Saturday 01/11/2014 Issue 449 السبت 8 ,محرم 1436 العدد

نص

ذاكرة

ثقب من الذاكرة.. ينز تفاصيل

يوم العناء.. ويهمي على

الكون فتات حكايات أيامنا..

ذاكرة.. إما تشيخ بمحض هزال،

أو تهرول.. أو تلوذ بعصمت صمت،

أو تكون حطباً لسيرة

«قد قيل ما قيل»

فاستثر ما تبقى من الذاكرة

علها تذيب جليد الوعود

وتدفئ قصة الواعدين!

أو لعل بها من الفال

ما يكفي لترسم فجرا بعيدا

يعانق أفق سرمدي هناك..

فليل الذاكرة يسري،

وحكايتها تُسَرّيِ عن الخلق

بعض الهموم..

ولكنها سانحات دمى الليل

لا تستفيق أو تعايش وقت أرق.

وحدها العاطفة تسد ثقوب الوعود

وتفتح جرح الحكاية،

بقلب المتيم والمحب لكل

جمال يرق أو شذى يتفصد من

عقر زهر..

أو ضياء تسكبها أقمار الليالي

فلا بد للذاكرة أن تزف

تباشر ما استدق من حكاية

الأقربين وجوماً، على الأبعدين شروداً

فلا غير ذاكرة

تنبأ الناس عن فيضها

ومداد الحروف لحظة أن ينسكب

في فؤاد الجريح

وتعيد التفاصيل

ورسم المقولة تلو المقولة

أمان من الحيف، أو الزيف

فـ»آفة النقل من الذاكرة»

تناسي الرواة لما كان

أو سيكون من الصدق والمقدرة.

فتحمل ذاكرة اليوم

تفاصيل هم يؤرق وحزن عميم

ولكنها في تباريح

ليل السهاد تعجز أن ترد

يأسها وقسوة أيامها..

فتختزن الذاكرة كل التفاصيل

ولا يعبأ القول بأن الحياة

تسير كذا.. فخذ ما تسنى

واترك لسانحة الفكر أن

تبتهج أو تذيع بعض أحزانها

فإن التفاصيل مثبتة

ومحكمة في إسار النوايا..

فلا شيء غير ذاكرة تنز ببعض

التفاصيل لتزهد بالقول حينا

تثيربنا لاعج اليأس..

فننتظر مكرهين ما سيأتي من الذاكرة

أن تقول أو تبوح..

أو تهيل على سمعنا بعض رمل

المقولات عن «كان يا ما كان»!

- سعود المدهش