Saturday 27/12/2014 Issue 456 السبت 5 ,ربيع الاول 1436 العدد
27/12/2014

دور العقل في فهم النحو

علم النحو أساس لفهم معاني اللغة التركيبية ذلك حتى يتم إدراك المراد من بناء الكلمة ليفهم المتلقي ما طرحه غيره عليه، أوما يسمعه منه السامع.

النحو مثله في علم الحديث مثل معرفة أحوال الرواة ما لهم وما عليهم، ومثله في الفقه مثل الاجتهاد في النص، ومثله في السياسة مثل: الدهاء وسعة الحيلة ونظر حال المستقبل بعدل وقوة قسطاس مستقيم.

والنحو إنما كانت الحكمة منه الإعراب للجملة ليتم في هذا كله وضع كل شيء في موضعه، والسبب في هذا هو عدم الخلط بين: الطرف الزماني والظرف المكاني وبين المفعول المطلق والتمييز، وقس على هذا ما شئت أن تقيس، ولعلي أكتب في هذا الباب لما لمسته ولمسه غيري من خلط موجع بل هو: مؤلم من خلط بين: كثير من المنصوبات ولاسيما التمييز فقد لمحت كثيراً كثيراً مما قرأته وسمعته أو عُرض عليَّ أن الحال تدعو إلى بحث مهم بل هو ضارب في الأهمية.

ولما كان التمييز ذا إشكال عند كثيرين فإنني هنا أعول عليه حسب الجهد وحال السفر بعيداً عن أسفاري من المطولات وكتب الفروع فأبدأ قائلاً وليعذرني «قارئي العزيز» على الاختصار لأن موجب الطرح هنا يوجبه مع توسع لازم عند طباعة المعجم «م/ 8/ ج 16» لأن ذلك موضعه التمييز:

هو: اسم في أصله جامد ونكرة ولابد من هذا ويتضمن معنى «من». بكسر «الميم».

وسبب وضعه على الأشهر وتسميته بهذا الاسم «التمييز» لأنه يبين ما كان قبله من إجمال يحتاج إلى تمييز له ولابد ذلك حتى يخرج غيره فلا تتداخل المعاني مثل: الحال والمفعول المطلق ونحوهما، لكن الذي رأيته في هذا العصر من كثير من العلماء والكتاب والباحثين هو: الخلط وسبب هذا هو: العجلة، أو نشوء التشابه عند كثير منهم.. وهذا سبب لاندراس العلم لغة.. ونحواً.

فمثال التمييز: (قرَّ المسافر عيناً) وآخر مثله: (جاد العالم اجتهاداً).

نعم هنا شبه في (الحال) بحال قوة لكن ليس كذلك عند قوة: التأمل، ومثال آخر (ساد الخلوق روحاً). وأصل التمييز حتى تخرج الحال وأنه على صفتين:

أ- يُبين إجمالي نسبة ما.

ب- يُبين إجمالي الذات المرادة من السياق فتبين النسبة بعد أي عدد ممكن نحو: (في الجامعة سبعون مدرساً).

ولا يمكن أن يقال: حالة كونهم مدرسين فيكون مدرس: حالاً، كلا، فتنبه.

وكذا ما يكون بعد تقدير معين مثل حال الكيل.. أو الوزن وذلك نحو: (حملتُ ثلاثين صاعاً زبيباً).

ونحو: (زرعتُ ألف قنطار: ثمراً).

ونحو: (رأيتُ ستين ذراعٍ: ممراً).

ويقع التمييز مفعولاً به وذلك يُبين المراد من واقع الفعل (وهذا أمر لابد من فهمه جيداً نحو: (سقيت الحوض ماء).

ونحو: (بنيت البر بيوتاً) بفتح الباء في «البر».

والتمييز على هذا كله إنما يحتاج إلى قراءة متأنية طويلة وإلى سعة نظر وصفاء ذهن جيد ولاسيما تميز: (العدد) الذي قد يقع فيه كثير من العلماء وخطباء الجوامع وبعض الوعاظ عند ذكر: أنصبة.. ومقدار.. وأعداد أمور (الزكاة) مثل: (أيها المسلم أخرج عشرين مثقالاً) ونحو: (أخرج النصاب تسعاً وتسعين) فالمثال الأول صحيح، والثاني ليس كذلك، إنما يكتب وينطق: (تسعة وتسعين) بتاء مربوطة ليس إلا هذا.

والحق فهناك كثير من الخلل اللغوي والخلل النحوي.. بل إن هناك شبه خلل علمي فيما يتعلق بصحة الآثار وضعفها، وهناك جزماً فقدان لعله كبير في التفريق بين: أساسيات: العلم: والفهم، فالفهم علم وزيادة ومن فقد الفهم لا ينفعه العلم إلا أن يشاء الله تعالى فأساس قيام هذه الأمة على صدق التلقي وتطبيقه بعد وعيه وفهمه. وما علم النحو وصناعته إلا ذلك الطود الشامخ لفهم وإدراك معاني الآثار وسياسة النص الصحيح مما يدل على حقيقة عبادة أو حقيقة معاملة.

بريد السبت

* حمد بوحمد آل خميس المري.. قطر..

كلا: حسن الخلق.. والأدب كان أخيار هذه الأمة يقدمانهما على طلب العلم وما قيمة العلم أي علم إذا فقد صاحبه حسن الخلق أو أراد حب ذاته وذيوع صيته، كتابك وصل: (نقد منهج لويس عوض).

* زيد بن فالح بن عجلون الدوسري.. الخرج..

آل رشود/ في الأفلاج.. من: (سبيع).

أما آل رشود/ في ينبع: (فلا أعرفهم).

* سعد مدرك البارقي - جيزان

أبولؤلؤة - صامطة

نعم الحسد بين الأقارب شديد جداً خاصة إذا استغل الحاسد غيره ليضرب المحسود بدهاء ومكر، لكن الله تعالى بعدله ينصر الغافل. أما كتاب: (مختصر دمشق) فهو: (مختصر تاريخ دمشق) للإمام ابن عساكر نقد/ وتراجم/ وسيرة/ وأخبار. وهو جيد في بابه.

* ع. أ.م. - الرياض - جامعة الملك سعود:

نعم سوف أترجم لذلك الشخص وأبين حقيقته وصاحبه كذلك من (جامعة أم القرى) فلا تعجل عليَّ في هذا ولاسيما وهما قد بالغا وقذعا.

* هيلة. ل. - حوطة سدير..

يصلك الأمر بعد حين.

- الرياض