Saturday 05/04/2014 Issue 433 السبت 5 ,جمادى الثانية 1435 العدد
05/04/2014

ينسج لوحاته بخطوط تبعث فيها الحيوية

‏مفرح عسيري فنان لا تأسره الأساليب.. ينثر أريج إبداعه داخل الوطن وخارجه

من المؤسف أن من يعينهم الإعلام، خصوصًا التشكيلي وكتّابه ومن وصفوا بالنقاد ‏أبعد ما يكونوا عن المبدعين الحقيقيين، وترك الحبل على غارب الصحفيين ناقلي الخبر السطحي، الذي لا يتجاوز اسم لمعرض وعدد اللوحات واسم المفتتح وما قال في تصريحه بعد الافتتاح، ما يتبع ذلك من اهتمام بصور من حضر مع المفتتح خصوصًا إذا كان مهمًا أو ذا مكانة في المجتمع.

هذا التعامل مع الفنون التشكيلية أدَّى إلى حجب الصورة الحقيقية التي تتمثّل في اللوحة والعمل الفني وتجربة الفنان، مما أدَّى إلى تهميش الفنانين وبقاء أثر التغطية الإعلاميَّة في حدود حفل الافتتاح مع ما تبعه مما أشرنا إليه.

فنان يمد للآخرين جسور التواصل

اليوم يسعدنا أن نستعرض إبداع فنان له حضور مشرّف رغم بعد الإعلام عنه إلا فيما ندر من نشر مشاركاته مع عدد من الفنانين هنا وهناك، أو في تغطية لمعارضه في حدود الإشارة إلى شيء من محتوى المعرض، فنان يُعدُّ من رواد الفن في منطقته وأحد المساهمين في مسيرة الفن التشكيلي السعودي على مستوى الوطن ومع أول انطلاقة هذا الفن عام 96هـ. مؤهل في مجاله بدرجة علميَّة عالية.. ومؤهل بخبرات طويلة.. جعلت منه معلمًا مؤثِّرًا في تلامذته وفي الساحة..

الفنان.. مفرح عسيري.. الابن البار لعسير ولـ(أبها) على وجه الخصوص.. قدم لها كل عمره الفني والعملي.. وأسهم بالعديد من اللوحات ممثلاً لها وممثلاً للوطن بها، رسم الواقع فأجاد.. وتعامل مع معطيات الفنون الحديثة في تطوير إبداعه فحقق النجاح، له حضورٌ مؤثِّرٌ وفاعلٌ في كلِّ موقع تصل إليه أعماله قبل أقدامه، فهو متجاوبٌ مع كل دعوة يتلقاها، دعمًا لفنون وطنه ووقوفًا مع أبنائه الشباب، مشجِّعا ومعلمًا وموجهًا.

* البيئة مدرسته وطريقه لقلوب الآخرين

انطلق الفنان مفرح عسيري -كما بداية كل فناني العالم- من البيئة المحيطة به، غامسًا فرشاته في جمال جبال عسير، يستعيد في كلِّ جزء من لوحاته كل خطوة خطاها بين الخضرة في جبالها ووديانها، يستفيق على تغريد البلابل ويعيش صباحاتها مستنشقًا رحيق أزاهيرها المبتلة بقطرات الندى، وعند الغروب يعيش لحظات الحلم البعيد نحو ما يخبئه المستقبل لطفل موهوب تحتضنه طبيعة غنية بكلِّ ما فيها، طفل يختلف عن أقرانه، ينظر للحياة بمنظار التفاؤل والجمال، اقتطف من كل ما تقع عليه عينه شيئاً من روحه وأحالها في مختزل وجدانه، ثمَّ شكلها بتجاربه المتراكمة إلى شكل من أشكال الإبداع ممسكًا بأصل الفكرة ومصدر استلهامها ومعيدًا لها بقدراته الإبداعية.. بناءً جديدًا لا يقل عن جمال أصلها بل أضاف لها جمالاً معاصرًا، حمل فيها روح الواقع دون انقياد لتسجيلها الواقعي، فأعاد تدويرها دون تأثير على إيحائها أو تشويه، تعامل مع الانطباعية بروح التجريد، وجرّدها بإحساس الانطباعية، ألوانه فرحة مفرحه.. تزدان كُلَّما قارب بعضها ببعض، يجمع بين المتناقضات.. ويقارب بين النشاز، وينسج لوحاته بخطوط يعيد بها للوحة حيويتها.

تجارب وتطوير للذات

لم يتوقف مفرح عسيري عند حدود التأسيس المتبع عند كل الفنانين، بالتعامل الأكاديمي فالتمس لبناء العمل قاعدة لما بعده، تجرأ وأطلق لإحساسه العنان.. فتنوعت وتجدَّدت، فكرة.. وتكوينًا.. وسبل تنفيذ، يمتلك القدرة على التلوين، ويتعامل مع أداوته بسهولة، يتنقل من الفرشاة إلى السكين، ويمزج اللون بوسائط وخامات، فكانت تجربته بالكولاج مثار إعجاب الكثير..

خصوصية تكمن في أعماق اللوحة

ومع هذا التبدَّل والتنقل بين الأدوات إلا أن الفنان مفرح عسيري لا يقبل الانصياع لأسلوب محدّد كما أشار في كثير من أحاديثه الخاصَّة.. أو الإعلامية، وليكن معرضه الأخير الذي قدم فيه تجربته بالكولاج، أنموذجًا لهذا التوجُّه حيث جمع بين الكولاج المتعدِّد الوسائط، وبين التجريد المعتمد على اللون، معلنًا بهذا أنه يتلقى توجيهاته وتحريك إبداعه، من أعماق وجدانه.. لا كما يميله عليه تقليد من هنا، أو مشابه من هناك، جمع فيها بين الفكرة المستقاة من البيئة المحيطة والمجتمع، الثابت فيها والمتحرّك بمضامينها الاجتماعيَّة والتراثيَّة يزوقها أحيانًا بالزخرفة وأحايين أخرى بالحروف التي كانت رفيق بداياته.

نعود للقول: إن الفنان مفرح عسيري أصبح علامة بارزة وحاضرة في عقد الفن التشكيلي في وطننا الغالي وجزءًا من تكوين هذا الفن في منطقة لا يستغرب أن تلد وتنجب مثله كما أنجبت من قبله أسماء كثيرة منها الفنانون عبد الله الشلتي وعبد الله شاهر وخليل حسن، والجيل الجديد المحدث والمجدّد في ساحتنا ومنهم الفنان أحمد ماطر وإبراهيم أبو مسمار وغيرهم.

إطلالة موجزة من إنجازاته

شارك الفنان مفرح عسيري في غالبية المعارض على الساحة التشكيلية منذ انطلاقة الفنون التشكيلية بالمملكة منذ عام 1396هـ 1976م.

ومعظم معارض جمعية الثقافة والفنون في الرياض - جدة - الدمام - أبها وكذلك معارض مهرجان التراث والثقافة بالجنادرية الثالث، الرابع، الخامس، السادس. ومعرض الرياض بين القديم والحديث بالرياض 1406هـ 1986م.

ومعرض المجسمات الأول في الدمام 1407هـ 1987م.

ومعرض روشان الثاني للفن المعاصر بجدة. ومعرض الفن الإسلامي المعاصر في مركز الجمجوم بجدة. ومعرض الفضاء من أجل كوكب الأرض الدولي بالرياض. والمعرض الجماعي الرابع والخامس لفناني المملكة في أبها والرياض. والمعرض الدولي للفن التشكيلي - بقصر طويق حي السفارات بالرياض. والمعرض الجماعي الخيري لصالح مسلمي البوسنة والهرسك. والمعرض الجماعي الخيري لصالح المعاقين بالرياض.

والمعرض الجماعي بمجمع الراشد بالخبر. ومعرض الجائزة الدوليَّة الكبرى للفن المعاصر بمونتيكارلو (فرنسا). ومعرض الفن السعودي المعاصر بالقاهرة ولندن. ومعرض 25 فبراير (29) بمناسبة العيد الوطني للكويت ومعرض الحرف في بيت لوزان بالكويت. وبينالي الشارقة الدولي للفنون التشكيلية عام 2001 م. ومعارض جماعة ألوان للفنون التشكيلية.

الجوائز الحاصل عليها:

الجائزة الثانية في مسابقة أبها الثقافة الثانية.

الجائزة الثالثة في مسابقة أبها الثقافة الثالثة.

الجائزة الثالثة في مسابقة أبها الثقافة الرابعة.

جوائز اقتناء وشهادات تقدير من معظم المعارض المشارك فيها:

مقتنيات في الديوان الملكي بالرياض

مقتنيات في مطار الملك فهد بالدمام.

مقتنيات في وزارة البرق والبريد والهاتف.

مقتنيات في مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة.

مقتنيات في البنك الأهلي التجاري بجدة.

مقتنيات في وزارة الثقافة والإعلام بالرياض.

مقتنيات في مكتبة الملك فهد الوطني بالرياض.

مقتنيات في الاتِّصالات السعوديَّة وبعض المقتنيات الخاصَّة.

monif.art@msn.com