Saturday 01/11/2014 Issue 449 السبت 8 ,محرم 1436 العدد

الصلاة الأخيرة على باب الكنيسة (شعر)

المؤلف : نواف رضوان

الناشر : المؤسسة العربية للدراسات ؛ بيروت 2013

الصفحات : 108 صفحات من القطع العادي

نصوص شعرية غارقة في الألم واليأس ووحشة المنافي.»اعتمدت في بنائها الدرامي بشكل أساسي على الحوار بين الشخصيات.

يقول الشاعر: « قضيتي الأولى هي الإنسان، وغربته في كيانه وجسده وعقله، هذا الجسد الذي هو بمثابة صندوق محكم الإغلاق، تتدافع فيه الأفكار والمشاعر والقصائد والخسارات كثيران هائجة. ومن المواضيع الشائكة جدا، تعامل الإنسان مع نفسه. أحيانا كذات، وموضوع، يكتب القصيدة كشاعر أم كعاشق؟ ومن ناحية يجد نفسه في النهاية لا يتعامل مع أشخاص، إنما يتعامل مع استعارات وقصائد، إذ إنه يسقط ما يكتب على الشخص الذي يتعامل معه، وينسى تماما أنه يتعامل مع كائن مستقل».

من (حانة الغرباء) :

في حانةِ الغرباءِ، أجلسُ كي أرى ما لا يُرى،

والكأسُ تشربني على مَهَلٍ، وتكسرني،

هُنا ليلٌ وراءَ الليلِ، يكبُرُ حينَ تصرعني مصابيحُ النوافذ كلّما أمعنتُ في الذكرى،

إلى الأعلى سأصعدُ مثقلا بالروحِ حينَ يخونني صوتي ورجعُ صداهُ·

يا وَطَنًا بنزفِ النونِ يصحبني إلى ذكرايَ من زمنٍ إلى زمنٍ متى سأعودُ لكْ ؟

ومتى يعودُ محاربٌ للبيتِ بعدَ الموتِ

يا وَطَني متى سأعودُ لكْ·

في حانةِ الغرباءِ، أحيا كي أردّ إلى الأصابعِ

حيرتي وتوجّسي منّي

تتبعتُ الخطايا كلّها، وذبحتُ أحصنتي على عتباتِ هذا الليل·

يسألني الغريبُ بجانبي : ماذا رأيتَ اليومَ في حُلمكْ

فأجيبهُ : وأنا الغريبُ هناك لم أحلمْ،

لقد أتقنتُ تكسيرَ الزجاجِ،

وأتقنَ الأمواتُ تكسيري

فلم أحلم لأمضي خلفَ نسياني

أنا لغةٌ من الأوهامِ تتبعني هنا يا صاحبي،

فيجيبني:

(وكأنّنا في حانةِ الغرباءْ)