Saturday 17/05/2014 Issue 438 السبت 18 ,رجب 1435 العدد

قصيدة

طفلُ العَوْد

ذكرياتي تمخّضتْ من شجوني

أنبتتْ دمعها، وأبكتْ سكوني

تستفزّ الآهات رمل شعوري

فيموج الوداد في مكنوني

ويصبّ الحنين في القلب قولاً

أبيضاً أسوداً بديع الشجونِ

فاستدار الزمان للخلف ركضاً

في دهاليز داخلي وظنوني

كان (للعود) نزهةٌ وانبساطٌ

بحنايا طفولتي وجنوني

ذلك الحيّ فِلْذَةٌ من حياةٍ

سكنتني، وأظهرتها عيوني

ألف ذكرى تنقّعتْ في وفاءٍ

تغسل الشوق في الفؤاد الحنونِ

بيتنا عطّرته ضحْكات أمّي

فانْتشى السقف باسماً للصحونِ

بين سكّانه ائتلافٌ حميمٌ

يهطل الحُبُّ فوقهمْ كالهتونِ

مدخل البيت أغضبته رسومي

بالطباشير، والحصى المطحونِ

كنتُ أستعرض الحماقات ظهراً

كي ترى الشمس صنعتي وفنوني

آهِ يا بيتنا سقتكَ الدواهي

ونَفَتْكَ الحياة كالمجنونِ

هاجمتكَ الآلام في صبح غدرٍ

فتشهّدْ لميتةٍ بالطعونِ

أين يا أصدقاء جهلي مضينا

في مسارات عصرنا المعجون؟

صنّفتنا السنين.. ذاك غريقٌ

في رفاهيّة الغنى والبنونِ

ذاك في غرفة الهموم تعيسٌ

أمرضتْ عقله سموم الديونِ

آخرٌ غرّبته عينا حبيبٍ

ضاع.. قالوا.. بحبّه المفتونِ

إنّ (للعود) في دمائي حنيناً

وحكايا أذيعها بجفوني

** ** **

* العود حي قديم وشهير من أحياء مدينة الرياض فيه ولد قائل القصيدة وعاش طفولته.

- حاتم الجديبا @hatempoet