الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 21st March,2005 العدد : 98

الأثنين 11 ,صفر 1426

سعاد الكواري عن تجربتها وتصورها:
الشاعر بطبيعته فوضوي وصعلوك ومتسكع..!

* حوار منصور الجهني:
الأديبة الخليجية المعروفة الأستاذة سعاد الكواري.. حملنا إليها جملة من الهموم والاستفهامات وحاورناها من خلالها فكان هذا الحوار الناري.. فإلى ذلك:
* نتحدث بداية عن علاقته بالمكان؟
ينقسم المكان في ذاكرتي إلى قسمين المكان الحقيقي والمكان المتخيل ولأن الحقيقة تسيطر دائما على المخيلة يبقى المكان المتخيل هو الأقرب والأجمل والأبقى بينما يحتل المكان الحقيقي المساحة الأكبر على الصعيد الواقعي فلا يستطيع الخيال أن يلتهم الواقع لهذا يتضخم المكان الواقعي ليصبح كالفجوة العظيمة تلتهم كل شيء بكل قسوة، لهذا تراني كلما حاولت أن أمزق خيوط المكان الحقيقي التصق بي أكثر لدرجة التي أصبحت أسيرة لهذا المكان الصحراء (البحر، الرمال، التصحر).
على الصعيد الواقعي الجليد (الخضرة، النهر).
على الصعيد المتخيل الواقع والخيال المعادلة الصعبة لرغبتي الدائمة في التخلص من قيود المكان.
* المكان هو الخلفية التي تكتب التي تكتب عليها النصوص لكننا لا نلمح كثيراً حضور المكان من خلال نصوصك؟
أتصور العكس فالمكان هو الحاضر دائما في ذاكرتي قبل النص وإن كنت متهمة بطغيان المكان على خريطة النصوص إلا أنني أشعر دائما بأنني اسيرة لتلك القوة الخارقة على عكس ما يجب أن يكون.
* على أي قضاء تنفتح ذاكرة سعاد الكواري الشعرية؟
على فضاءات كثيرة ومتشعبة بدأت بالقراءات الأولى التي شكلت الطبقة الخارجية لاحتكاكي بالتجارب الثقافية المتراكمة منذ الأزل، وإن كانت قراءاتي الأولى خارجة عن الحدود التي شكلتني بصورة مشوشة دفعتني الى المعرفة والبحث المستمر، فلم تكن الأسطورة إلا رغبتي الحقيقية في الخروج من المألوف، والسعي للوصول إلى أي بركان المهم الوصول بعد ذلك إلى قلب التراث العالمي الذي شكل ذاكرتي بعد ذلك.
* هناك خصوصية للمرأة الخليجية يرى البعض أنها تشكل عائقاً أمام انطلاقتها في فضاءات الابداع كيف استطاعت تجاوز ذلك؟
لاتختلف المرأة الخليجية عن أي امرأة في أي مكان في العالم كذلك المجتمع الخليجي حيث إنه عبارة عن طبقات وليس طبقة واحدة، وهناك تفاوت بين البشر كما هو في كل مكان في العالم وإذا كانت هناك مجتمعات سبقتنا في التواجد والحضور لا يمنع أننا نمضي في نفس الطريق إذاً هي عملية وقت لا أكثر والاهتمام من قبل أصحاب القرار في تطوير المرأة بشكل عام وبالنسبة لي الحمد الله أن المسؤولين في بلدي مدركون أهمية المرأة في تطوير المجتمع لهذا ليس لدي أي مشكلة، أما بالنسبة للخصوصية فخصوصية المرأة هي هي في كل مكان، وأنا لم أتجاوزها على العكس أنا أحاول أن أحافظ على هذه الخصوصية سواء في النصوص التي أكتبها أو طبيعة الحياة وأعترف لك أنني أحمل نفسي الكثير مما لا يطلبه المجتمع لكيلا أجرح هذه الخصوصية وألا أخرج عن أطرها المتعددة، ولكن هي البدايات نحن نمثل جيل البدايات قد نبدو غريبات عن مجتمعاتنا في الوقت الحالي، ولكن أنا على يقين أن المجتمع سوف يتقبلنا بكل حب، كذلك سوف تتغير الصورة المزروعة عن المرأة الخليجية في أذهان الآخرين، وسوف يرون المرأة الخليجية المتعلمة والقيادية والمبدعة التي أصبحت في المقدمة هناك الكثير من الصور التي لا بد أن تختفي في أذهان الآخرين لكي تبرز الصورة الحقيقية للمجتمع الخليجي، ولابد لوسائل الإعلام أن تلعب هذا الدور تصور مرة سألتني مبدعة سورية زوجك كم زوجة عنده! فقلت لها لماذا هذا السؤال؟ قالت: الرجل الخليجي لا يتزوج زوجة واحدة دائما يتزوج أكثر من زوجة ضحكت وقلت لها الحمد لله زوجي ليس متزوجا غيري..
بهذه الأفكار والصور يرون المجتمع الخليجي أنا لا أنكر أن هناك نماذج، ولكن لا تعمم كما أنها توجد في كل العالم، ولكن لا تمثل المجتمع، فالمجتمع الخليجي والمرأة الخليجية بخير، وتتطور بصورة سريعة في جميع المجالات، وما يعتبر خصوصية هي خصوصية مشتركة بين كل النساء.
* ما رأيك بما يسمى قصيدة اليومي أو المعاش؟
قصيدة التفاصيل الإنسانية التي تعج بمفردات اليومي والمعاش، ومكابدات الذات وتشظياتها، وقصيدة التأمل وكتابة الذات، رسم المفارقة بين مشهد أو أكثر، وبين الداخل والخارج التي تستوعب ازدحام المفردات وفقر المشهد الحياتي بين الأنا والخارج والواحد والكل، القصيدة الكتلة التي تسعى إلى هدم مركزية المجاز وتبديل أنا الشاعر في الوقت الذي تمثل فيه النظرة المحايدة للشاعر إلى الهامش عبر القصيدة، قصيدة التأمل والتجربة الفلسفية والوجدانية والمزج بين التأمل الميتافيزيقي واستدعاء الطبيعة وظواهرها ومحاورة الطبيعة والرموز التاريخية والأسطورية، القصيدة الخاطفة، البرقية التي تضع المفارقة بين مادتين أو موقفين وتضمينها رسائل اجتماعية وسياسية واحتجاجية توحي الى القارئ على هيئة شفرات يبثها الصوت الناطق في القصيدة، القصيدة التي حولت النص الابداعي الى كائن حي ينبض بالحياة هكذا أراها وأتنفسها.
* هذا سؤال عارض يمكنك تجاوزه إن أردت: هناك في أدبنا العربي ظاهرة الشعراء الصعاليك سواء في الماضي أو ربما الراهن.. هل تعتقدين أن هناك شاعرات صعلوكات؟
الشاعر فوضوي وصعلوك متسكع بطبيعته على أرصفة الورق كذلك الشاعرة والصعلكة بمفهومها المجازي حالة خاصة للهروب من الروتيني والمعتاد تعبيراً عن رفض ما.
للوصول الى استقرار متخيل على المستوى النصي وهي حالة وليس عادة ينبغي أن تعمم.
لهذا نرى بعض الشعراء يمارسون الصعلكة في الحياة العامة، ولا نراهم يمارسونها في النص المقدم، والعكس لهذا أتصور أن الصعلكة هي حالة مشتركة بين الجميع حياتي.
* اشار الناقد محمد الدبيسي في قراءته لمجموعتك (وريثة الصحراء) لشيوع دلالة الاغتراب وتأزم الذات في دائرة انعزالية عبرت عنها نصوص المجموعة.. إلى أي مدى قاربت هذه الرؤية نصوصك الشعرية؟
ربما ما ذهب إليه الناقد يمثل جزءاً من التجربة وربما هناك أمور أخرى ولكنني أتصور أن مجموعة وريثة الصحراء كانت تجربة خاصة جداً ولكن التجارب الأخرى شملت بداخلها رؤى أخرى أتمنى أن تتاح للناقد محمد الدبيسي التعرف عليها.
* يمكن القول: إن الشاعرات الخليجيات يتفوقن على نظيراتهن في بقية أقطار العالم العربي سواء من حيث العدد أو المستوى.. إذا كنت تتفقين معي في ذلك.. ما هو السبب من وجهة نظرك؟
لا توجد إحصائيات تؤكد هذا الكلام لهذا لا أستطيع أن أفترض شيئا لست متأكدة منه.
* يقال: إن معظم النصوص التي يكتبها المبدعون الشباب في هذه المنطقة وأنت منهم هي صدى لأصوات أخرى.. ولا تنبع من تجربة حقيقية، أو تفاعل مع الواقع.
ربما وأتمنى بالفعل أن يكون الموضوع بهذه الصورة وألا نكون قد قمنا بتعرية الذات أكثر من اللازم.
* ماذا تمثل الكتابة بالنسبة لك هل هي... ترف أم ضرورة؟
الكتابة بالنسبة لي ترف.
* كيف ترين مستقبل الشعر في ظل التحولات الكبيرة التي يشهدها العالم؟
مستقبل الشعر مرتبط بمستقبل الشعوب فهو لسانهم وتاريخهم وانعكاسة حقيقية لما يحدث في العالم، فأتصوره سوف يكون في وضع أفضل في الأعوام القادمة.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
مكاشفة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved