بين الأمس واليوم سهيل مشوح
|
حين ضغط جارنا الشاب على كفي بقوة، وهو يصافحني بعد طول غياب، خلتُ أنه يتحداني بحيويته، فقبلت التحدي، أزّ في رأسي هدير نفاث أقلع بي إلى زمن بعيد، وحط بي في مدرستي الثانوية.
وجدت ساحتها كما تركتها، وأنا في وسط الساحة مزروعاً كالنخلة.
جسدي مشدود لا يثنيه التعب، ولا تحركه الريح.
لم أكن وحدي كذلك، كان اقراني مثلي أو أشد ثباتاً في حضرة العلم، وكان النشيد يخرج من حناجرنا هادراً.. مجلجلاً، كأن مصر وتطوان على الجانب الآخر من قاسيون..
لماذا لم يعد لدينا اليوم ما نحتفي به، ونشد قاماتنا فخراً لأجله؟
تساقط على وجهي ضوء ناصع كالثلج، ايقظني من شرودي، فتطلعت حولي أبحث عن جارنا الشاب، فلم أجده، فقررت أن اقتفي اثر البارحة بخطى واثقة.
تنويه
* ورد نص الكاتب سهيل مشوّح (بين الأمس واليوم) عرضاً في (صفحة ثقافة الجمعة)التي تعنى بالعطاءات الأدبية الواعدة.
وها نحن نعيد نشره في المكان المناسب مع اعتذارنا للمبدع «مشوح» عن هذا الخطأ غير المقصود.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|