Saturday 10/05/2014 Issue 437 السبت 11 ,رجب 1435 العدد

روح الساموراي الياباني .. مقاتل من أقصى الشرق

لم تكن رغبتي بدخول عالم الساموراي انطلاقا كعادتي من فضولي المعرفي، لكن كانت الصدفة وراء قرائتي لقصة صداقة عظيمة وأسطورية داخل هذا المجتمع المليئ بالقيم، «مجتمع الساموراي» هو اللقب الذي يطلق على المحاربين القدماء في اليابان, ولا أخفي أن هذه القصة أخذتني إلى مكان بعيد روحياً، كما ستنتقل روح الساموراي في الحكاية.

كلمة (ساموراي) ما زالت تحمل الكثير من التقدير في اليابان والكثير من بلاد الشرق الأقصى المحيطة.. الساموراي هو ذلك الإنسان الذي يقبل الموت بسهولة حينما يتعلق الموت بمبادئه.

ارتبط أيضا اسم (ساموراي) بكتاب (البوشيدو) القديم... الذي يحوي خلاصة الفكر الذي يشكل مسار حياة الساموراي إلى الأبد…

تقول القصة «صديقان من محاربي الساموراي المتعاهدان بالدم على الأخوة، وهو عهد بالغ الجدية بالنسبة للساموراي، حيث يعني أن يضحي كل منهما بحياته من أجل الآخر إذا ما تطلب الأمر ذلك، ثم يبتعد هذان الصديقان عن بعضهما، ويقوم كل منهما على خدمة سيد مختلف، ويكتب أحدهما للآخر أنه سيزوره في موسم تفتح الأقحوان مهما حدث، ويرد الآخر أنه سينتظر وصوله، ولكن قبل أن ينطلق الآخر في رحلته، يتورط في بعض المشكلات المتعلقه بالحكم، وينتهي به الأمر في السجن، حيث لا يستطيع الخروج أو إرسال الخطابات، ويمضي الصيف وبعده الخريف ويأتي موسم أزهار الأقحوان، وهكذا يكون قد عجز عن الوفاء بعهده لصديقه، والشرف بالنسبة إلى الساموراي أهم من الحياة، فينتحر هذا الساموراي على طريقة الهاركيري، ويصير روحاً ويسافر أميالاً وأميالاً ليزور صديقه، يجلسان بالقرب من زهور الأقحوان ويتحدثان حتى الامتلاء، ثم تتلاشى الروح عن وجه الأرض»... انتهت هذه الحكاية الجميلة

نعم، كان على الساموراي أن يموت لكي يلتقي صديقه ويفي بعهده!

هذه الحكايه ولو كانت خيالية إلا أنها تساعد في زراعة القيم والمبادئ، وأشير أن المبادئ السبعة المقدسة للساموراي هي:

العدالة .. الشجاعة ... العطاء ... التهذيب ... الصدق .. الشرف ... الولاء ..

وهكذا فالساموراي هو إنسان يقضي حياته من أجل تحقيق مبدأ ليس شخصياً ... هو الطالب والتاجر والعالم والجندي وكل مهنة ... تلتزم بالأخلاق القويمة ... والعزيمة الكافية للسعي وتحقيق الغرض ... والقوة المناسبة للاستمرار ..

وهنالك كتاب جميل تحدث عن سيرة ساموراي عظيم الأمير يوشي تسونيه هي الأشهر بين السير اليابانية. يرويها رهبان بوذيون مكفوفون بصحبة آلات وترية وهي حافلة بالمغامرات والمعارك وقصص الحب والإخلاص والخيانة والانتحار والانتصار والهزيمة والموت وتشبه بذلك القصص التي نعرفها في الثقافة العربية مثل السيرة الهلالية وسيرة الأميرة ذات الهمة وسيرة الظاهر بيبرس وغيرها من السير..

بطل هذه السيرة الأمير يوشي تسونيه من أشهر محاربي الساموراي عبر التاريخ الياباني وهو شخصية تاريخية لعبت دوراً مهماً بالفعل على مسرح التاريخ الياباني في العصور الوسطى أدى إلى تحول أساسي في مسار هذا التاريخ..

وهناك حكايات تقول إن هذا الأمير رحل بعد انتهاء المعارك في اليابان واستقر في بلاد المغول وأصبح إمبراطوراً عليهم ويُقال إنه هو جنكيز خان القائد التتري الذي غزت جيوشه العالم ولم توقفها سوى الجيوش العربية بقيادة قطز وبيبرس.

تقول الحكمه اليابانية المنبثقة من قيم الساموراي:

« يولد الإنسان عظيماً .. لغرض أعظم ..»

فالإنسان الغني ... مسؤول عمن لم يمنح هبة أن يكون غنياً..

ومن وُهب القوة ... يجب أن يحمي من هم أضعف ..

من أوتي الحكمة ... يجب عليه أن يكرس حياته من أجل البسطاء ..

أحلام الفهمي - الدمام