Saturday 04/01/2014 Issue 424 السبت 3 ,ربيع الاول 1435 العدد

الفتى والأفعى والثمرة!

عثرت عليه متلبساً بجريمة انتهاك ورقة بيضاء.. وهو منهمك في تشويهها.. فسألته:

- ماذا تفعل؟

- هاه هاه لا أدري

- ماذا تفعل بهذه الورقة البريئة، والقلم اليتيم؟

- أحاول....

- تحاول ماذا؟

- أحاول أن أتخلص من الصمت

- عندما تريد التخلص من الصمت بأفكارٍ حديثة الولادة.. ألق نظرة على الحلم، كثمرة في أعلى الشجرة يا فتى !

- لماذا؟

- لأن الورقة في هذا الكوكب إما أن تكون.. أو تخون !!

- (تخون).. وما هي الخيانة التي تقصدين؟

- أقصد أعلى مستويات الغدر !

- لم أفهم

- ههههه

- اشرحي لي

- حسناً.. لنفترض أن (الوطن) فتى ذكي نوعاً ما، و(الخيانة) أفعى تشبه الحبل، و(الحلم).. ثمارٌ بأعلى شجرة طويلة الجذع.

- لقد فهمت!

- أخذ الفتى بحبلٍ متدلٍ من الشجرة وتسلقها متجهاً نحو الثمار.. لكنه سقط ولم يصل.

- فهمت ما معنى الخيانة.. ولكن لماذا سقط الفتى؟!

- لأن أفراده في مثل مستواك العقلي.. لا يفرقون طرفة عينٍ بين الأفاعي والحبال

- ولكن لدي سؤال عابر

- ما هو؟

- ماذا كان على الفتى أن يفعل؟

- كان عليه أن يحوّل الأفعى إلى حبل

- وإن لم يستطع

- يقتل الأفعى، ويصنع حبلاً يليق بتاريخه

- وإن لم يستطع

- إن لم يستطع.. فعليه أن لا يحلم بأكل الثمار بعد اليوم!

بقلم/ عبدالرحمن البكري - مكة المكرمة