Saturday 27/12/2014 Issue 456 السبت 5 ,ربيع الاول 1436 العدد

أبيض غامق

أغراض صلبة

«لستُ رياضياً بما يكفي لاختطفاك» شخصية ديزنية. قبل أن أكتب الآن وصلتني هذه العبارة من الغرفة المجاورة. حتى مزاج الكتابة - أحياناً - ليس رياضياً بما يكفي لاختطاف معنى يَعْلَق بين ماهية ساطعة وجوهر غامض، أو بالتبديل. وأعني بالكتابة: الكتابة التي تتم بإيعاز من كل شيء، حتى وإن كان استفزاز الهواء لسماعة (الآي فون)، ومزاحمة الضجيج نقاء الصوت. بين إيجاد كلمة أخرى، غير التي تقول نفسها على شكل قوس مطر، وبين التي يتآكل عليها التأويل والاستهلاك. حسناً، علي وعلينا إيجاد كلمة رياضية، أو أن نكون رياضيين بما يكفي لاختطاف الفكرة التي تحين. التي تحين وحسب. وأن نُحب سطح الأرض، وأن نجد البهجة في أغراض صلبة وقصاصات معلومات غير نافعة. كما يقول جورج أورويل.

O

طول الحياة وارتفاعها يساوي دائرة أو الحرف (O). الصفر (السَمَاعي) الكبير الذي كانت تهدد به أستاذتنا الطيبة. حرف النداء المستخدم في الإنجليزية: «O› mankind» «O› people»... إلخ؛ الشكل الذي تنتهي به حتى كلمة (كُرَة)/ الكُرَة الأرضية؛ فالكُرَة مرادف شكلي للدائرة على الدوام. ليقول لي كَرَّة أخرى بأن كل الأشياء هي هذه الدائرة. هذه الدائرة التي تَكبر وتضاعفُ نفسها في كل طور. ولن نختلف ما إذا كانت مجوفة، أو مُصْمَتة. أو إن تقاطع طول الحياة وعرضها في نقطة على (شكل+) فإن ما يمسك بهما هي (نقطة)، والنقطة دائرة غامقة!

Milky Way

الجهات الفرعية للحظة مزاجية ما: إما تعب مستعار، وإما مستوى من مستويات استنفاد جهد الأسئلة. الكمية التي تنتهي قبل أن تكمل شيئاً لمرة أخيرة، كحَفنة ورق شاي، أو ملح خشن. بالمناسبة، كلما تداعت الجهات تذكرتُ الجغرافيا، ومجموعة الدب الأكبر، التسمية الوحيدة اللطيفة في الجغرافيا. أو درب التبانة (Milky Way)، التي سحبتْ حباً وإدماناً طفولياً لحلوى (Milky way)! كان كرماً واسعاً أن قامت الجغرافيا بدور فلكي صغير مُقلَّم بخطوط الطول، ودوائر العرض. سؤال الظل الذي لم يكن مظلماً حين يقف خلفه ضوء، بقدر ما كان: أيهما يَنْحُل أولاً!؟ الشمس أم الظل!؟ حسناً، ما زالت تَنْصفني خطوط الطول، ودوائر الجغرافيا والشِّعر، وتربطني جهة الشرق فيونكة بيضاء، بجدوى زنبرك. ما زلتُ أضاعف الجهات، وأستكملُ ورق الشاي، والملح الخشن، وأستهلك حلوى (Milky way)، وما زال الليل يواصل سكب طوله الشتوي، ويواصل النهار انكماشه كفرصه.

خاصية مظلة

ثمة فرح فردي وحزن كذلك: أقصى حالات انقراض المشاركة، والمرحلة المتوسطة من تكلُّس مُمَوج؛ كالذي وُجِد عليه شكل القوقعة. أو مُعدل أخير! تشير إليه حتى أسهم الخرائط الذهنية، أو رائحة بطاطا مقلية! الذي يظلُ متشبهاً دائماً بخاصية مظلة مقلوبة، فلا هي تنكمش وتكون عصا، ولا هي تحقق نفسها كمظلة! يقول المتفائلون دائماً بأن علينا أن نشارك الفرح غيرنا، ونحتفظ بحزننا لأنفسنا. هذا جيد مبدئياً، لكن في أكثر اللحظات (المِظَلية)، لا يحدث هذا، ولا يجب أن يحدث!

نورة المطلق - الرياض