Saturday 12/04/2014 Issue 434 السبت 12 ,جمادى الثانية 1435 العدد

لَولَاكِ لَولَاكِ

لَوْلَاكِ مَا اعْتَدْتُ نَبْضَ الحُبِّ مِن أَلَمَي

وَمَا عَرفْتُ شُعُورَ الشَّوقِ فِي نَدَمِي

كَلاَّ وَمَا سَهِرَتْ عَيْنِي مُؤَرَّقَةً

وَلا تَعَثَّرَ فِي إِيْقَاعِه نَغَمِي

لَولاكِ مَا ابْتَسَمَتْ مِنْ وَاقِعِي لُغَتِي

وَلا كَتَبْتُ بِهَا شِعْراً لِمُبْتَسِمِ

يَا مَنْ تُلَوِّنُ إِحْسَاسِي وَتَرْسِمُه

حَتَّى يُرَى فِي أَمَاسِيْهَا كُمُتَّهَمِ

وَمَنْ تُشَكِّلُنِي أَحْلامُهَا شَجَناً

يَسْرِي جُنُوحاً كَرُؤيَا اللَّيْلِ بِالحُلُمِ

رِقِّي كَمَا كُنْتِ عُودِيْنِي كَزَائِرةٍ

بِبَسْمَةٍ أَتَدَاوَى مِنْكِ فَابْتَسِمِي

بِرُقْيَةٍ بِرِضَابٍ مِنْكِ قَدْ مُزِجَتْ

إِذَا نَفَثْتِ بِهَا أَحْسَسْتُهَا بِدَمِي

حَتَّى إِذَا وَصَلتْ قَلْبِي اسْتَعَادَ بِها

خَلْجَاتِه فَتَعَافَى بَعْدُ مِن سَقَمِ

وَهَزَّه الشِّعْرُ إِحْسَاساً يُعَلِّلُه

نَادَاكِ فاقْتَرِبِي وَاسْتَقْبِلِي دِيَمِي

وَقَرِّبي وَرَقاً تَسْتَمْطِرِينَ بِهَا

شِعْراً لِيَهْطِلَ مِنْ رُوحِي إِلَى القَلَمِ

فَأَنْشِدِيه عَلَى الدُّنْيَا لِتُنْشِدَه

عَلَى النُّجُومِ وَمَنْ يَسْعَى عَلَى قَدَمِ

كَفَاكِ أَنَّكِ مَنْ قَلْبِي يُحَسِّسُهَا

بِنَبْضِه شَاعراً بالحُزْنِ والأَلَمِ

وَمَنْ تُحَدِّثُ إِذَا يَلْقَاكِ رَعْشَتُـه

وَمَنْ مُحَيَّاه يَرْوِي الشِّعْرَ لِلعَجَمِ

مَشَاعِرِي تَتَجَلَّى فِي تَناقُضِهَا

فَأنْتِ فِيْهَا وَمِنْهَا مَوقِعُ الحَكَمِ

فَقَوِّمِيْهَا كَمَا أَمَّلْتِ وَاهْتَبِلِي

مِنْهَا المُنَى نَشْوَةً إِنْ شِئْتِ وَالْتَزِمِي

مَبَادِئِي لَكِ فِي دنْيَاكِ حَافِظَةٌ

فَلْتَحْفَظِيْهَا فَمِنْهَا تَرْتَوِي قِيَمِي

لَولاكِ لَولاكِ مَا أُلْهِمْتُ رَائِعَةً

فِيْهَا مِن الشِّعْرِ وَالرَّاقِي مِن الحِكَمِ

يَا مَنْ تُجَدِّدُ فِي إِيْحَائِهَا صُوَري

وَمَنْ تُحَفِّزُ فِي إِيْقَاعِهَا هِمَمِي

إِنِّي لأَلْقَاكِ شِعْراً فِي مخَيِّلَتِي

وَوَاقِعِي مِثْلَ شَمْسٍ فِي دُجَى الظُّلَمِ

عَيْنَاكِ قَدْ نَصَبَتْ لِي بالضُّحَى شَركاً

وَقَعْتُ فِيْه كَصَقْرٍ جَائِعٍ وَظَمِي

وَعَادَ ثَانِيَةً يَسْعَى وَعَاشِرَةً

مِنْ بَعْدِ تَحْرِيرِه فِي السَّهْلِ والقِمَمِ

فَلْتَأْسُرِيْه فَعَيْنَاه مُؤَرَّقَةٌ

لَولاكِ لَمْ تَعْرِف الشَّكْوَى وَلَم تَنَمِ

- د. عبدالرحمن عبدالله الواصل