رملٍ أحمرَ يدعونه (الدهناء)

غاباتِ نخل ٍ

اسمُها القطيفُ (والأحساء)

وبلدةً ناعسة الجفنينِ

اسمُها (شقراء)

تلك بلادي يا فلنتينا.

ب- نتاجه النثري:

من نتاج سعد النثري المنشور ما يأتي:

1-حتى لا نفقد الذاكرة. 2-رسائل إلى نازك 3- فلسفة المجانين.4- أجراس المجتمع.5- وللسلام كلام.6-كلمات للحياة. 7- حروف تبحث عن هٌوُية. 8- أفكار مضغوطة. 9- استراحة داخل صومعة الفكر(صدر منه حتى الآن 5 أجزاء). 10 – ثرثرة الصباح. 11- إطلالة على العالم. 12- مجموعة مجلة الإشعاع.

نتاجه القصصي:

سبق أن أشرت إلى أن الأستاذَ سعدا البواردي دخل إلى الأدب من باب القصة وذلك عندما فازت قصتُه التي تقدم بها إلى جريدة «البلاد السعودية» في مطلع الستينات الهجرية من القرن الماضي بالجائزة الثالثة، ولكنه، فيما يبدو، لم يُنَمِّ ملكته في هذا الجانب كما نماها في الشعر وفي التأليف النثري الآخر، فإذا نظرنا إلى المنشور من نتاجه القصصي لا نجد سوى بعض القَصَص القصيرة التي ظهرت في مجلته»الإشعاع»، و مجموعةً قصصيةً بعنوان «شبح من فلسطين»، وكتابا عنوانه:»مثل شعبي في قصة» يتضمن قصصا قصيرة صاغها لتوضح مدلولات تلك الأمثال.

مؤلفات تنتظر النشر:

توجد لدى الأستاذ سعد مؤلفات كثيرة تنتظر النشر، بعضها دوواوين شعرية، وبعضها قصص، وبعضها مؤلفات نثرية، وبيانها كما يأتي- حسبما ذكَرَ ذلك في آخر المجلد الخامس من كتابه»استراحة داخل صومعة الفكر- ص.342-344 «:

أ- الدواوين الشعرية:

1- من يشتري التاريخ مني 2-عفوا بغداد. 3-الجراح حين تتكلم. 4-أبيات محظورة. 5-عازف على قيثارة الزمن. 6-كل الأشعار لا تقتل الظمأ. 7-همهمات شعرية. 8-قصائد للصغار. 9- الموجة قادمة من القاع. 10-عناقيد في كرمة صغيرة.

11- قيثارة الوجع. 12- رسائل مفتوحة. 13-قصائد قاصرة النمو.

ب-قصص:

1-وما زال للأحزان بقية. 2- خاطرة البردوني. 3- عبقري المدينة. 4- الحب يولد صغيرا. 5-سنابل في مهب الريح. 6-خارج دائرة الضوء. 7-أنت الجاني يا أبي.

ج-مؤلفات نثرية:

1- محطات في رحلة في قزحية. 2-الباب المفتوح. 3-ضحك كالبكاء. 4-جعجعة ولا طحن. 5-نافذة على عالمنا العجيب. 6-عالم نضحك منه وعليه. 7-ثرثرة الظهيرة. 8-ثرثرة المساء. 9-رحلة على جادة الكلمات. 10-عناوين ومضامين. 11-شريط الذكريات. 12-عالم فوق صفيح ساخن. 13-على هامش الصحافة. 14-أوراق من زمن العبث. 15- جراب الحاوي. 16-فقاعات في الهواء. 17- حوارات. 18- البواردي في عيونهم. 19-جد وهزل. 20-خواطر كاريكاتورية. 21- في موكب الإشعاع. 22- استراحة داخل صومعة الفكر(جزءان). 23-بقايا من البقايا. 24-الحياةكلمة. 25-ما قل ودل.

ما ذا قال الدارسون عن البواردي ؟:

لقد تحدث عن سعد البواردي وأدبه كلُ الذين تحدثوا عن الشعر في نجد، وكذلك معظم الذين كتبوا عن الأدب في المملكة العربية السعودية، ولعل من أقدم من تحدث عنه-حسب علمي- الأديبَ الشيخَ عبدَ الله بنَ إدريس في كتابه «شعراء نجد المعاصرون» الذي صدرت طبعته الأولى عام 1380الموافق 1960. لقد وصف الشيخُ ابنً إدريس سعدا البواردي قائلا: إنه «شغوفٌ بالقراءة والمطالعات الأدبية، وفي الأدب المعاصر بوجه خاص، ولقد نَمَّى فيه العاطفةَ الوطنيةَ، وحُبَّ الإصلاح الاجتماعي»ص.153.وأضاف: إن شعره يمتاز» بالمزاوجة بين الرومانتيكية والواقعية، وهو مع أحدهما حسب مقتضيات الحال وقوة الدافع المؤثر»ص.153 وقال عن أغراض شعره: «أما أغراض شعره فتكاد تنحصر في القومية والاجتماع، وتطرٌقُه إلى الموضوعات الأخرى قليلٌ جدا، وهو يقول عن نفسه:إنني أكفر بكل أدب ذاتي، ولا أرى أدبا إلا ما يخدم الحياة فقط»ص.153.

لقد كتب الشيخُ ابنُ إدريس هذا الكلام قبل أن يُصدِرَ الأستاذُ سعدٌ ديوانه الأول «أغنية العودة»، ولو كان اطلع على ما أصدره الأستاذُ سعد من دواوين، وما هو بصدد إصداره لما قصر موضوعات شعره على ما قصرها عليه.

- وممن تحدث عن سعد البواردي الأستاذ عبد الرحمن العبيد في كتابه «الأدب في الخليج العربي».

- وقال عنه الدكتور حسن الهويمل في كتابه»اتجاهات الشعر المعاصر في نجد» الذي صدر عن نادي القصيم الأدبي في عام 1404 ما يأتي: (ومن الشعراء الذين يزاوجون بين مختلف الاتجاهات الشاعر النجدي سعدْ البواردي، فهو واقعي، ورمزي، ورومانتيكي، تحكمه الظروف وتوجهه التجربة، وتخلقُ إبداعَه الأجواءُ التي يتفاعل تحت تأثيرها...وهو بحق شاعر مجيد، إلى جانب كونه كاتبا اجتماعيا تغلغل في أعماق المجتمع فأخذ من أصغر الظواهر مادة لعطائه، ولعل تنويع اتجاهات البواردي مردُهُ إلى:

1- الاستمرارفي نظم الشعر، وهو من أكثر الشعراء إثراء للشعر النجدي، بل للأدب السعودي عامة...

2-الموهبة الشعرية، وهو من الشعراء الموهوبين...والبواردي في مجال الواقعيةوالوطنية أكثرُ إبداعا، وأعمقُ عطاء.)ص.259-260.وقال الدكتور الهويمل عنه في موطن آخر من الكتاب:

(ومن الشعراء الذين ناصروا القضايا الوطنية الشاعر سعدْ البواردي، وقد أطلنا الحديث عنه في كثير من الاتجاهات، وأوضحنا دوافع هذه الإطالة فمردٌهُ إلى خصوبة شاعريته، وشمولِه لكثير من الأغراض في عدد كبير من تجاربه الشعرية...له قصائد كثيرة وطنية يناصر بها القضايا العربية، ويشارك بلسانه، وقلمه في مكافحة الاستعمار)ص.338.

- ويقول عنه الدكتور عبد الله الحامد في كتابه»الشعر الحديث في المملكة العربية السعودية» الذي صدر عام 1413 الموافق 1993 ما يأتي:

(ومن أكثر الشعراء عناية بقضايا المجتمع البواردي، والعواد، والقنديل، وسرحان، ...ويبدو لي أن سعد البواردي من أحقِّ الناس بأن يُذكَر دورُه لكثرة ما شعر ونثر فيه، ولذلك أسميت زملاءَهُ في نجد وفي الدمام، الذين تحمسوا للأدب الاجتماعي «جماعة البواردي») ص.227- 228)

- وتحدث الدكتور بكري شيخ أمين في كتابه»الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية» الذي صدر عام 1392 الموافق1972.عن نتاج سعد الشعري والنثري فقال عن ديوان سعد: «صفارة الإنذار»:

(يرمز البواردي بصفارة الإنذار إلى الخطر الصهيوني الداهم المتربصِ بالعروبةِ كلها، دون أن يستثني أحدا، أو أيَّ دولةٍ قريبة من حدوده كانت أو بعيدة، وكأن هذه الصفارة المنذِرَةَ تبغي إيقاض النائمين، وتحريكَ الخاملين الذين لم تهزهم النكبة الرهيبة...ويتخيل أن هذه الصفارة دائمةَ الصفير، لا تتوقف، وفي كل صفرة في كل لحظة معنى جديد، ونلحظ الرمزية عند البواردي...كما نلحظ أنه لم يجعل اليأس مسيطرا على نفسه، فقد أنهى القصيدة بإرادة النصر والظفر بالحياة».ص.343-345.

كما أن الدكتور بكري شيخ أمين قد وقف طويلا عند مجموعة سعد القصصية ذات العنوان:»شبح من فلسطين» وأبدى إعجابه بما تضمنته من آراء نيرة.ص.493-499.

-ويقول عنه الدكتورعبد الله بن حامد المعيقل في الجزء الثاني المخصص للشعر من «موسوعة الأدب العربي السعودي «:

(أما سعد البواردي فقد ناصر حركاتِ التحررِ وقضايا الحريةِ العربيةِ والعالمية، كما غنَّى لبلاده كثيرا، ويكاد هذان الموضوعان يستحوذان على معظم ما كتبه من شعر)ج، 2، ص.64.

هذا شيئ يسير مما قيل عن نتاجه الأدبي، وما أوردته لا يعدو أن يكون مجرد نماذج مما قيل عنه.

وهذا النتاج الوافر، والمتنوع، والمستمر للأستاذ سعد يعطي دليلا قاطعا على رسوخ قدمه في شتى مجالات الإبداع والتأليف. وهذا النتاج بانتظار الدارسين من الأساتذة وطلاب الدراسات العليا في جامعاتنا، وفي غيرها، لكي يدرسوه ويكشفوا عن جواهره التي صقلتها التجربة، وطولُ الممارسة، ومعايشةُ الواقع.

لقد وفق المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته التاسعة والعشرين في اختيار الأستاذِ سعدِ البواردي، والأستاذِ عبد الله الشباط للتكريم في هذا العرس الثقافي البهي الذي تعيشه الرياض بل المملكة كلها في هذه الأيام. فهنيئا لك ياأستاذنا الجليلَ بهذا التكريم، وهنيئا لنا بك فقد تعلمنا على يديك منذ الصغر ولا زلنا نتعلم ونحن في خريف العمر.

متعك الله بالصحة والعافية يا أبا عبد الرحمن، وأطال في عمرك المديد بمنِّهِ وكرمه.

أ.د/ محمد بن عبد الرحمن الهدلق - الرياض