Saturday 15/03/2014 Issue 432 السبت 14 ,جمادى الاولى 1435 العدد

وتم العناق ..

بعيدًا عن أيدي التطفل!

لم يكن مستغربًا أن تحظى المملكة بصوت مرتفع وتكون من ضمن أوائل الدول العربيَّة في تطوّرها في مجالات كثيرة ومتنوعة وخصوصًا فيما يتعلّق بمعارض الكتب، حيث إن معرض الكتاب يعد ظاهرة ثقافية تتجدَّد كل سنة وفق معايير دوليَّة حديثة، حيث المتتبع لدورات معرض الرياض الدولي للكتاب يجد أن هنالك طفرات وتقافزات ملحوظة من دورة إلى أخرى، وهذا يعني أن الحراك الثقافي والإبداعي والوعي لدى المثقف السعودي أخذ يتوسع وينطلق، وهذا مؤشر يدل على أن المسؤول وصاحب القرار تنبه وتواكب جهده لهذا الوعي الجمعي الذي يشهده المجتمع السعودي بشتَّى أطيافه ومدارسه الفكرية والعقدية.. ولعل هذه الطفرات بدأت تتضح حينما تولي الدكتور صالح الغامدي إدارة المعرض وظهرت تقافزاتها فهي قد تسعى لأن تشكّل أنموذجًا..

معرض الرياض الدولي للكتاب يضم تحت سقفه عددًا كبيرًا من العناوين التي تتنوع في التوجُّه على اختلاف مستوياته وجغرافيته؛ جباله وسهوله وشواطئه وصحاريه فالمحتوى الفكري والعقدي وغيرهما يوجد، وأن المساحة العلوية للمثقف قد كبرت وارتفع سقفها مقارنة بالدورات السابقة.. ويبقى أن تكون الفعاليات المصاحبة كالندوات والأمسيات تتواكب والقفزات التي عليها المعرض، وإن كان لي تنبؤ فهو كما قفز المعرض ستقفز برامجه المصاحبة، وخصوصًا أن اللجنة الثقافية قد اختيرت بعناية من الوزارة حسب ما تسرب لي، وقد أعطيت الحرية الكاملة في تشكيل برنامجها الثقافي، كونها تمتلك رؤية واسعة نحو الحراك الثقافي السعودي وما يشهده الشارع العربي في هذا الصدد.. وتبقى هذه الظاهرة جميلة كالوردة في البستان ما لم تشوه من بعض الدخلاء ممن يمقتون الثقافة ويعملون على إسقاطها وتسطيحها، فهم يحاولون قهقرة المشهد الثقافي السعودي، فنجدهم في دورات سابقة ونجدهم في الجنادرية ونجدهم في كلِّ توهج ثقافي يعملون على إفساده وإسقاطه، ولكن سطوة الثقافة ونورها تفوق كل محاولاتهم، حيث إن التطوّر الذي تشهده الساحة السعوديَّة في شتَّى المجالات وخصوصًا في رئتها الثقافية تجاوز تلك الأطروحات النتنة، وأن المعرض تحرسه أيدي أمينة برعاية خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله تعالى- وأنه بعيدٌ عن عبث المتطفلين والمعاديين للثقافة والفكر والتجدد والنمو بشتَّى أصنافه.

حسن علي البطران - الأحساء Albatran151@gmail.com