Saturday 01/11/2014 Issue 449 السبت 8 ,محرم 1436 العدد

تحولات امرأة نهرية

الراقصة والطبال

الراقصة تريد أن تحصل على مكان جيد للرقص. هي تفاوض حول هذا الأمر كثيراً.. تحادث المسؤول والسكرتير، وكل من له يد أو ذراع في الموضوع.. تُجري كثيراً من المحادثات معهم، تهمس وتجهر، تضحك وتتغنج، تعد، وليس مهماً أن تفي.. باختصار شديد: تعرف من أين يؤتى الذكر فتحاصره!

الراقصة لا تستغني عن الطبال أبداً، مهما بلغت شهرتها فهي بحاجة لطبل يقرع قرب جسدها؛ كي تكون بؤرة التركيز عليه أكبر. وليس هناك مواصفات خاصة لهذا الطبال؛ المهم أن يجيد قرع الطبلة بطريقة تلفت النظر إلى حركات جسدها المتناغمة مع الإيقاع.

الحاجة للطبال ضرورة للراقصة، سواء كان رقصها جيداً أو رديئاً.

إن كان رقصها جميلاً فالطبال يزيده بهاء ومتعة، ولو لم يحضر الطبال سيكون من الممتع مشاهدة رقصها المنفرد؛ لأنه قائم بذاته. أما الراقصة التي لا تحسن من الرقص إلا هز الردفين والتمايل بغباء مع الرتم فهذه لا يمكنها الرقص بدونه؛ فبدون قرع الطبول لن يلتفت أحد إلى رقصها الرديء؛ لذلك تحرص على الطبال أكثر من حرصها على تدريب جسدها على الرقص، وتعتمد على الطبال أكثر من اعتمادها على جسدها ذاته!

أما المرشحون لدور الطبال فهم أي شخص يمتلك قبضتين تمكنانه من قرعهما بالطبل. والراقصة تعرف بفطرتها من هم أكثر المرشحين قرباً من دائرتها، فتعمد إلى إرسال دعوات بطرق عدة:

«عزيزي.. هناك في الركن الخافت من ملهى التكوين سيكون لي رقصة الشغف؛ أتمنى حضورك».

وآخر تكتفي بوضع عنوان الملهى له، وسيكون هناك بالتأكيد. وبعضهم بحاجة للتحفيز برسالة جوال: «سأكون في الركن الخافت، يهمني رأيك بالرقصة».

بعضهم يحتاج لدوافع أكثر:

«تخيل أن فلاناً أو فلانة - لا فرق - وصف من صفق وطبل وحضر رقصتي الأخيرة بأنه عديم الذوق.

سأكون في رقصة أخرى في نفس المكان، وسيكون الفلان أو الفلانة موجوداً».

هي تعرف أنه لن يحضر لأجلها ما لم تشركه في أمر الإساءة، وتصور له ما حدث بأنه موجَّه له ولذوقه!

بعضهم ترمي له بطرف الخيط:

«أحببت حضورك المرة الأخيرة وكنت أرقص بخفة وكأني أرقص لك وحدك».

وهذا إن حضر فهو إن لم يطبل فسيصفق بقوة.

آخر يحتاج للتذكير بأن حضوره مهم حتى لو لم يفعل شيئاً

«حضورك تاج أزهو به».

فهذا حتى لو لم يحضر فسيبقى على الحياد، ولن ينتقد رقصتها ولا طباليها أو حتى المصفقين لها.

وهناك طبالون بالفطرة، يحضرون أملاً بأن يحظوا برقصة خاصة. وهناك من لا يعرف بأنه الطبال إلا بعد انتهاء النمرة!

وهناك من لا يجيد في الحياة إلا دور الطبال؛ فهذا الدور يضمن له «فرجة وببلاش».

ثمة راقصات محترفات، يعرفن كيف يستغللن النبلاء من الذكور بالاتكاء على الموروث الجيني للرجولة.

أعرف كثيراً من الأسماء تسلقت بطرق ذكية حتى وصلت لما تريد.

هل العتب على الراقصة! أم على الطبال؟

الحقيقة، إن العتب يقع على أولئك الذين يتفرجون مثلي ومثلك،

ويكتفون بكتابة نص إدانة بدون ذكر أسماء.

ليلى إبراهيم الأحيدب - الرياض