تكوين عبد الله الجشي..؟ محمد الدبيسي
|
من القطيف إلى النجف.. كانت رحلته الأولى..!
وكانت الرحلة تلك (إيلافاً) لجهل الحساويين..
الذين شكّلت (الحوزة العلمية)
مبتدأ ترحالهم.. إلى طلب العلم
والأخذ عن (الشيوخ) في إشارة مؤكدة على
أهمية (العلم الشرعي)
واعتباره المكون الأول في ثقافة..
ظلت بمعزل عن ممارسة ما هو خارج دائرتها..!
عزلة أفرزتها إشكالية الاختلاف
فيما ظل الفكر الأدبي (وحده) المساق
الذي بدد بعضاً من عتمات الانقطاع..
وأسهم المبرزون فيه أمثال (محمد العلي)
في مد أنواره إلى أطراف الوطن..
ليصير مشتركاً.. تعزز اشتراطاته
المعرفية فاعلية تأثيره وقيمته..؟
** (العلي) بريادته الشعرية.. كان أحد (التنويريين)
الذين كونوا مساحة للفعل الثقافي.. بالرغم من كل الإخفاقات..
التي جسدت للقطيعة بيننا..!
أما غيره.. ومع أهميتهم.. فلم
نستطع.. لأسباب ما..؟ ذاتية ربما..؟
لكنها بحال لم تكن موضوعية معرفتهم..؟
لأننا لم نحسن معرفة أنفسنا بالقدر الكافي.. ليكون غير (العلي) من أمثال (عبد الله الجشي) من تلك الأسماء التي ظلت محصورة في مأزق المتواصل.. والتلاقي.. غير مواتية أو مألوفة لأجيال (الوطن)..؟ وغير مدونة في خطابنا الثقافي.. المتداول..! أو مهملة في اعتبار المؤتمنين
على الخطاب..؟ أو الموكل إليهم أخلاقياً وتربوياً .. تشكيله..؟
الذين كثيراً ما ساهمت أمانتهم في حزّ لحمة تلاقينا ومشتركاتنا...؟
** (عبد الله الجشي) (عبد رب الرسول) سابقاً.. مدير مكتبة الرابطة الأدبية في النجف
ورئيس تحرير مجلة القري النجفية..
في فترة ما بعد السبعينيات الهجرية..؟
يأتينا فيها بعد (عشرينيات) القرن الجديد..؟
وما بين الزمن وأرقامه.. تبدد أجمل العمر.. ما بين الغربة والكتابة..؟
** ولكن (المهم) أن نحتفل به في إحدى المناسبات الوطنية..!
(الجشي) الكهل الذي غسل غربة دامت أربعة عشر عاماً في تربة الوطن..
تربة.. تلمع وتضيء.. لتؤالف بين سحناتنا..
وملامحنا الغارقة في أسئلتها..؟
لماذا يترك الجشي وأمثاله الوطن..؟
أين ما كتبه.. وقاله.. وسطره..؟؟
سنوات الغربة.. التي صاغت من
الجشي مفكراً حراً.. وشاعراً أصيلاً.. لم نطالع من آثارها
إلا ما ذكره (عبد الكريم الحقيل) في
(شعراء العصر الحديث) ديوانين يتيمين هما: (غزل وغناء) و(نعمان)..؟
** و(الجشي المثقف).. بهذه القيمة الراسخة
في فكر كل حقيقي وصادق وحر..
بحاجة نحن.. إلى قراءته.. وإلى تجاوز شعارية الاحتفاء به.. في (آن) مقرر..؟
إلى واجب المؤسسات الثقافية في طباعة
إنتاجه.. التزاماً بدورها.. وصدقاً في أداء رسالتها..
(الجشي)..؟ لم تكن الإجابة صادمة أو حامضة.. حينما استكتبنا حوله الكثير..
فاعتذروا لعدم معرفتهم به...!
... وفي هذه الإشارة العابرة.. في ورقة بيضاء.. يعلوها اسم (الجشي)
ثمة فضاء أبيض حي.. حزين.. وفاضح..!
ينتظر بسؤال.. من يكتب..؟؟..
md1413@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|